الطاقة- النفط

أسعار النفط ترتفع 4 % .. تنامي شهية المخاطرة

أسعار النفط ترتفع 4 % .. تنامي شهية المخاطرة

الزيادات التي أقرها المنتجون في أوبك+ حذرة وتستند إلى توقعات تعاف أكبر في الطلب العالمي.

ارتفعت أسعار النفط نحو 4 في المائة أمس، مواصلة المكاسب للجلسة الثانية، في ظل تلقيها الدعم من تنامي الشهية للمخاطرة، وتوقعات تحسن آفاق الطلب، رغم بيانات تظهر زيادة غير متوقعة في مخزونات الخام الأمريكية.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 2.53 دولار بما يعادل 3.7 في المائة لتصل إلى 71.88 دولار للبرميل، فيما صعدت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 2.69 دولار أو ما يعادل 4 في المائة لتسجل 69.89 دولار للبرميل، وذلك وفقا لبيانات "رويترز".
وأسهم تحقيق التوافق في مجموعة "أوبك +" الأحد الماضي والإعلان عن اتفاق جديد لتعزيز الإمدادات في آب (أغسطس) المقبل والشهور التالية في تعزيز الثقة في أداء السوق النفطية وتقليل المخاوف من شح الإمدادات والاطمئنان إلى وحدة عمل المجموعة ودورها المحوري في دعم توازن واستقرار السوق.
ويقول لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، إن التوقعات طويلة الأجل لسوق النفط تشير إلى زيادة العرض، خاصة مع إضافة زيادات مؤثرة من إنتاج مجموعة "أوبك +"، معربين عن بعض القلق من احتمال تباطؤ التحفيز النقدي والاقتصادي في العام المقبل الذي من المرجح أن يضر بالنمو والتعافي الاقتصادي.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، إن السوق النفطية ما زالت تحت ضغوط واسعة من مجموعة من العوامل المتضادة ولعل أبرزها في هذه المرحلة هو الانتشار السريع لمتغير "دلتا" شديد العدوي من فيروس كورونا ما ينذر باحتمالات العودة إلى تشديد القيود على التنقل في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن توقعات الطلب على النفط الخام تتحسن ببطء بسبب موسم الصيف، مرجحا أن يكون الانتعاش الأكبر مع تجاوز موجة متغير "دلتا" الحالية، إضافة إلى أهمية انتشار اللقاحات بوتيرة واسعة على مستوى العالم وحل أزمة بطء التطعيم في عديد من الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة، مشيرا إلى أن الأزمة الراهنة أقل وطأة من موجات الفيروس السابقة وأن العودة إلى الإغلاقات الكبيرة في دول العالم ما زالت مستبعدة.
ويرى، روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن العودة إلى المكاسب السعرية على الرغم من الزيادة الوشيكة في إنتاج "أوبك +"، اعتبارا من الشهر المقبل تعكس أن الزيادات في الإمدادات أقل من نمو الطلب وهو ما يبشر بمزيد من المكاسب السعرية حيث إن الزيادات التي أقرها المنتجون حذرة وتستند إلى توقعات تعاف أكبر في الطلب العالمي.
وأشار إلى أن اتفاق زيادة حصص الإنتاج لمجموعة "أوبك +" بمقدار 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري في آب (أغسطس) المقبل فصاعدا يضمن تزويدا جيدا وملائما للسوق في هذه المرحلة الحرجة من التعافي البطيء وفي ظل مخاوف هشاشة الأوضاع في السوق، مشيرا إلى أن هذه ليست الزيادة الوحيدة، فهناك أيضا مراجعة تصاعدية في مستويات الإنتاج المرجعية لدول السعودية، روسيا، الإمارات، الكويت، والعراق وهو ما يعني إضافات مؤثرة للعرض.
ويضيف جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، أن عدم استقرار السوق له تأثير في أغلب المنتجين، خاصة من أصحاب التكلفة المرتفعة الذين التزموا الحذر بشدة في الفترة الماضية، مؤكدا، أنه على الرغم من التقلبات في أسواق النفط العالمية وصلت صادرات النفط الخام الأمريكية إلى مستوى قياسي في عام 2020، بلغ متوسط صادرات النفط الخام الأمريكية ثلاثة ملايين برميل يوميا وقد تستمر على الوتيرة نفسها في العام الجاري.
وأشار إلى أن نمو الصادرات الأمريكية يرجع إلى توسيع البنية التحتية للنفط الخام في الولايات المتحدة بشكل كبير منذ عام 2015 لتسهيل صادرات النفط الخام خاصة تطوير الموانئ على ساحل خليج تكساس ما سمح بتصدير مزيد من النفط نظرا لوجود عديد من خطوط الأنابيب.
بدورها، تقول الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن أزمة الوباء ما زالت تلقى بظلال كثيفة على السوق وتحد من استقرارها، لافتة إلى أن متغير "دلتا" على الرغم من أنه ليس كارثيا بالنسبة للطلب فإنه يحد من الاستهلاك ولا سيما فيما يتعلق بالسفر الدولي.
وأشارت إلى أهمية تقديرات صادرة عن بنوك استثمارية دولية أبرزها "جولدمان ساكس" الذي يرجح أن متغير "دلتا" قد يحد من الطلب العالمي على النفط بمقدار مليون برميل يوميا لمدة شهرين، موضحة أنه يقابل ذلك ارتفاع بطيء نسبيا في الإنتاج من جانب مجموعة المنتجين في "أوبك +" ولا سيما أن السوق بدأت في التكيف مع فكرة أن نهاية الوباء قد لا تكون قريبة.
يشار إلى أن انتعاش العقود الآجلة أمس يأتي بعد هبوط حاد نحو 7 في المائة الإثنين الماضي، عقب اتفاق منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها، فيما يعرف بمجموعة "أوبك +"، على زيادة المعروض 400 ألف برميل يوميا في كل شهر من آب (أغسطس) إلى كانون الأول (ديسمبر).
وتفاقمت عمليات البيع بفعل المخاوف من أن يؤثر تنامي إصابات سلالة دلتا من فيروس كورونا في الطلب في أسواق رئيسة مثل الولايات المتحدة، بريطانيا واليابان.
وجاءت المكاسب أمس على الرغم من زيادة مخزونات الخام الأمريكية للمرة الأولى منذ أيار (مايو). وأظهرت بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن مخزونات الخام زادت على غير المتوقع 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي إلى 439.7 مليون برميل. وكان محللون يتوقعون انخفاضا 4.5 مليون برميل.
لكن مخزونات البنزين ونواتج التقطير سجلت انخفاضا 121 ألف برميل و1.3 مليون برميل على الترتيب.
وقال جون كيلدوف الشريك لدى "أجين كابيتال" في نيويورك "زيادة النفط الخام كانت مفاجأة واضحة مدفوعة بارتفاع الواردات وانخفاض الصادرات.. الجوانب الإيجابية الوحيدة في التقرير تظل قوة الطلب على البنزين وانتعاش وقود نواتج التقطير".
ويتوقع محللو "جيه.بي مورجان"، أن يبلغ الطلب العالمي في المتوسط 99.6 مليون برميل يوميا في آب (أغسطس)، بارتفاع 5.4 مليون برميل يوميا عن نيسان (أبريل).
فيما قال ريكاردو إيفانجليستا، المحلل لدى "أكتيف تريدز"، "النفط، عثر فيما يبدو على الدعم مع تنامي الشهية للمخاطرة من جديد".
وأضاف، "هذا الدعم يعقب التراجعات الكبيرة المسجلة خلال جلسات قليلة ماضية، التي أوقد شرارتها القلق حيال تأثير المتحور "دلتا"، فضلا عن اتفاق دول "أوبك +" على زيادة الإنتاج.
وكانت أسعار النفط قد انخفضت الإثنين عقب اتفاق منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها، فيما يعرف بمجموعة "أوبك +"، على زيادة المعروض 400 ألف برميل يوميا في كل شهر من آب (أغسطس) إلى كانون الأول (ديسمبر). وتفاقم التراجع بفعل المخاوف من أن يؤثر تنامي إصابات سلالة دلتا من فيروس كورونا في الطلب في أسواق رئيسة مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، واليابان.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط