default Author

العطلة الضائعة

|
للصداقة في حياتنا أهمية عظمى، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات والشعوب حتى الدول، فهي الرابط الرقيق الناعم، وفي الوقت نفسه متين، الذي قد يكون سببا في دعم السلام والتعايش بين البشر والحفاظ على الروابط الإنسانية واحترام التنوع الثقافي، لذا أعاد العالم اكتشافه بعد أن تاه بين الأيام والعطل العالمية، لسبب غريب جدا ومؤلم في الوقت نفسه.
فعلى الرغم من معاني الصداقة العظيمة والدور الذي تلعبه في حياة البشر، إلا أن فكرة الاحتفال بها واقتراح يوم عالمي وعطلة يتمتع بها الأصدقاء ويجددون عهودهم غير المعلنة فيما بينهم، تنسب إلى جويس هول وصناع بطاقات المعايدة "هول مارك كارد" كوسيلة للتحايل على الناس، لبيع مزيد من بطاقات المعايدة في عشرينيات القرن الماضي، ما دفع المستهلكين إلى رفض الفكرة، لشعورهم بأنهم مستغلون وهدف لأطماع التجار لبيع مزيد من بطاقات المعايدة، فضاع يوم الصداقة العالمي واختفى لعشرات الأعوام، نتيجة لقلة الاهتمام به، واستمر تجاهله حتى الحرب العالمية الثانية، خصوصا في الولايات المتحدة، بينما ظهر على السطح وأخذت شعبيته في التزايد في آسيا وأوروبا.
وفي الثمانينيات الميلادية أعاد الشعب الأمريكي اكتشاف اليوم الضائع، وبدأ الناس الاحتفال به مرة أخرى. وفي 2011 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 30 يوليو يوما عالميا للصداقة، قائلة: "إن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملا ملهما لجهود السلام، وفرصة لمواجهة أي صور نمطية مغلوطة، والحفاظ على الروابط الإنسانية واحترام التنوع الثقافي".
وعلى الرغم من أن هذا اليوم تم اعتماده رسميا يوم عطلة عالمي، إلا أن عديدا من البلدان، خاصة في أوروبا وآسيا تختار الاحتفال بهذا اليوم في أول يوم أحد من أغسطس، أما في البرازيل والأرجنتين فيتم الاحتفال به في 20 يوليو. وتحتفل به بيرو منذ 2009 في أول سبت من يوليو، وفي جنوب إفريقيا يتم الاحتفال به في 16 من أبريل.
اليوم 30 يوليو يحل يوم الصداقة العالمي، فاجعلوه سبيلا لإعادة الوصل بينكم وبين أصدقائكم القدامى، ومن فرقتكم عنهم المسافات أو الأعوام، برسالة محبة، أو دعوة على العشاء، أو المشي الطويل واستعادة الذكريات. لا تدعوه يمر دون إشعال فتيل الفرح في نفوسكم.
إنشرها