FINANCIAL TIMES

حان وقت التغيير .. مؤشر داكس الألماني يتوسع من 30 إلى 40 شركة

حان وقت التغيير .. مؤشر داكس الألماني يتوسع من 30 إلى 40 شركة

توسع مؤشر داكس يبدأ منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل.

لقد كان الضرر الذي سببته شركة وايركارد أكثر من مجرد مستثمرين مخدوعين عندما أفلست في عام 2020. كانت الشركة الناشئة السابقة عالية الأداء واحدة من 30 شركة فقط من الشركات الممتازة في مؤشر داكس الألماني، حيث حلت مكان "كوميرزبنك" قبل عامين، وألقى سقوطها المذهل بظلاله على الأعضاء المتبقين في نادي النخبة هذا.
جزئيا كاستجابة لأزمة العلاقات العامة هذه، قررت مجموعة بورصة دويتشه، مشغلة مؤشر داكس، أنه قد حان الوقت لإعطاء المؤشر البالغ من العمر 32 عاما تغييرا. أطلقت مبادرة استشارة، حيث سألت مئات الشركات والمؤسسات المالية عما يرغبون في تغييره.
راوحت الاقتراحات من إضافة معيار بيئي وحوكمة مؤسسية إلى السماح لبعض مصنعي الأسلحة المحظورين حاليا بالدخول إلى المؤشر.
في النهاية، قررت مجموعة بورصة دويتشه أن تسلك مسلكا أقل إثارة للجدل. بدءا منتصف أيلول (سبتمبر) 2021 سيتوسع مؤشر داكس من 30 شركة إلى 40 من أكبر الشركات العامة من حيث القيمة السوقية.
وسيتم إدخال متطلبات ربحية جديدة: لكي تكون مؤهلة، سيتعين على الشركات تحقيق عامين من الأرباح الإيجابية قبل الفوائد، والضرائب، والاستهلاك والإطفاء.
ستجد بالتالي الشركات الخاسرة مثل شركة ديليفري هيرو، وهي بديلة شركة وايركارد صعوبة في الصعود إلى الدرجة الأولى، على الرغم من أن القواعد الجديدة لن تطبق على الأعضاء الحاليين.
أشاد أصحاب الأسهم الكبار بهذه القرارات. حيث قال يورجن هاكنبرج، رئيس الأسهم في المستثمر المؤسسي يونيون: "تأتي القواعد الجديدة بمنزلة تحديث طال انتظاره لمؤشر الأسهم الأكثر نفوذا في ألمانيا".
وأضاف أن التوسع سيسمح للشركات الأصغر سنا التي لديها إمكانات أكبر بالنمو والدخول في مؤشر داكس، و"نتيجة لذلك، سيعكس المؤشر أكبر اقتصاد في أوروبا بطريقة أفضل".
بالنسبة إلى حجمه، كان مؤشر داكس القديم بعيدا كل البعد عن ضعف الأداء. فقد كان المستثمرون الذين دخلوا في بداية المؤشر في عام 1988 يشهدون متوسط عائد سنوي قدره 8.6 في المائة، بما في ذلك توزيعات الأرباح. إن الاستثمار الاولي البالغ 1000 يورو تقدر قيمته الآن بمبلغ 15.887 يورو.
ومقارنة، كان المستثمرون في مؤشر فوتسي 100 قد شهدوا ارتفاعا في حصصهم بمستوى مشابه، في حين أن أولئك الموجودين في مؤشر إس آند بي 500 خلال الفترة نفسها كانوا سيستفيدون من متوسط عائد 11 في المئة سنويا، بما في ذلك توزيعات الأرباح.
ولكن على الرغم من أن تركيبة المؤشر قد تطورت من كونها متجهة بشدة تجاه البنوك والشركات الكيمائية، إلى مزيج أكثر اتساعا من شركات صناعة السيارات، والمجموعات الصناعية والمستحضرات الصيدلانية، وهناك شركة برمجيات خالصة واحدة فقط في مؤشر داكس: شركة ساب.
والشركات الابتكارية الأحدث من بين الشركات التي تسعى للارتقاء عندما يتم تقييم تصنيفات رأس المال السوقي لمتنافسي مؤشر داكس 40 في الثالث من أيلول (سبتمبر).
ويبدو أن شركة زالاندو لبيع الملابس بالتجزئة عبر الإنترنت قد حجزت مكانها في مؤشر داكس المُجدد، جنبا إلى جنب مع الشركة المزودة لمعدات الوجبات هيلو فريش.
بعض الخبراء المتخصصين القدامى – مثل شركة سيمرايز، التي توفر النكهات والروائح لعشرات الآلاف من الأطعمة والمنتجات اليومية – سيجلبون اللون والتنوع إلى المؤشر. ولكن إذا نظرنا إليه ككل، فإن مؤشر داكس 40 لن يكون بالضرورة نموذجا لتنوع الشركات. ذلك أن 14 شركة من الشركات التي يحتمل أن تكون المؤشر في الأساس ست شركات انقسمت إلى أجزاء متفرقة.
يوجد ذراعان لشركة فريزينيوس في المؤشر، كلاهما جزء من مجموعة رعاية صحية واحدة. ومن المرجح أن تنضم لشركة سيمنز الصناعية اثنتان من تفرعاتها الأخيرة، سيمنز إخصائيو الصحة وسيمنز للطاقة، بينما شركة إنفنيون لأشباه الموصلات، التي كانت شركة سابقة لسيمنز، ستبقى أيضا.
ستتجنب شركة كوفيسترو للكيماويات، وهي شركة متفرعة عن شركة باير المتميزة والرائدة منذ فترة طويلة، الهبوط إلى درجة أدنى في الوقت الحالي. ومن المحتمل أن تشغل شركة دايملر، التي ستنفصل إلى شركتي مرسيدس ودايملر للشاحنات في وقت لاحق من هذا العام، مكانين في الوقت نفسه، ومن المرجح أن تجلس شركة بورشه إس إي، أداة الاستثمار التي تمتلك حصة أغلبية في شركة فولكس فاجن، جنبا إلى جنب مع شركة صناعة السيارات في مؤشر داكس 40. تم إنشاء كل من دويتشه بوست ودويتشه تليكوم – وهما بالفعل جزء من مؤشر داكس – من خلال خصخصة مكتب البريد الفيدرالي الألماني في عام 1995.
قال يواكيم شالماير، وهو رئيس أسواق المال في مؤسسة الاستثمار ديكا: "لن يغير [المؤشر] طابعه بسبب إضافة عشرة أسهم". وأوضح أن التغيير الأكثر أهمية هو إجراء مراجعة أكثر انتظاما لعضوية مؤشر داكس، والتي ستعمل على تحديث المؤشر مرتين بدلا من مرة في السنة.
يمكن لأولئك الذين ستتم ترقيتهم إلى المؤشر الأكثر شهرة في ألمانيا في وقت لاحق من هذا الأسبوع – حيث سيبدأ المؤشر الجديد بالتداول في وقت لاحق من الشهر – أن يتوقعوا أن تستفيد أسعار أسهمهم من الاستثمارات المتزايدة، خاصة من الصناديق التي تم إنشاؤها لشراء أسهم في مؤشر داكس ككل. كما سيتمتعون بمزيد من الدعاية والتغطية الصحافية.
قال تييري برنارد، وهو رئيس شركة التشخيص كياجين، وهي من بين المتنافسين: "سيكون الانتماء إلى مؤشر داكس بعد 20 عاما ... بمثابة تعزيز رائع لموظفينا، ولتقدير العلامة التجارية".
وقال يواكيم كروزبرج، وهو الرئيس التنفيذي لشركة مرشحة أخرى: شركة سارتوريوس، إن الإدراج في مؤشر داكس "لن يؤثر في أعمالنا"، لكن "سيثبت الأهمية المتزايدة لصناعات التكنولوجيا الحيوية وعلوم الحياة ويضع شركة سارتوريوس بشكل أكبر في نظر الجمهور".
ومع ذلك، يشعر البعض أنه كان ينبغي لمجموعة بورصة دويتشه أن تطلب المزيد من الأعضاء الجدد، خاصة فيما يتعلق بقواعد حوكمة الشركات.
لن يضطر الوافدون إلى مؤشر داكس لتحمل أي اضطرابات في مجلس الإدارة، وفقا لكريستيان سترينجر، وهو الرئيس السابق لشركة إدارة الأصول الألمانية دي دبليو أس والذي أصبح من المدافعين البارزين عن حوكمة الشركات.
"يقتضي القانون الآن وجود لجنة تدقيق بسيطة على أي حال" كما قال عن واحد من متطلبات الحوكمة الجديدة فقط. وأضاف: "كان ينبغي لهم على الأقل رفع مستوى هذا، وأغلبية مجلس الإشراف يجب أن يكون مستقلا، خاصة رئيس لجنة التدقيق".
وأوضح سترينجر أن الأمر القاضي بأن تسجل الشركات المرشحة للانضمام إلى مؤشر داكس 40 عامين متتاليين من الأرباح الإيجابية قبل الفوائد "بعيد كل البعد عن الربحية الحقيقية". مضيفا: "إنها فرصة ضائعة من عدة نواح".

المرشحون والمتسابقون المرجح انضمامهم
شركة إيرباص: إن رد أوروبا على شركة بوينغ للطيران هو بالفعل، من حيث القيمة السوقية، أكبر بكثير من معظم شركات مؤشر داكس الحالية لكن تم منعها من الانضمام إلى المؤشر بسبب الإدراج المزدوج في فرنسا. دافع قوي للأرباح، من المحتمل أن يتم تشجيع إدراجها من قبل المستثمرين المؤسسيين.
شركة زالاندو: تنشط شركة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت التي تتخذ من برلين مقرا لها في 23 دولة أوروبية وتدعي أن لديها 45 مليون عميل "نشط" في القارة. من المرجح أن تظل الأرباح متواضعة حيث تستثمر الشركة بكثافة لتصبح "نقطة البداية للأزياء" في قطاع مزدحم.
شركة سيمنز أخصائية الصحة: شركة تصنيع الأجهزة الطبية التي تم طرحها علنا في عام 2018 بعد أن انفصلت عنها الشركة الأم سيمنز كجزء من حملة رئيسها التنفيذي آنذاك جو كايسر لتقليص حجم التكتل السابق. وقد استحوذت أخيرا على شركة فاريان للعلاج الإشعاعي الأمريكية مقابل ما يقارب 16 مليار دولار.
شركة سيمرايز: إذا كنت تنظف أسنانك بالفرشاة، أو تضع عطرا، فمن المحتمل أنك تعاملت مع منتجات هذه الشركة ذات الرائحة والطعم. لقد رفعت أخيرا توجيهاتها بعد انتعاش التراجع الناجم عن الجائحة في مبيعات ما يسمى السلع المنزلية مثل الواقي من الشمس.
شركة هيلو فريش: تضاعفت إيرادات الشركة – التي تبيع وصفات ومكونات في أجزاء معبأة مسبقا وترسلها مباشرة إلى المستهلكين – بسبب زيادة الطلب خلال عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا. ويتم الحفاظ على بعض هذا النمو حتى مع انفتاح الاقتصادات مرة أخرى.
شركة بورشه إس إي: تمتلك أداة الاستثمار لعائلة بورشه وبييتش أكثر من 50 في المائة من أسهم التصويت في مجموعة فولكس فاغن، وبالتالي فإن ثرواتها مرتبطة ارتباطا وثيقا بثروات المجموعة التي تتخذ من فولفسبورج مقرا لها. ومع ذلك، فإن الشركة التجارية التي تتخذ من شتوتجارت مقرا لها تمتلك عددا من الاستثمارات الصغيرة أيضا.
شركة برينتاغ: لطالما استهدفت شركة توزيع المواد الكيميائية البالغة من العمر 110 أعوام عضوية مؤشر داكس. وقد قامت بسلسلة من عمليات الاستحواذ في الأعوام الأخيرة حيث تسعى إلى تعزيز حضورها العالمي، وهي في خضم حملة إعادة هيكلة مدتها ثلاثة أعوام، بهدف زيادة الأرباح بمقدار 220 مليون يورو في عام 2023.

