Author

خواطر بيئية

|
إذا كنت مهموما بالبيئة، ويجدر بك أن تكون كذلك، فلدي سؤال لك: أيهما أصعب عليك نفسيا، شراء سيارة بستة صمامات، أم انتزاع عدد من الأشجار بغرض الاحتطاب أو التوسع الخرساني على حساب الزراعي؟
كلا الفعلين يؤثر في البيئة، لكن ما تجب معرفته أن ما يقال عن انبعاثات السيارات التي تسير بالوقود وتأثيرها في البيئة صحيح، لكنه ليس دقيقا، ولا يعطي التصور الواقعي المنصف، ولا تذكر معه الأرقام والمقارنات.
عرفت أرقاما مهمة بفضل الاستماع إلى الدكتور أسامة فقيها؛ وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة، أثناء تقديمه ورشة عمل مهمة نظمتها الوزارة عن "مبادرة السعودية الخضراء"، فمثلا تأثير جميع وسائل النقل التي تسير بالوقود المستخرج من النفط، بما فيها الطائرات والسفن والسيارات وغيرها على انبعاثات الكربون، لا يتجاوز 14 في المائة، بينما تأثير التصحر مثلا يبلغ 24 في المائة.
بفقدان شجرة لا نفقدها وحدها فقط، إننا نفقد "منظومة" كاملة، لأن هناك كائنات من مختلف الأنواع تعيش فيها، وكائنات تتبادل معها الأدوار، وأخرى تقتات عليها والقائمة طويلة، والأهم أن 75 في المائة من المياه العذبة عن طريق الأمطار مرتبطة بالنبات، ولعلنا نلحظ أن الأماكن ذات الغطاء النباتي تحظى بأمطار أكثر، وحرارة أقل.
لن أخوض في أسباب إصرار جهات ومنظمات معينة على التركيز على التأثيرات المتعلقة بالنفط ومشتقاته، أكثر من غيرها من الأسباب، وسأترك أسئلة متخصصة كثيرة لمزيد من البحث، ومنها: هل استخدام البطاريات من أي نوع في وسائل النقل آمن بيئيا؟ أليس له بدوره أعباؤه البيئية؟ تبدو الإجابة البدهية هي نعم، لكنها تحتاج إلى المعلومات والأرقام حتى يكون الحديث واقعيا.
نحن نسعى إلى مزيد من الطاقة النظيفة لتقليل نسبة 14 في المائة أعلاه، لكننا سنسعى أكثر إلى تقليل النسب الأعلى، وسنعمل على جميع الأصعدة لتوفير "الحلول المعتمدة على البيئة"، كما يسميها أهل الاختصاص.
البحث العلمي هو خريطة طريق أي مسافر نحو المستقبل وأي باحث عن الحقيقة والتفوق والعيش الأفضل، ولدينا قلة في دراسات البيئة في المملكة، لكن ليس بعد الآن، فالرؤية السعودية الجميلة وضعت نصب عينيها هدف البيئة، وهي كما تذكرون أول من قدم مبادرتين للبيئة في قمة العشرين التي ترأستها، وللعلم فإن القمة المقبلة تبنت مبادرتي السعودية فيما يتعلق بالبيئة.
مبادرة السعودية الخضراء تبهج القلب والحديث عنها سيتصل، خاصة عند اقتراب المؤتمرات الخاصة بها بعد أسابيع.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها