Author

جازان مالديف الجنوب

|
خلال الأسبوعين الماضيين كنت في زيارة سياحية إلى منطقة جازان، أعترف بأني قبل أن أصل إليها كنت أحمل فكرة مغايرة للواقع الذي فوجئت به، وقد أرفع من مستوى اعترافاتي قليلا، فأقول إني كنت مترددة في السفر إليها ظنا مني أني سأواجه إشكالية من ناحية قلة الأسواق وشح الأماكن السياحية والترفيهية وندرة المطاعم الراقية والكافيهات ووعورة الطرق. كانت الخطة الزمنية للرحلة لا تتجاوز ثلاثة أيام، لكن حين قلبت جازان كل الموازين في عقلي ها أنا أكتب مقالتي هذه وأنا في جازان العشق في الأسبوع الثاني.
ما شاهدته في منطقة جازان دفعني إلى التساؤل أين الإعلام عن نقل هذه الصورة الجميلة عن مناطقنا السياحية الساحرة؟ ولماذا البعض ما زال يحمل تلك الصورة النمطية القديمة تجاه بعض المناطق؟ وأين الدور الوطني لبعض مشاهير السوشيال ميديا في إبراز هذه التطورات الهائلة التي تحدث في الحركة السياحية، وتشجيع الناس على اكتشاف جمال المدن في وطننا الغالي؟ ما رأيته في جازان فاق كل توقعاتي، بل لا أبالغ إن قلت لكم إني قد أصبت بصدمة كبيرة من روعة مستواها الحضاري والعمراني والسياحي وفخامة أسواقها وتعدد مطاعمها وتنوع مقاهيها وتنظيم شوارعها وأرصفتها وجمال واجهاتها البحرية والكورنيش والشواطئ، وتنوع بيئاتها الطبيعية الخلابة من بحر وجبال وأودية وتضاريس ومناخات مختلفة. ذهبت في رحلة بحرية مثيرة عبر ميناء جازان على أحد القوارب التي تصطف بكثرة لنقل السياح لاستكشاف بعض جزرها البكر كجزيرة "حبار"، التي حين نزلت بها ظننتني لوهلة في المالديف، حيث نظافة رمال الشاطئ البيضاء وصفاء المياه الزرقاء وطيور النورس المحلقة من بعيد والهدوء المخملي الذي يدفعك إلى التأمل والاسترخاء، كما ذهبت في رحلة برية لوادي لجب، حيث سحر الطبيعة المتجسد في ذلك الوادي الضيق وجباله العالية وأشجاره المعلقة، واستكشفت جبال فيفا وما أدراك ما جبال فيفا! التي تسلب قلبك حتى توشك على احتلاله، وزرت المتحف التراثي وتعرفت على حكاية التراث الجازاني الأصيل. كل ذلك جعلني أتساءل: لماذا نحن مقصرون في إبراز جمال هذه المدن الساحرة كجيزان وغيرها من مدن وطننا الحبيب؟!
الإشكالية الوحيدة التي واجهتني في منطقة جازان هي فشل أسرتي في إقناعي بضرورة انتهاء الرحلة والعودة إلى الرياض، دعوني أعترف بأني قد وقعت في عشق جازان.
وخزة:
يقول الشاعر جبران سحاري:
ﻫﻞ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﺒﺚ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ
ﻭﺣﺒﻲ ﻟـ (ﺟﺎﺯﺍﻥ) ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺧﺎﻃﺮﻱ
ﻓﻼ ﺗﺬﻛﺮﻭﺍ ﻟﻲ ﺃﺭﺽ ﺃﻧﺪﻟﺲ ﻓﻔﻲ
ﺧﺪﻭﺩ ﺭﺑﻰ (ﺟﺎﺯﺍﻥ) ﺃﺣﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇر

اخر مقالات الكاتب

إنشرها