Author

وطني الحبيب

|
عندما يهم الإنسان بالكتابة عن الوطن، فإن الكلمات تحتار والعبارات تقف عاجزة عن كيف ومن أين يبدأ في وصف وطنه وهي الربى التي ولد فيها ونشأ وترعرع على ترابها..
لكم أبكى فراق الوطن عيون العاشقين وأقض مضاجعهم ولا يعرف ذلك إلا من عاش مرارة الغربة:
لا يعرف الشوق إلا من يكابــــده
ولا الصبابـــة إلا من يعانـــــيها
إن حب الوطن ليس سمة إنسانية متجذرة في وجدان وشعور الإنسان فحسب، بل تمتد لتشمل بقية الكائنات الحية، فالإبل تحن إلى ديارها والطيور وإن هاجرت لا تلبث أن تعود إلى أوكارها وأوطانها.
حب الأوطان أمر فطري جبلي أشار إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين أخرجه قومه من مكة "والله إنك لأحب أرض الله إلي وإنك لأحب أرض الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت". ويفيض حب الأوطان على ألسنة الشعراء والأدباء، والأناشيد الوطنية عادة ما تتضمن حب الوطن والإشادة به والانتماء إليه.
حب الأوطان لا يكون بالكلام فقط أو بالخطب ونظم الشعر، بل يجب أن يترجم إلى أفعال وسلوكيات ومنظومة قيم رائدة، فلا يحب الوطن حبا صادقا من يمارس الفساد أيا كان ماليا أو إداريا أو أخلاقيا. ولا يحب الوطن من يدخل إلى بلده ما يفسد شبابه. وليس أهلا لقيمة حب الوطن من يبث الشائعات أو يمارس نقدا غير موضوعي لبلده ولمسؤوليه ومؤسساته، فهذا حب كاذب لا ينتج عنه إلا الفساد والإفساد. إن وطننا الغالي يدعونا إلى أن نحبه حبا مضاعفا، فبجانب الحب الفطري الذي تشترك فيه جميع الدول مع أبنائها، نجد أننا ملزمون بحبه حبا شرعيا، كيف لا وهو يضم الحرمين الشريفين،
وهو قبلة المسلمين كافة، وهو الوطن الذي قام على أساس من الشريعة الغراء.
إننا مطالبون بالعمل الجاد الدؤوب لرفعة هذا الوطن وإعلاء شأنه ليكون نموذجا يحتذى في تطبيق شرع الله من جهة، وفي الأخذ بأسباب التطور العلمي والتقني من جهة أخرى:
يا سائلا عن موطني وبلادي
ومفتشا عن موطن الأجداد
بلدي به البيت الحرام وطيبة
وبه رسول الحق خير منادي
جميل أن يحب الإنسان وطنه، لكن الأجمل أن ينعكس ذلك على سلوكه وتصرفاته.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها