أهلا .. أغسطس
لكل فصل من الفصول لذة ولكل موسم طقوسه التي يمارسها بتجرد والإنسان ليس له إلا الانسجام والوئام مع مراحل تغير الفصول، إلا أن بعض الفصول تكون كريمة وبهية في طلتها وتمنح المتعة والدهشة في حين البعض يجلب البؤس والاحتقان.
"أغسطس" هذا العام كان ولا يزال قاسيا جدا. ارتفاع درجات الحرارة التي قاربت 50 في الشرقية والوسطى وشمال نجد ليس بجديد، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني وذهن كل قارئ هو أنه رغم حرارة الجو، إلا أن هناك فئة كانت لا يمكن أن تمضي "أغسطس" إلا وهي تتمدد في أرجاء المعمورة، فما الذي حدث؟
استطعنا أن نتكيف مع قضاء الصيف في السعودية أمام السفر للخارج مقارنة بالأعوام الماضية. صحيح أن لكورونا تأثيرا، إلا أنه مع فتح السفر، لا يزال البعض مستمتعا في الداخل. هذا يؤكد أن في بلادنا خلال أقل من أربعة أعوام استطاعت أن تغير بوصلة السياحة من الخارج إلى الداخل، وهذا بفضل الله ثم رؤية مملكتنا الغالية بتأسيس هيئة الترفيه التي تقوم بمهمات جديدة ومتقدمة رغم حداثه تأسيسها. كما أن وزارة السياحة قامت بإنجازات حيوية ويكفي ما أعلن قبل أيام عن عودة السياحة للسعودية، وذلك وفق الاشتراطات الاحترازية.
خلال بضعة أعوام تحولت السياحة والترفيه في بلادنا من محاضرات ومخيمات دعوية وشيلات ويوميات "أبو فطين" ولقاءات "أبو زقم"، إلى عالم متعدد ومتجدد بكثير من الخيارات والبدائل التي تناسب جميع الأطياف. شكرا لوزارة السياحة وهيئة الترفيه عندما تمكنتا من صناعة بيئة جديدة تزرع الفرح والتنوع وفق اختيارات المجتمع المتغيرة. لن نتضجر من أغسطس كما كنا في السابق، بل سنقول أهلا أغسطس.