Author

أمثال صحية (3)

|
من خلال المثل تتضح الصورة ويظهر المراد وتؤخذ العبرة. ومن الأمثال قولهم "ولم العصابة قبل الفلقة" وكلمة - ولم - بتشديد اللام يقصد بها جهز، والفلقة هي الإصابة في الرأس، والمعنى أن يقوم الإنسان بتجهيز ما يربط به رأسه لوقف النزيف قبل أن يصاب، ويضرب هذا المثل لتوجيه الشخص أن يستعد ويتجهز للأمور وأن يأخذ احتياطه لها قبل وقوعها. ويقال في الأمثال "خطف عينه بيده" وكلمة - خطف - هنا بمعنى أصاب أي أنه هو نفسه من تسبب في إصابة عينه، ويضرب المثل لمن جلب الأذى لنفسه بنفسه دون تدخل من الآخرين.
أما قولهم "من كبر لقمته غص" فيضرب هذا المثل لمن يأخذه الطمع فيقدم على أمر يكون أكبر من قدرته أو إمكانياته فيقع في الحرج والأذى وقد كان بإمكانه تلافيه، وكلمة - كبر - هنا أي جعلها كبيرة، وكلمة - غص - أي عجز عن البلع حيث كان من المفترض أن تكون لقمته على قدر استطاعته.
ومما يشتهر من الأمثال قولهم "ما حك جلدك مثل ظفرك" أي أنه لن يكون أحد قادر على اتمام ما تريد مثل أن تقوم به بنفسك وأن الأمر لن يعالجه أحد كما يعالجه صاحبه بنفسه، وفي هذا المثل توجيه واضح وصريح إلى أنه ينبغي للإنسان أن يعتمد على نفسه في قضاء حاجاته.
ويقال "عينك على حلالك دواء" وفيه دلالة مباشرة على أهمية مراقبة الإنسان لماله وحلاله، وكأن هذه المراقبة دواء مما قد يصيبها من الشرور والآفات فيما لو تركها بيد غيره. ومن الأمثال الشعبية المشهورة قولهم "الماذية طيحة جدار والعافية شوي شوي" وهو مثل تصدقه الوقائع، فكلمة - الماذية - أي الأذى أيا كان كالمرض ونحوه في الأغلب ما يأتي فجأة وكأنه - طيحة جدار - أي بسرعة سقوط الجدار أما استرداد العافية بعد ذلك فيكون بالتدريج، وفيه تسلية للمصاب ألا يجزع حين تأخر البرء.
ويقال في الأمثال "جاء يكحلها وأعماها" والمعنى أن شخصا ما أراد أن يجمل عينيه بالكحل ولكنه أضر بها من حيث أراد نفعها، ويضرب المثل للشخص الذي يقدم على أمر ليصلحه فيزيده سوءا لكونه لم يحسب للعوائق حسابا.
إنشرها