الطاقة- النفط

محللون: الطلب على النفط سيتغلب على العاصفة الوبائية .. ضعف الدولار يعطي زخما للشراء

محللون:  الطلب على النفط سيتغلب على العاصفة الوبائية .. ضعف الدولار يعطي زخما للشراء

أساسيات السوق جيدة وقوية رغم تعثر الطلب نسبيا في الوقت الراهن.

تراجعت أسعار النفط الخام، رغم توقعات بانخفاض أكبر للمخزونات الأمريكية، في ظل ضغوط معنويات السوق جراء ضعف نشاط المصافي الصينية، إضافة إلى استمرار انتشار متغير دلتا من فيروس كورونا بوتيرة سريعة في عديد من دول العالم ما جدد المخاوف من احتمالية تعثر الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.
وترافق ذلك مع تراجع في أنشطة التصنيع في الولايات المتحدة أيضا بينما بدأت مجموعة "أوبك+" منذ مطلع الشهر الجاري في ضخ زيادات تدريجية محدودة للإمدادات النفطية بنحو 400 ألف برميل يوميا وفق الاتفاق المبرم في أواخر تموز (يوليو) الماضي وبعد مفاوضات طويلة بين المنتجين.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون إن أسعار النفط الخام تلقت دعما من تراجع الدولار ما وفر زخما جيدا للشراء وأدى بدوره إلى ارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام بشكل طفيف، لافتين إلى ترقب السوق المزيد من البيانات من الصين حول أرقام واردات النفط الخام لمعرفة كيفية تعامل الصين مع مستجدات الزيادة في الإصابات بالوباء.
وأشاروا إلى أن تذبذب الأسعار هو نتيجة لحالة عدم اليقين في السوق بعدما زادت إمدادات "أوبك+" خاصة من جانب روسيا التي عززت بشكل لافت إنتاجها النفطي في تموز (يوليو) للمرة الأولى منذ ثلاثة أشهر، وأعقب ذلك تمديد حصص أكثر سخاء لتحالف "أوبك+" بأكمله.
وأكد سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية أن ضغوط الجائحة عادت لتلقي بظلال قوية على السوق النفطية حيث تراجعت توقعات التعافي السريع السابقة وبالتالي زادت المخاوف على الطلب وتواصلت حالة الهشاشة في السوق وبقيت حالة تقلبات الأسعار، موضحا أن هناك زيادة كبيرة في إصابات دلتا في عديد من دول العالم ما يتطلب جهود حكومية أوسع لتجنب الفاتورة الاقتصادية الباهظة للوباء على جهود التعافي.
وأضاف أن حالة من القلق تجددت في السوق مع عودة شبح عمليات الإغلاق الأكثر إحكاما والممتدة، مبينا أن الاهتزاز الأكبر في السوق يعود إلى تفشي الفيروس مرة أخرى في الصين وهي ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، حيث تم وضع ملايين الأشخاص تحت قيود الإغلاق للحد من ارتفاع أعداد المصابين، لافتا إلى أن الوضع في الدول الأقل في توزيع اللقاحات يبدو قاتما أيضا.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات إن تجدد إصابات دلتا ما زال هو المحرك الرئيس لمسار أسعار النفط، مبينا أن معظم أنحاء آسيا تتجه إلى اتخاذ إجراءات أكثر تقييدا خاصة الصين وكوريا الجنوبية واقتصادات أخرى رئيسة في المنطقة.
وأوضح أن تحليلات وبيانات دولية تشير إلى أن انخفاض أسعار النفط الخام يمثل فرصة لاقتناص عقود النفط الخام بسعر أقل، لافتا إلى قناعة أطراف عديدة في السوق وبخاصة البنوك الاستثمارية بأن الطلب على النفط يمكن أن يتغلب على العاصفة الوبائية.
من ناحيته، قال ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز إن أساسيات السوق جيدة وقوية رغم حقيقة أن الطلب يتعثر نسبيا في الوقت الراهن موضحا أن السوق تشعر بالراحة النسبية من بيانات في بعض الدول الآسيوية الأخرى التي تظهر أن الحالات المتزايدة لم تؤثر في قوة وتماسك الطلب.
وأضاف أن وضع الطلب الآسيوي متفاوت وهناك بعض الدول التي تظهر تماسكا وتحسنا مطردا على الرغم من ضغوط عوامل الجائحة والعوامل العكسية الأخرى، مدللا على ذلك بأن بيانات حركة التنقل والسفر في الهند تظهر نموا ملحوظا خاصة مع خروج البلاد من القيود الأخيرة، وينسحب الأمر نفسه على اليابان أيضا التي تسجل المزيد من حركة المرور على الرغم من تزايد حالات الإصابة.
بدورها، ذكرت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية أن هناك مؤشرات قوية على مقاومة السوق للعوامل السلبية خاصة ارتفاع الإصابات بمتغير دلتا حيث إن هذه الضغوط لم تعطل استمرار وتيرة السحب السريع من المخزونات الأمريكية التي تقلصت بمقدار أربعة ملايين برميل في الأسبوع الماضي كما تراجعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير بمقدار 1.1 مليون برميل و600 ألف برميل على التوالي خلال الفترة نفسها.
وأشارت إلى بقاء مبيعات الهند من الديزل وهو النشاط الاقتصادي الرائد في البلاد في الشهر الماضي دون مستويات ما قبل الجائحة بسبب عودة بطيئة لبعض القيود نتيجة تجدد إصابات دلتا في البلاد ولكن وضع الطلب الهندي يظهر صمودا في مقاومة أزمة الوباء بشكل عام.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس رغم توقعات بانخفاض أكبر لمخزونات النفط الأمريكية، مع استمرار المخاوف بشأن ارتفاع الإصابات بالسلالة المتحورة دلتا من فيروس كورونا.
وبحسب "رويترز"، هبطت عقود برنت 48 سنتا، أو 0.66 في المائة، لتبلغ عند التسوية 72.41 دولار للبرميل.
بينما سجلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي عند التسوية 70.56 دولار للبرميل، منخفضة 70 سنتا أو 0.98 في المائة.
وانخفض الخامان القياسيان ما يزيد على 3 في المائة أمس الأول.
وقال جيوفاني ستانوفو المحلل في يو.بي.إس "يرى بعض المتعاملين في السوق أن انخفاض الأسعار أمس الأول مبالغ فيه قليلا، نظرا لأنه من المحتمل أن نشهد تراجعا آخر لمخزونات النفط في الأسبوع الجاري".
وأظهر مسح أولي لـ"رويترز" أنه من المحتمل أن تكون مخزونات الخام والمنتجات الأمريكية انخفضت الأسبوع الماضي ويتوقع أن تهبط مخزونات نواتج التقطير والبنزين للأسبوع الثالث على التوالي.
وعلى الرغم من التذبذب الأخير، فإن أسعار النفط مرتفعة وجيدة ما أدى لصعود أرباح شركات النفط كبرى. وسجلت بي.بي وكونوكو فيليبس ودايموندباك إنرجي وكونتيننتال ريسورسيز أرباحا قوية في الربع الثاني من الأسبوع الجاري.
وارتفع سعر برنت أكثر من 40 في المائة منذ بداية العام.
لكن المخاوف بشأن انتشار السلالة دلتا في الولايات المتحدة والصين، وهما مستهلكان كبيران للنفط، واصلت كبح المكاسب.
وسلط محللو أيه.إن.زد الضوء على ارتفاع جديد للمخاطر الاقتصادية على الصين، وهي مستهلك كبير للنفط، من جائحة فيروس كورونا.
وقال أيه.إن.زد "حالات الإصابة بالسلالة شديدة العدوى دلتا، ظهرت في 14 من 32 إقليما. قد يؤدي ذلك إلى استحداث قيود أخرى على الحركة".
كما أشاروا أيضا إلى تباطؤ أنشطة الصناعات التحويلية كمبعث قلق رئيس، للصين والولايات المتحدة.
وقال أيه.إن.زد "واصلت الأنشطة الاقتصادية الصينية التراجع في تموز (يوليو)، فيما نزل المؤشر الرسمي لمديري المشتريات بقطاع الصناعات التحويلية إلى 50.4 من 50.9 نقطة في حزيران (يونيو). أنشطة التصنيع تباطأت أيضا في الولايات المتحدة، فيما نزل المؤشر آي.إس.إم إلى 59.5 نقطة، وهي أدنى قراءة منذ كانون الثاني (يناير)، من 60.6 نقطة في حزيران (يونيو)".
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 73.89 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 74.98 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب ارتفاعات سابقة، كما أن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 72.68 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط