Author

الشمس المعجزة

|
كثيرة هي الآيات المعجزة التي نعايشها يوميا أو تحيط بنا، لكن مشكلة التعود تحول بين الإنسان وبين التأمل والتفكير، سواء في نفسه أو خلقه أو فيما يحيط به من معجزات. والشمس هي إحدى هذه المعجزات، سواء في خلقها المدهش أو في فوائدها بالنسبة إلى الإنسان والكون. ورد ذكر الشمس في القرآن الكريم 33 مرة، وأقسم الله بها "والشمس وضحاها"، وهذا القسم جاء ليلفت الأنظار والعقول إلى عظمة هذا المخلوق الذي يبعد عن الأرض 150 مليون كيلو متر، ويبلغ قطرها 109 مرات قدر قطر الأرض، لذا فإن حجمها أكبر من 1,300,000 حجم كوكب الأرض، وتبلغ درجة الحرارة عند سطحها نحو ستة آلاف درجة مئوية، وتزداد الحرارة كلما أوغل إلى الداخل، لتصل إلى 15 مليون درجة مئوية. ويقدر علماء الفلك بأن الشمس تطلق كل ثانية من الطاقة ما يعادل أربعة ملايين طن من المادة، فهي بؤرة متأججة لقنابل هيدروجينية تتفجر داخلها فتتولد طاقة هائلة ترسل في الفضاء بأمر الله وقدرته. ولولا هذه الطاقة المنبعثة إلى الأرض، لما توافرت الظروف الملائمة لحياة الإنسان والحيوان والنبات. لم يعرف العلماء أن الشمس تجري، سواء حول محورها أو حول نواة مجرة درب التبانة إلا قبل أعوام معدودة. والحق، أن الله - سبحانه وتعالى - ذكر في محكم التنزيل "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم". الشمس هي المصدر الرئيس للطاقة النظيفة المسماة الطاقة الشمسية، وهي التي لا ينتج عند استخدامها أي تلوث للبيئة، وتمتاز بأنها غير قابلة للنفاد. وقد بدأ العالم في استخدام هذه الطاقة في كثير من مرافق الحياة. كما تلعب الشمس دورا رئيسا في دورة المياه، حيث تتبخر مياه البحار والمحيطات تحت تأثير حرارة الأشعة الشمسية، ثم تتكون السحب بأمر الله، التي تحمل المياه إلى مناطق الأرض المختلفة. ضوء الشمس ضروري لعملية التمثيل الضوئي، فمن دونه لا تستطيع النباتات تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مواد عضوية ضرورية للبقاء على قيد الحياة، ناهيك عن أهمية الشمس الصحية من حيث قدرتها على القضاء على كثير من الجراثيم المنتشرة في الهواء، أو على الأرض، ولكونها تلعب دورا مهما في إنتاج فيتامين "د"، الذي يحتاج إليه الجسم البشري.
إنشرها