الطاقة- النفط

النفط يعزز مكاسبه فوق 75 دولارا .. استعاد مسار الصعود لأعلى مستوى في أسبوعين

النفط يعزز مكاسبه فوق 75 دولارا .. استعاد مسار الصعود لأعلى مستوى في أسبوعين

الضغوط السلبية على أسواق النفط تكبح تحقيق مكاسب أوسع.

النفط يعزز مكاسبه فوق 75 دولارا .. استعاد مسار الصعود لأعلى مستوى في أسبوعين

كتاوت

ارتفعت أسعار النفط الخام مجددا خلال تعاملات أمس، بسبب تراجع المخزونات النفطية الأمريكية إلى أدنى مستوياتها منذ كانون الثاني (يناير) 2020، ما دفع خام برنت مرة أخرى إلى فوق 75 دولارا للبرميل.
ويكبح المكاسب استمرار المخاوف من الانتشار السريع لوباء كورونا وترقب تأثير حجم الزيادات الإنتاجية، التي سيضخها تحالف "أوبك +" مطلع الشهر المقبل وعلى مدار بقية العام.
وقال لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، إن النفط الخام عزز مكاسبه إلى أعلى مستوى في أسبوعين بعد أن سجلت مخزونات النفط الخام والوقود في الولايات المتحدة انخفاضات قوية ومؤثرة، ما ينبىء بأن ذروة الطلب على النفط والوقود في موسم الصيف لا تزال قوية على الرغم من عودة ظهور متغير دلتا من فيروس كورونا.
وأوضح المختصون أن انتشار متغير دلتا يشكل تحديا للمصافي التي أخذت باستعدادات وسيناريوهات احتياطية لمواجهة احتمال تكرار بعض الفترات السيئة السابقة من انتشار الجائحة، لافتين إلى تطلع المصافي إلى تحقيق هوامش ربح أفضل، لكنهم قلقون من احتمال تكرار حالة ضعف الطلب، ما قد يؤدي إلى فائض في الوقود، وبالتالي إلى انخفاض الأرباح مرة أخرى.
وفي هذا الإطار، أكد أندريه جروس مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية للطاقة، أن معنويات السوق استردت عافيتها نسبيا بسبب الثقة بقوة وصلابة الطلب على النفط والوقود، ما أدى إلى ارتفاع العقود الآجلة على أثر تراجع مخزونات الخام أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى منذ كانون الثاني (يناير) 2020، بينما تراجعت إمدادات نواتج التقطير- بحسب بيانات حكومية - بأكبر قدر منذ نيسان (أبريل) الماضي.
وأوضح أن الضغوط السلبية ما زالت مستمرة وتكبح تحقيق النفط الخام مكاسب أوسع وعلى أسس شهرية، إذ تراجعت أسعار النفط خلال تموز (يوليو) ومن المتوقع أن تتكبد ثاني خسارة شهرية منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بعد عودة أزمة متغير الفيروس، التي تزامنت مع زيادة الإمدادات المتوقعة جراء اتفاقية "أوبك +" لتعزيز الإنتاج اعتبارا من الأحد المقبل.
من جانبه، رأى أندريه موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، أن الطلب ما زال قويا ويدفع إلى مكاسب سعرية وإلى تقليص أوسع للمخزونات النفطية، وذلك على الرغم من أن متغير دلتا سريع الانتشار أدى إلى تجدد القيود في بعض المناطق وأثار مخاوف نسبية بشأن الطلب على المدى القصير.
وأضاف أن السوق لا تزال هشة وتسيطر عليها حالة عدم اليقين، ما جعل منتجي "أوبك +" يقومون بزيادات محدودة وحذرة انتظارا لاستعادة التوازن والتعافي الكامل في السوق، موضحا أن حالة عدم اليقين تسيطر بشكل خاص على صورة الطلب في ضوء استمرار حالات الإصابة الجديدة بالوباء في الارتفاع.
من ناحيته، ذكر مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، أن أسعار النفط الخام استعادت المسار الصعودي، حيث تقدم النفط إلى أعلى مستوى في أسبوعين بعد انخفاض مخزونات الخام الأمريكية والبنزين ونواتج التقطير، ما يشير إلى طلب قوي خلال موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة.
وأوضح أنه رغم الإصابات المتصاعدة، فإن الطلب في بعض المناطق، خاصة في أوروبا وفي الولايات المتحدة، لم ينحرف عن المسار الصحي، وذلك من منظور استمرار تقلص المخزونات، في حين أن متغير دلتا في الولايات المتحدة حتى الآن لم يكن له أي تأثير في حركة السفر والتنقل على الإطلاق، بحسب تقديرات كثير من المحللين الدوليين.
وأضافت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان انجنيرينج" الدولية، أن استمرار توزيع لقاحات كورونا دعم خطط التعافي الاقتصادي، وأدى إلى مردود إيجابي وقوي على أسعار النفط الخام، ويقاوم ذلك الارتفاع الأخير في إصابات متغير دلتا، الذي يمثل مصدر مخاوف للبعض بشأن وضع الطلب على المدى القصير، حيث أدى ارتفاع عدد الحالات سريعا إلى قيام عديد من البلدان بفرض قيود.
ولفتت إلى أن تقديرات البنوك الاستثمارية الدولية ما زالت إيجابية للغاية، رغم وضع السوق النفطية المتوتر، مشيرة إلى أن "دويتشه بنك" يتوقع متوسط أسعارا لخام برنت عند 72 دولارا في النصف الثاني من هذا العام، فضلا عن ترجيحات لإدارة معلومات الطاقة حول استمرار ارتفاع الطلب على وقود الطائرات في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى منذ مارس 2020.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، مع انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، إلى أدنى مستوياتها منذ كانون الثاني (يناير) 2020، وعاد خام برنت ليتجاوز 75 دولارا للبرميل.
وفي الساعة 06:46 بتوقيت جرينتش، كانت العقود الآجلة لخام برنت مرتفعة 37 سنتا بما يعادل 0.5 في المائة إلى 75.11 دولار للبرميل، وزادت عقود الخام الأمريكي 39 سنتا أو 0.5 في المائة أيضا مسجلة 72.78 دولار للبرميل.
وتجاوز برنت 75 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من عامين في يونيو، لكنه تراجع بشدة هذا الشهر بفعل مخاوف من الانتشار السريع لسلالة دلتا واتفاق كبار منتجي أوبك على زيادة المعروض.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات الخام تراجعت 4.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 يوليو، بفضل انخفاض الواردات وتراجع الإنتاج الأسبوعي. كما انخفضت مخزونات البنزين لتصل إلى حد كبير إلى مستويات ما قبل الجائحة.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 73.57 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 73.62 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول تراجع عقب ارتفاع سابق وأن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 69.93 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط