هلا بالعيد
يطل علينا اليوم عيد الأضحى المبارك، فكل عام والقراء الكرام بخير وعافية. هذا العام يأتي العيد مختلفا، وهنا لا بد من إبراز دور مملكتنا الغالية في تنظيم شعيرة الحج لهذا الموسم وفق الاحترازات الصحية، بما يكفل إقامة النسك على نحو آمن، ويضمن سلامة الجميع من خطر تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
ما أقصده في مقال اليوم هو، المقولة الأكثر تداولا "هلا بالعيد"، أو "جاب العيد"، وهذه ليست مقصورة في السعودية، بل الخليج، وربما تمتد إلى الوطن العربي. وتم ربط العبارة بأحداث ومصائب ومواقف غير جيدة، رغم ارتباطها اللغوي بمفردة العيد التي عرفت بالبهجة والسعادة والفرح.
وعبارة "هلا بالعيد" تأتي بمعنى الاضطراب والضجيج الذي يرافق أي فعل يثير الناس ويشد انتباههم نتيجة ما حدث. وهذه المفردة متداولة وتقال كثيرا في حواراتنا، وربما نقاشاتنا العائلية وبين الأصدقاء، حتى في العمل، وأصبحت تقال أكثر من ذكر عبارة العيد الرئيسة. وأظن ربطها بالعيد كون أن هناك مناسبتين عظيمتين كل عام، يستعد لهما الجميع. لذلك، ربما أضيفت تشبيها بالعيد لكبر شأن الحدث، والله أعلم.
والأمثلة على استخدام هذه المفردة عديدة ومتنوعة بحسب الموقف والزمان والمكان، فعندما يرسب الطالب في دراسته يقول لزميله: "جبت العيد"، وعندما ترتفع أسعار السلع والمنتجات، نقول بتوجس: "هلا بالعيد"، ولكي يؤكد الصديق لصديقه بالكلام لحظة تفوهه بمصيبة، يقول وهو يغني: "أهلا أهلا بالعيد"، وغيرها كثير.
بالمختصر، هذه العبارة أصبحت دارجة ويعرفها الصغير قبل الكبير، ولا يمكن أن تمر مرور الكرام عندما تأتي في سياق الأحداث غير المتوقعة، لأنها - ببساطة - ضمنت في قاموس مجتمعنا. وكل الذي أتمناه أني "ما أجيب العيد"!