المقالات المبيتة

مع التقنية الحديثة أصبح البحث عن فكرة لكتابة مقال من الأمور السهلة والبسيطة، التي لا تأخذ وقتا طويلا، لأن مجرد وجود تصور عن موضوع معين أو فكرة عابرة ووضعها في محرك (العم) جوجل سيتكفل بعرض مصادر عديدة، وربما تكون الفكرة قد استهلكت.
قد يعاني كتاب الصحافة أحيانا عدم وجود فكرة حية وجديدة لكتابة المقال، وبالتالي فإنه قد يضطر إلى فتح صندوق المقالات (المبيتة)! وهي مقالات تكتب بشكل عام ولا تتعلق بمناسبة محددة أو ظرف معين، بل تناقش موضوعا عاما يصلح في كل زمان ومكان.
لا تجد أي كاتب صحافي إلا ولديه مستودع من تلك المقالات، التي تفك الأزمة في حال ظرف السفر أو المشاغل الطارئة، التي تعوق عن الكتابة .. أعود لفكرة كتابة المقال فجولة سريعة في عالم "تويتر"، ومواقع التواصل الاجتماعي قد نستنتج منها أفكارا جيدة. كما أن الإبحار في غياهب الصحف سيكون مصدرا شهيا للتطرق لعدة مواضيع من زوايا مختلفة، وهنا يكمن دور الكاتب المحترف في التقاط رؤيته الخاصة، أما ما يتناقل في الواتساب يمثل فكر الشارع العام حول تصور أو موقف معين تجاه ظاهرة أو حدث، ولا يمكن الاعتماد عليه كثيرا.
في نظري أن طفرة السرعة المعلوماتية وكثرة المعلومات أسهمت في جعل القارئ يبتعد عن المقالات الطويلة، لأن لديه معرفة بالموضوع أو لربما طرف علم، وفي النهاية يريد أن يقرأ وجهة نظر الكاتب في أقل وقت كما مفعول الكبسولات. بالمختصر أتمنى ألا يظن القارئ الكريم أن هذا المقال من المقالات المبيتة، التي تفك أزمة الكاتب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي