Author

الحجة لمصلحة مجموعة العشرين «2 من 2»

|
باستبعاد كل إفريقيا تقريبا، أصبحت إفريقيا ودول العالم منخفضة الدخل ممثلة بأقل كثيرا من حجمها في مجموعة العشرين. وتضم دول الاتحاد الإفريقي الـ55 "أكثر من ربع أعضاء الأمم المتحدة" 1.4 مليار شخص "17 في المائة من إجمالي سكان العالم"، وتمثل نحو 2.6 تريليون دولار من الناتج السنوي بأسعار الصرف في السوق "ما يقرب من 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي". في المجمل، يعادل عدد سكان إفريقيا حاليا عدد سكان الصين أو الهند، ويأتي اقتصادها في المرتبة الثامنة خلف فرنسا مباشرة وقبل إيطاليا، إذا صنفت كبلد واحد. وستنمو حصة إفريقيا في سكان العالم وناتجه في الأعوام المقبلة.
يملك البلد العضو الإفريقي الوحيد في مجموعة العشرين، جنوب إفريقيا، الاقتصاد الـ39 من حيث الحجم على مستوى العالم، وهو الأصغر بين دول مجموعة العشرين.
الواقع أن الناتج المحلي الإجمالي في نيجيريا ومصر أكبر من نظيره في جنوب إفريقيا، ومع ذلك لا تزال الدولتان خارج قائمة أكبر 20 في العالم. نتيجة لهذا، لا يدعى القادة الأفارقة من خارج جنوب إفريقيا إلى مجموعة العشرين إلا كمراقبين. يتسبب تمثيل إفريقيا المحدود للغاية في الحد بشكل كبير من مساهمة إفريقيا في مداولات مجموعة العشرين فيما يتصل بالقضايا الاقتصادية العالمية الكبرى، ليس فقط في مؤتمرات القمة السنوية التي تعقدها مجموعة العشرين، بل أيضا في الاجتماعات الوزارية والفنية التي تعقد على مدار العام.
يتمثل مفتاح فاعلية مجموعة العشرين في أنها تحقق تغطية عالية وتمثيلية لسكان العالم واقتصاده في ظل عدد متواضع من القادة على الطاولة لتمكين السرعة والمرونة في التداول واتخاذ القرار. وسيلبي ضم الاتحاد الإفريقي كلا من المعيارين: تمثيل متزايد بشكل كبير، مع إضافة مقعد واحد فقط إلى الطاولة. وبهذا، ستمثل المجموعة على نحو مفاجئ 54 دولة أخرى، و1.3 مليار شخص إضافي، فضلا عن 2.3 تريليون دولار من الناتج الإضافي، مع إضافة عشر دقائق فقط إلى إجمالي مدة مشاركة الجميع على الطاولة في المناقشة.
علاوة على ذلك، سيكون لقبول الاتحاد الإفريقي في مجموعة الـ21 الموسعة ذات التأثير داخل إفريقيا الذي خلفته مشاركة الاتحاد الأوروبي في مجموعة العشرين داخل أوروبا: تعزيز تنسيق السياسات والتماسك عبر الاقتصادات الإفريقية الـ55.
في ظل تحديات ملحة متعددة على طاولتها هذا العام، ستستفيد مجموعة العشرين بشكل كبير من عضوية الاتحاد الإفريقي المباشرة. وتشمل الأولويات الرئيسة تحقيق تغطية اللقاح الشاملة لمنع مزيد من الوفيات الناجمة عن جائحة مرض فيروس كورونا كوفيد - 19 وانتشار متحورات جديدة، إدخال تدابير جديدة للتخفيف من الأضرار الاقتصادية طويلة الأجل الناجمة عن الجائحة، وتأمين التزامات إزالة الكربون بحلول منتصف القرن من جانب كل الدول والمناطق لتجنب كارثة مناخية.
إن مجموعة العشرين منتدى بالغ الأهمية، وهذا يعني أن أعضاء طامحين آخرين سيطرقون بابها. ويتعين على المجموعة أن تعمل على إيجاد التوازن بين الفوائد المترتبة على التمثيل الأوسع مقابل المزايا المترتبة على عضوية أصغر وأكثر رشاقة. عندما يتعلق الأمر بالاتحاد الإفريقي، فإن الخيار واضح. ذلك أن مجموعة الـ21 الجديدة من الممكن أن تحمل طامحين آخرين على السعي إلى الحصول على التمثيل من خلال وفود إقليمية مماثلة، مثل منظمة دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، التي تمثل 661 مليون شخص في تلك الدول العشر الواقعة في منطقة جنوب شرق آسيا، أو أي تجمع مماثل في أمريكا اللاتينية.
في عامنا هذا، تتولى إيطاليا بقيادة ماريو دراجي رئيس وزرائها المقتدر، رئاسة مجموعة العشرين. وإيطاليا قادرة على استخدام رئاستها لترك إرث دائم. فمن خلال توجيه الدعوة إلى الاتحاد الإفريقي للانضمام إلى القمة المقبلة في روما في أواخر تشرين الأول (أكتوبر)، يمكنها أن تقدم مساهمة كبرى في بناء عالم أكثر ازدهارا وشمولية واستدامة.
خاص بـ "الاقتصادية"
بروجيكت سنديكيت، 2021.
إنشرها