default Author

لا تقتل المتعة

|
نعيش هذه الأيام في ضيافة الرحمن وعلى موائده. أوصانا بالذكر والدعاء والفرح، بقوله تعالى: "ولا تنس نصيبك من الدنيا"، سماحة ويسر ودعوة إلى الاستمتاع بالحياة، فالسعادة مطلب، والفرح مشروع، لكن الإنسان يأبى إلا أن يجتر أحزانه، ويولول على ماضيه، ويصفق كفا بكف على أيام مضت وأشكال للاحتفال بالعيد لم تعد موجودة أو وأدها كورونا.
أستغرب في الأعوام القليلة الماضية سعي الناس إلى الاحتفال بكل مناسبات العالم، والأيام الدولية، والبحث عن أي مناسبة للاحتفال، والتنافس في الإسراف والبذخ، فهذا سن طفل شق طريقه للخروج من مكمنه، فيدعى الأهل والأصحاب، وتنصب كيكة بحجم الطفل أو أكبر قليلا، ويتسابق المدعوون إلى تقديم الهدايا، وهو مجرد سن.
وهذه عروس تتنافس بنات خالاتها مع بنات عماتها لإقامة حفل توديع العزوبية، مع أنهن في يوم الزواج أو الفرح الحقيقي يأتين بعد منتصف الليل وتفوتهن معظم فقرات العرس.
وأعياد ميلاد وحفلات تخرج لأطفال - لا يعون ما يحدث حولهم - تقام لهم في أفخم الفنادق والمطاعم، وقس على ذلك كثير، ليأتيك اليوم من يستنكر عليك فرحك وذبح الأضاحي، ويدعو إلى التصدق بثمنها، وأن فيها إسرافا، مع أن ديننا الحنيف، ونبينا ضحى بشاة عنه وعن أمته جمعاء، ولنا في رسول الله قدوة حسنة.
إنها إحدى شعائر الإسلام، قال تعالى "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، ولها فضل وثواب عظيمان عند الله، فالذبح لله - جل وعلا - والتقرب إليه بالقرابين، من أعظم العبادات، وأجل الطاعات.
ديننا الحنيف لم يترك لنا أمرا إلا وضحه، فأحيانا يكون إطعام الطعام أولى، وفي بعض المواضع سقيا الماء، وفي يوم النحر إدخال السرور على الفقراء بقطعة لحم افتقدوها من أشهر، أو هدية لقريب تجدد بها صلة الرحم.
عيد الأضحى يوم مختلف في كل تفاصيله حتى عن عيد الفطر، له ملابس خاصة، وحضور الصغار والكبار مراسم ذبح الأضحية، وطبخ أجزاء منها، حتى طقوس توزيعها، فيها سعادة وبهجة، فلا تحرموا أنفسكم من الفرح وإحياء الشعائر.
ولا يقتصر الذبح وتقديم القرابين على الدين الإسلامي فقط، فاليهود يحيون ذكرى الذبيح إسحاق، حسب الروايات اليهودية، مع بداية رأس السنة العبرية في عيد "روش هاشانا"، الذي يمثل أيضا اليوم الذي بشر الملائكة فيه سارة بولادة إسحاق - عليه السلام. ومن شعائرهم ذبح الأضاحي عند هيكل سليمان المزعوم تحت المسجد الأقصى. ولا يؤمن المسيحيون بالأضاحي، ولا يقدمونها إلا لتكفير الذنوب والخطايا.
إنشرها