المرشحون والمتسابقون على المراكز الثلاثة الأخيرة
شركة سارتوريوس: شركة مصنعة لمعدات مخبرية تبلغ من العمر 152 عاما، يتم استخدام مفاعلاتها الحيوية بواسطة مصنعي لقاح فيروس كوفيد أم أر أن أيه، من بين العديد من الشركات الأخرى. إنها تتوسع بسرعة في آسيا والقارتين الأمريكيتين.
شركة بوما: تستفيد العلامة التجارية الرياضية من الطلب القوي على ملابس الراحة والاستجمام. الذي لا شك فيه أن فريق كرة القدم الإيطالي ساعد في صعودها أخيرا – حيث ارتدوا الزي الذي صممته بوما – الفائز ببطولة أوروبا 2020.
شركة بيرسدورف: تم استبدال سيمنز للطاقة بالشركة الصانعة لمنتجات نيفيا للعناية بالبشرة في مؤشر داكس نظرا لحقيقة أنه لم يكن هناك ما يكفي من أسهمها في التداول الحر. عادت مبيعاتها إلى مستويات ما قبل الجائحة بعد أن ضربت الإغلاقات أعمال العناية بالبشرة.
شركة كياجين: لقد قفزت الشركة إلى قمة صناعة التكنولوجيا الحيوية بسبب الطلب الهائل على محفظتها من اختبارات كوفيد إضافة إلى تقنياتها لاكتشاف متغيرات فيروس كورونا الجديدة عبر المراقبة الجينية.
إل إيه جي إيمومبيلين: وهي شركة عقارات محلية تشكلت من خلال خصخصة العديد من الشركات العامة في الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان في ألمانيا، شمال الراين-وستفاليا. ولها بصمة كبيرة في المدن النامية مثل كولونيا.


مؤشر داكس بالأرقام:
1.163 نقطة
بدأ مستوى المؤشر في 1 تموز (يوليو) 1988. أغلق عند 15,824 نقطة في 1 أيلول (سبتمبر) 2021.
44 %
أكبر خسارة سنوية على الإطلاق في عام 2002.
8.6 %
متوسط العائد السنوي منذ إطلاق المؤشر.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES