تقارير و تحليلات

إنشاء محافظ خاصة من أفضل 100 شركة في «ناسداك»

إنشاء محافظ خاصة من أفضل 100 شركة في «ناسداك»

إنشاء محافظ خاصة من أفضل 100 شركة في «ناسداك»

إنشاء محافظ خاصة من أفضل 100 شركة في «ناسداك»

إنشاء محافظ خاصة من أفضل 100 شركة في «ناسداك»

إنشاء محافظ خاصة من أفضل 100 شركة في «ناسداك»

أفضل مائة شركة في "ناسداك" هي الشركات الكبيرة في بورصة ناسداك باستثناء شركات القطاع المالي، وهي غالبا الشركات التقنية المعروفة لدى كثير من الناس. هذه الشركات المائة يتم رصدها بمؤشر خاص يسمى NDX، ويوجد لها صندوق متداول يحاكي في أدائه أداء هذه الشركات جمعاء. لذا فمن يرغب الاستثمار في جميع شركات ناسداك-100 يمكنه شراء صندوق QQQ بالطريقة نفسها التي يتم بها تداول الأسهم العادية.
هذا مجرد أسلوب واحد، لكن هناك من يبحث عن طرق أخرى للاستثمار في أفضل شركات ناسداك بأساليب انتقائية، بحيث يشتري عددا قليلا من هذه الشركات المائة، وليكن عشر شركات فقط، ومن ثم يحاول التغلب على أداء المؤشر ككل.
في هذا التقرير نتطرق إلى عدة طرق لإنشاء محفظة صغيرة لا يتجاوز عدد أسهمها عشر شركات، ونحاول خلال الأشهر القليلة المقبلة مراجعة أداء تلك المحفظة، ونرى هل أداؤها يأتي أفضل من أداء جميع شركات ناسداك-100 أم لا. وبالطبع جميع طرق انتقاء الأسهم فيها مخاطرة، لذا الهدف هنا تعليمي أكثر مما هو حقيقي أو توصية بالبيع أو الشراء.

هل بالإمكان التغلب على أداء المؤشرات؟

هناك عدد كبير من الأبحاث التي قامت بدراسة أساليب الانتقاء داخل المؤشر، بدلا من شراء جميع مكونات المؤشر، وعلى وجه العموم جميع الدراسات تشير إلى أنه من الصعب تحقيق أداء يفوق أداء المؤشر ذاته. هذا لا يعني أنه من غير الممكن القيام بذلك، بل نقول إنه بالمتوسط، من يحاول تصميم محفظة بشكل انتقائي سيكون أداؤه أقل من أداء المؤشر، وأن هناك نسبة قليلة سيكون أداؤها أفضل من أداء المؤشر.
مثل هذه الأبحاث التي انطلقت مما يعرف بفرضية كفاءة الأسواق، التي اشتهرت في الستينييات الميلادية من قبل البروفيسور "فاما" وغيره، أدت في النهاية إلى تبني الأسلوب الخامل في الاستثمار، وهو عكس الأسلوب النشط. في هذا التقرير نحن نتكلم عن الاستثمار النشط، أي ليس بطريقة شراء أسهم صندوق أداؤه يحاكي أداء أحد المؤشرات، بل هنا نتبع الأسلوب النشط، ونقوم ببناء محافظ مبنية على أساليب انتقاء معينة، كما سنرى.

محفظة رقم 1: شراء أسهم صندوق QQQ

صندوق QQQ يدار من قبل المؤسسة المالية Invesco، تم إطلاقه في 1999 ونسبة المصروفات فيه قليلة، تبلغ فقط 0.20 في المائة سنويا، ما يعني أنه يستقطع 20 دولارا سنويا من استثمار عشرة آلاف دولار. تصل التداولات اليومية فيه إلى نحو 40 مليون سهم، وتبلغ أصوله نحو 183 مليار دولار، وبلغ أداؤه خلال عشرة أعوام نحو سبعة أضعاف.

هل الأفضل شراء الأسهم الرخيصة أم الغالية؟

النزعة السائدة لدى كثير من المتداولين هي أن يكون الشراء للسهم الذي سعره متدن مقارنة بسعره السابق، والبيع يأتي عندما يبدو سعر السهم مرتفعا بشكل لافت. مصدر هذا السلوك المقولة الدارجة buy low, sell high، التي تبدو منطقية ومفهومة، كونها تشبه ما يحدث خارج نطاق الأسهم، حيث ينظر إلى تدني السعر من منظور التخفيضات الدعائية، فيكون المنتج فرصة للشراء.
عكس هذه الطريقة هو أسلوب شراء الغالي والبيع بسعر أعلى، buy high, sell higher، والمقصود هنا أن السهم المرتفع سعره يعد أفضل للشراء من سهم لا يزال يعاني تدني سعره. كثير من المتداولين يجدون صعوبة في تطبيق هذا الأسلوب، لأنهم يرون سعر السهم مرتفعا عن السابق، فيجزمون بأن الفرصة قد فاتتهم، وأن السهم ربما معرض للهبوط والعودة إلى سعره السابق المنخفض.
في عملية بناء المحافظ الست أدناه سنرى كيف يمكن تطبيق هذين الأسلوبين، ومن ثم في الأشهر المقبلة نعود لنقارن أداء هذين الأسلوبين وغيرهما من الأساليب التي سنتبعها.

محفظة رقم 2: شراء الأسهم المرتفعة السعر من أسهم ناسداك-100

كما ذكرنا أعلاه، المحفظة رقم 1 هي عبارة عن شراء جميع مكونات أسهم مؤشر ناسداك-100، من خلال صندوق QQQ، أما في المحفظة رقم 2، فسنقوم بتطبيق أسلوب شراء الأسهم المرتفعة، buy high, sell higher.
كيف نكتشف الأسهم مرتفعة السعر؟ هناك عدة طرق، لكن هنا سنقوم باختيار عشرة أسهم من مؤشر ناسداك-100 وهي التي تأتي في أعلى القائمة من حيث نسبة ارتفاعها منذ بداية 2021. في الجدول المرفق نجد أنه منذ بداية العام حتى نهاية شهر 7، كان أفضل أداء هو من نصيب شركة "موديرنا" للأدوية، وهي الشركة المعروفة المنتجة للقاح فيروس كورونا المستجد، والمتخصصة في علاجات الفيروسات من خلال التحكم في الحمض النووي. ارتفع سهم "موديرنا" بنسبة 238 في المائة هذا العام وكان قد ارتفع بنسبة 453 في المائة 2020.
هذا الارتفاع الشاهق لسهم "موديرنا" هو المقصود بأسلوب شراء الأسهم المرتفعة buy high, sell higher، ومنه تتضح صعوبة اتباع هذا الأسلوب، كون السهم ارتفع منذ بداية 2020 بنحو 18 ضعفا، وبالتالي كثير من الناس يعتقد أن الفرصة قد فاتت بالفعل. هذا السهم قد يكون حالة شاذة نوعا ما لتطبيق أسلوب الشراء وقت الأسعار المرتفعة، بسبب ارتفاعه الكبير وصعوبة التنبؤ بمصير شركات كورونا، لكن سنشتريه في المحفظة رقم 2.
أما بقية الأسهم صاحبة الأعلى ارتفاعا هذا العام فهي كما في الجدول تشمل ثلاث شركات في مجال أشباه الموصلات والألواح والشرائح الإلكترونية بارتفاعات أكثر من 40 في المائة، إلى جانب شركة جوجل وشركة eBay للبيع والشراء الإلكتروني.

محفظة رقم 3: البيع على المكشوف للأسهم المنخفضة

هذه المحفظة تتبع الأسلوب نفسه، أسلوب buy high, sell higher، لكن بشكل معكوس، فنقوم بالبيع على المكشوف للأسهم المنخفضة السعر، وذلك لأننا نؤمن بأنها ستنخفض أكثر، فيكون هذا الأسلوب sell short low, buy to cover lower! وللمعلومية، البيع على المكشوف يعني بيع سهم غير مملوك الآن ومن ثم شراؤه لاحقا.
وهنا نجد الصعوبة نفسها التي تواجه من يفكر في شراء سهم سعره مرتفع، فمن يفكر في البيع على المكشوف يتخوف من بيع سهم سعره منخفض، خوفا من ارتفاع سعره، كون ارتفاع السعر يحقق خسارة لمن يبيع على المكشوف. من جدول الأسهم العشرة الأقل نموا في السعر نجد أن أقل سعر لأسهم ناسداك-100 منذ بداية 2021 جاء من نصيب شركة نقل بالقطارات CSX، حيث انخفض سعر سهمها بنسبة 64 في المائة، وهناك أسهم أخرى غيرها سجلت انخفاضات كبيرة وهي شركات تجارة إلكترونية صينية وشركات محركات بحث وأمن معلومات وشركة سفريات وشركتان للتقنية العضوية في مجال مكافحة السرطان.
لذا نقوم بإدخال هذه الشركات في المحفظة رقم 3 بطريقة البيع على المكشوف، وننتظر نتيجة الأداء في الأشهر القليلة المقبلة.

محفظة رقم 4: شراء الأسهم منخفضة السعر بالطريقة التقليدية

المحفظة رقم 4 تحتوي على أسهم المحفظة رقم 3 بشكل كامل، وهي الأسهم التي قمنا ببيعها على المكشوف، لكن العملية هنا معكوسة، بمعنى أننا نقوم بشراء الأسهم التي قررنا بيعها على المكشوف في المحفظة رقم 3. فكرة المحفظة رقم 4 هي أننا نقوم بتطبيق الأسلوب التقليدي، buy low, sell high، فنشتري أسوأ عشرة أسهم أداء في السعر من أسهم ناسداك-100، وذلك بحكم أن أسعارها متدنية، ونأمل أن ترتفع أسعارها في الأشهر القليلة المقبلة.

محفظة رقم 5: البيع على المكشوف للأسهم ذات الأسعار المرتفعة

المحفظة رقم 5 تحتوي على أسهم المحفظة رقم 2 بشكل كامل، لكن العملية معكوسة، بمعنى أننا هنا نقوم بالبيع على المكشوف للأسهم التي قررنا شراءها في المحفظة رقم 2. أي أننا هنا نقوم بتطبيق الأسلوب التقليدي، sell short high, buy to cover low ، فنبيع على المكشوف الأسهم المرتفعة السعر لاعتقادنا أنه مبالغ في أسعارها وأنها ستنخفض، ثم نقوم بشرائها عندما تنخفض أسعارها لاحقا.

محفظة رقم 6: الشراء بحسب قوة المبيعات

في المحفظة رقم 6 والأخيرة في تجربتنا في انتقاء الأسهم ومحاولة التغلب على أداء المؤشر بشكل عام، نقوم باستخدام التحليل المالي في عملية الانتقاء. وبالطبع مجال التحليل المالي كبير وواسع وهناك عدة أساليب ومؤشرات أداء يمكن استخدامها، لكن هنا فقط سنركز على جانب المبيعات. الفكرة هنا أن الشركة التي لديها مبيعات عالية ستحقق أداء أفضل من شركة مبيعاتها متدنية. كيف يمكن عمل ذلك؟
إحدى أهم طرق تحليل المبيعات تتم من خلال رصد نسبة نمو المبيعات من فصل إلى آخر أو من عام إلى آخر، لكن هنا سننظر إلى حجم المبيعات مقارنة بعدد الأسهم، أي نقوم بقسمة صافي المبيعات على عدد الأسهم، فينتج لدينا مؤشر المبيعات للسهم الواحد. أهمية هذا المؤشر تكمن في أن المبيعات تعد من أهم المؤشرات لأي عمل تجاري، ولها دلائل لا نجدها في مقدار الربحية ولا غيرها من بنود القوائم المالية، لأن قيمة المبيعات أقل عرضة للتجاوزات المحاسبية من بقية البنود.
يبين الجدول الخاص بالشركات العشر الأعلى في المبيعات للسهم الواحد أن سهم شركة موديرنا نفسه هو الأعلى من بين جميع أسهم شركات ناسداك-100 في هذا الجانب، حيث يبلغ صافي المبيعات للسهم الواحد نحو 50 دولارا، ثم تليها شركة OKTA وهي مختصة في برامج الهويات الرقمية، مثل السماح بالدخول لأماكن العمل وتسجيل الحضور والانصراف، حيث تقوم بذلك من خلال الحوسبة السحابية. تبلغ مبيعات السهم الواحد نحو 41 دولارا، وسعر السهم تأرجح هذا العام بين 200 إلى 290 دولارا، وحاليا هو 248 دولارا.
كذلك من ضمن الشركات التي سندرجها في المحفظة رقم 6 هناك سهم شركة "زووم" التي اشتهرت بسبب جائحة كورونا نتيجة الاستخدام الكبير لبرامجها المختصة في التواصل المرئي عن طريق الكاميرا والفيديو.

مختصر لما تم القيام به في بناء المحافظ

في محاولة لتصميم محافظ استثمارية قصيرة المدى وعالية المخاطرة المالية، وفي تحد صارخ لمفهوم كفاءة الأسواق، والاستسلام لأسلوب الاستثمار الخامل، بحيث يكتفي الشخص بأداء مؤشر معين يحدده سلفا، قمنا هنا بإنشاء ست محافظ وهمية لاختبار أي من الأساليب المتبعة، ممكن له أن يحقق أداء أفضل من أداء مؤشر ناسداك-100 المعروف.

وجاءت المحافظ كما يلي:

محفظة رقم 1: شراء أسهم صندوق QQQ، وهي عبارة عن شراء سهم واحد فقط، لكنه عبارة عن صندوق أداؤه مطابق لأداء جميع شركات ناسداك-100. أي هذه المحفظة تعد وكأنها محفظة تحتوي على جميع شركات ناسداك-100.

محفظة رقم 2: شراء الأسهم المرتفعة السعر من أسهم ناسداك-100، وهي تحتوي على الشركات العشر التي حققت أعلى ارتفاعا في السعر لهذا العام.

محفظة رقم 3: البيع على المكشوف للأسهم المنخفضة، وهي محفظة تحتوي على الشركات العشر ذات الأداء الأسوأ هذا العام من بين جميع الشركات، والفكرة هنا أن هذه الأسهم ستواصل التدهور في أسعارها، وبالتالي يحقق البائع على المكشوف الربح لاحقا عندما يقوم بشراء الأسهم بأسعار منخفضة.

محفظة رقم 4: شراء الأسهم منخفضة السعر بالطريقة التقليدية، وهذه هي المحفظة التقليدية المتبعة لدى كثير من الناس، وهي شراء أسهم الشركات التي أسعارها متدنية، مقارنة بماضيها، وذلك على فرض أنها ستعاود الارتفاع، وبالتالي يحقق المستثمر الربح ببيعها لاحقا بأسعار أعلى.

محفظة رقم 5: البيع على المكشوف للأسهم ذات الأسعار المرتفعة، وهذه كذلك محفظة تقليدية، لأننا هنا نفترض أن الأسهم عالية السعر معرضة لمخاطر هبوط السعر أكثر من غيرها، وبالتالي من الأفضل بيعها الآن على المكشوف وشراؤها لاحقا بسعر أقل. مرة أخرى هذه تمثل النزعة السائدة لدى كثيرين، كون هناك نوع من الارتياح بأن السعر لن يرتفع كثيرا بعد ذلك، وبالتالي فهي نوعا ما آمنة - بحسب هذا الاعتقاد - للبيع على المكشوف.

محفظة رقم 6: الشراء بحسب قوة المبيعات، هذه المحفظة تتبع أسلوب التحليل المالي البسيط، الذي يركز فقط على المبيعات، وقد تم الأخذ بمقياس قيمة المبيعات للسهم الواحد من خلال قسمة صافي المبيعات السنوية على عدد الأسهم.

خاتمة

بخصوص المحفظة رقم 6 وأسلوب اختيار عناصر المحفظة بناء على التحليل المالي، يمكن للمهتمين التوسع في ذلك من خلال تصميم محفظة مبنية على مؤشرات مالية أخرى، مثل نسبة نمو الأرباح، بحيث يتم اختيار الشركات التي لديها أعلى نسبة نمو في الأرباح على مدى عدة فصول أو أعوام ماضية، أو تلك التي لديها أفضل تدفقات نقدية، أو أفضل قيمة دفترية أو أفضل توزيعات أرباح، وهكذا.
كذلك، هنا ركزنا فقط على أسهم شركات ناسداك-100، لكن من الممكن القيام بالعملية نفسها مع مؤشر جميع شركات ناسداك الذي يحتوي على نحو 3300 شركة، أو مؤشر "أس آند بي 500" لأكبر الشركات الأمريكية، أو مع غير ذلك من المؤشرات المتخصصة في قطاعات معينة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات