الطاقة- الغاز

روسيا تعلن استكمال "نورد ستريم 2" .. وأوكرانيا: سنحارب المشروع حتى النهاية

روسيا تعلن استكمال "نورد ستريم 2" .. وأوكرانيا: سنحارب المشروع حتى النهاية

بعد تأخير استمر لأكثر من عام ونصف، أعلنت روسيا أمس، استكمال بناء خط أنابيب غاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل، الذي يربط روسيا بألمانيا ويعد منتقدوه أنه سيزيد من اعتماد الدول الأوروبية في مجال الطاقة على روسيا، فيما أكدت أوكرانيا أنها "ستحارب المشروع حتى النهاية".
ومن المتوقع أن يبدأ الضخ أول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل تزامنا مع تلبية احتياجات المستهلكين الواسعة في فصل الشتاء في أوروبا. وقال رئيس شركة غازبروم أليكسي ميلر إنه تم الانتهاء من كل التجهيزات الخاصة بالخط وأن الغاز سوف يتدفق عبر الخط الجديد اكتوبر المقبل في الوقت المناسب لموسم التدفئة حتى يتمتع كل شخص في أوروبا بالتدفئة المطلوبة.
وأوضح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أنه عندما يبدأ تشغيل نورد ستريم 2 فإن الجميع فائزون سواء الموردين أو المستهلكين، لا تزال هناك حاجة إلى شهادة من السلطات الألمانية لبدء التشغيل وليس من الواضح متى سيتم منح التصريح من جانب المانيا في ضوء تحفظات حزب الخضر الالماني موضحا أنه على الرغم من كل الانتقادات تمسكت الحكومة الألمانية أيضا بالمشروع الذي كلف المستثمرين أكثر من عشرة مليارات يورو.
وتستمر حالة الجدل في أوساط الطاقة والمعنيين بصناعة الغاز على مستوى العالم حيث من المتوقع يضاعف الخط حجم سفن الغاز الطبيعي الروسي المصدرة إلى أوروبا - معظمها إلى ألمانيا -.
وقال أحدث تقارير "أويل برايس" الدولية إنه عندما يبدأ خط الأنابيب "نورد ستريم 2" ضخ الغاز فإن عمليات التسليم المخطط لها من جانب شركة غازبروم إلى أوروبا لعام 2021 ستكون 183 مليار متر مكعب، موضحا أن "غاز بروم" أكدت في أحدث بياناتها أنه مع أو بدون "نورد ستريم 2" سيبقى هذا الرقم دون تغيير.
وأوضح التقرير أن الخط الجديد يمكنه أن يشحن 5.6 مليار متر مكعب إضافية لكن هذا لن يحدث فرقا كبيرا وعلى الأرجح لن يتم استغلال هذه الطاقة الأوسع، مسلطا الضوء على قول المستشارة ميركل أنه في غضون 25 عاما لن تحتاج أوروبا إلى الغاز الروسي، ومن المؤكد أن هذا من شأنه أن يجعل القارة أكثر استقلالية في مجال الطاقة.
وذكر أن الاتحاد الأوروبي يتمسك بموقفه المعارض لضخ المزيد من الغاز الروسي إلى الأسواق الأوروبية على الرغم مما يجلبه نورد ستريم 2 من فوائد لدول البلطيق وبولندا اللتين تعتمدان بشكل كبير على إمدادات الغاز الروسية بالفعل، وأن المعارضة الأوروبية أدت إلى معارك قانونية وتهديدات بفرض عقوبات إذا حاولت روسيا استخدام خط الأنابيب كسلاح ضد دول أخرى وذلك بحسب تصريحات سابقة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ولفت التقرير إلى أن المشروع جذب انتباه عمالقة تصدير الغاز العالمي خاصة من الولايات المتحدة التي تعد السوق الأوروبية بالنسبة إليها أكثر ربحا بفضل رغبتها المعلنة بشكل متكرر في تنويع مصادر إمدادات الغاز.
ونوه إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات على المشاركين الروس في نورد ستريم 2 وهددت شركاءهم في أوروبا الغربية بفرض عقوبات أيضا كما عارضت ألمانيا المشروع ومع ذلك تواجه أوروبا أزمة غاز هذا الشتاء وهي حريصة على بدء تشغيل الخط الروسي.
وأوضح التقرير أنه في وقت سابق من هذا العام عندما أوفت شركة "غازبروم " بتوصيل الغاز إلى أوروبا بموجب عقود طويلة الأجل لم يكن ذلك كافيا لملء المخزن الفارغ في أوروبا وتجهيزه لفصل الشتاء مشيرا إلى انتهاز أوكرانيا الفرصة على الفور لاتهام موسكو بـ"الابتزاز" لكن الاتحاد الأوروبي في خطوة غير عادية عدل عن مواقفه السابقة.
وأضاف التقرير أن جميع دول الاتحاد الأوروبي تتمتع الآن بإمكانية الوصول إلى أكثر من مصدر واحد للغاز وبالتالي فهي أقل عرضة لضغوط الإمداد القادمة من مورد فردي، لافتا إلى أن أوروبا كانت يائسة من تنويع مورديها من الغاز لكن التنويع الوحيد الذي حققته هو عبر الغاز الطبيعي المسال وخط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي والذي كان وقت تشغيله - العام الماضي - متأخرا عن الجدول الزمني بأعوام.
وأوضح أن خط "تاب" الذي يحمل الغاز الآذري لديه فقط خمس الطاقة التي يمتلكها أي من خطي أنابيب نورد ستريم حيث يمكنه نقل عشرة مليارات متر مكعب سنويا وهو ما يعادل 2 في المائة من استهلاك الغاز في أوروبا كما يذهب معظم الغاز في خط "تاب" إلى إيطاليا لافتا إلى أنه يمكن توسيع خط الأنابيب ولكن في المستقبل.
وأشار إلى أن أوروبا تواجه بالفعل نقصا في الغاز ما دفع شركة "بريتش غاز" إلى التحذير من أن البريطانيين يواجهون فواتير كهرباء أكثر تكلفة هذا الشتاء وقد تضطر بعض الشركات إلى الحد من النشاط ليس فقط في المملكة المتحدة ولكن في أوروبا أيضا.
وأضاف انه في الوقت نفسه لا تزال أوكرانيا تطالب أوروبا بإيقاف نورد ستريم 2 على الرغم من تأكيدات المستشارة ميركل شخصيا بأنها لن تسمح لشركة غازبروم بحرمان أوكرانيا من رسوم العبور التي تتلقاها الآن مقابل الغاز الروسي الذي تشحنه عبر خطوط أنابيب أخرى إلى أوروبا.
وذكر التقرير أن أوروبا مستاءة من الغاز الروسي بسبب النفوذ الذي يمنحه لدولة يعتبرها الاتحاد الأوروبي غير صديقة لكن أوروبا في الوقت نفسه متعطشة بشكل متزايد للغاز بسبب شهور الشتاء الطويل والتي استنزفت احتياطياتها في العام الماضي، منوها إلى أن العام الماضي شهد تحويل شحنات الغاز الطبيعي المسال من أوروبا إلى آسيا لأن المشترين الآسيويين كانوا مستعدين لدفع أسعار أعلى متوقعا أنه حتى إذا فشلت محاولات وقف نورد ستريم 2 ، فلن يؤدي الخط الجديد إلى زيادة شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- الغاز