Author

أمثال صحية (1)

|
عرف عند العرب ضرب الأمثال لأنها تقرب المراد للعقل فهي تصور المعقول بصورة المحسوس فتجعل المعاني كالأشخاص، مما يؤدي بالتالي إلى ثباتها في ذهن المتلقي، بحيث يمكن القول إنها لوحة فنية ناطقة، تتنوع مجالاتها تنوعا كبيرا فلا تكاد تجد مجالا إلا وللمثل موطئ قدم فيه.
حديثنا في هذا المقال والمقالين المقبلين سيكون حول الأمثال الصحية، أي تلك الأمثال التي يضربها الناس لتقرب العقول حول مفهوم الصحة والمرض، فمن ذلك قولهم، "آخر الدواء الكي"، وهو مثل مشهور يشرح نفسه بنفسه، أي لا يلجأ للكي كعلاج إلا عند استنفاد المحاولات الأخرى كافة، ويضرب هذا المثل عندما يكون من الضرورة فعل ما ليس منه بد. ومن الأمثال المتداولة "البطنة تذهب الفطنة"، وفي هذا المثل تحذير واضح من الإسراف في الأكل لدرجة أنه يمكن أن يفقد الإنسان القدرة على التفكير السليم.
ويتناغم هذا مع المثل الآخر "المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء" وفيه تأكيد أهمية الحمية والإشارة إلى أن المعدة تكون سببا للأمراض إذا حملت فوق طاقتها. وفي الأمثال الشعبية "العافية في أطراف الجوع" أي أن صحة الإنسان وعافيته ترتبط ارتباطا وثيقا بقلة الأكل. وقد قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - "ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه".
ومن الأمثال قولهم، "إذا سلم العود الحال يعود" ويقصد بالعود هنا أي الجسد، فالإنسان بطبعه معرض لمختلف الأمراض، ولكن إذا كان المرض لم يتمكن من الجسد بشكل كبير فإن الحال أي الصحة سترجع للإنسان، ويضرب هذا المثل للتهوين على النفس البشرية وتسليتها أن الأمور ستتحسن ما دام أن الأمر أو الخسارة لم تكن قاسية. ومما يرد في الأمثال قول "لا هم إلا هم العرس ولا وجع إلا وجع الضرس"، ويشير هذا المثل إلى أن أكبر الهم هو هم الاستعداد للزواج وأن أشد الوجع أي الألم هو ألم الأسنان. ومن الأمثال المتداولة "اللي في بطنه ريح ما يستريح" ويضرب لمن يحاول أن يكتم أمرا ولكن لا يلبث أن يجهر به.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها