default Author

الحرمان من اللغة

|
كل من في الكون من بشر وحيوانات وطيور وحشرات له لغة خاصة به حتى الأشجار والنباتات التي تظنها صامتة تتحدث فيما بينها وتحذر بعضها وتسبح بحمد ربها الخالق العظيم!
لكن شغف الإنسان بالمعرفة دفعه إلى البحث والسؤال عن أول لغة تم التحدث بها في العالم،
ومن أين أتى كل هذا الكم من اللغات؟ -يبلغ عدد اللغات الأم فقط نحو سبعة آلاف لغة تتفرع منها مئات اللغات واللهجات- ومن أين اكتسبت الأشياء أسماءها ومن سماها؟ وكيف تحدث أسلافنا وتواصلوا مع بعضهم عبر ملايين الأعوام؟ وهل اللغة شيء مكتسب من البيئة أم فطري نولد به؟
هذا الفضول دفع عديدا من العلماء وأصحاب النفوذ إلى القيام ببعض التجارب اللاإنسانية على الأطفال الرضع التي تعرف بـ "التجارب المحرمة". ذكر المؤرخ هيردوت أن الفراعنة هم أول من قام بهذه التجربة عام 600 قبل الميلاد. حيث تم عزل رضيعين عن العالم تماما وأوكلت رعايتهما إلى راع طلب منه أن يقدم لهما الطعام والشراب دون أن يحدثهما مطلقا وكانت المفاجأة بأن الطفلين ابتكرا لغة جديدة خاصة بهما، وأول كلمة نطقا بها هي" بيجوس"، وهما يشيران إلى الخبز، لم تكن تلك الكلمة موجودة في لغة الفراعنة إطلاقا، فاعتقدوا أن اللغة التي نطق بها الطفلان هي لغتهم الأم. ليكتشفوا لاحقا أن كلمة بيجوس موجودة في لغة تسمي الفرغينية وكانت تعني الخبز! فهل يعني هذا أن البشر لديهم إمكانات لصنع لغة خاصة يتحدثون بها سواء صوتيا أو بالإشارة إذا اضطرتهم الظروف؟!
في القرن الـ13 قام الملك فريدريك المشهور عنه تحدثه بعدة لغات بواحدة من أقسى التجارب على مر التاريخ ليعرف منشأ اللغات، فهداه تفكيره إلى خطف وحبس 100 رضيع وتربيتهم بعيدا عن الكبار والاكتفاء بإطعامهم والعناية بهم دون أي تلامس أو حديث مطلقا، وانتظر الملك فريدريك أن يتكلم الأطفال إحدى اللغات السامية ولكن النتيجة كانت مؤلمة وقاسية فقد مات الأطفال جميعا دون أن يتحدثوا أي لغة، فقد حرموا من الحب واللغة معا، حتى اليوم لم نسمع عن تكرار مثل هذه التجربة القاسية إلا إذا عملت بشكل سري!
في نيكاراغو عام 1980 تم عزل الأطفال الصم عن العالم الخارجي في محاولة لمنح الأطفال فرصة لإيجاد لغة إشارة مشتركة بينهم للتعبير عن أنفسهم بشكل أفضل! فاخترع الأطفال لغة إشارة جديدة معقدة وصعبة عجز العلماء أنفسهم عن فهمها!
يقول الحق سبحانه "وعلم آدم الأسماء كلها" وهنا تكمن الإجابة!
إنشرها