FINANCIAL TIMES

مع تخفيف قيود كوفيد .. الشركات البريطانية في حيرة

مع تخفيف قيود كوفيد .. الشركات البريطانية في حيرة

أخبرت الحكومة البريطانية جميع رؤساء العمل بأنه سيتم إسقاط العمل بتعليمات التباعد الاجتماعي.

تقوم الشركات بالتحضير لعدة طرق للتعامل مع قرارات الحكومة بإنهاء القيود المفروضة في إنجلترا بسبب جائحة كوفيد - 19، فيما يبرز انقسام بين توجهات هذه الشركات، حيث يخطط بعضها للتخفيف من الإجراءات والضوابط، بينما ستزيد أخرى من تلك الإجراءات بعد الـ19 من يوليو.
وقد أكد رئيس الوزراء بوريس جونسون، الإثنين، أنه سيتم رفع معظم القيود القانونية المتبقية بحلول الأسبوع الحالي، على الرغم من استمرار ارتفاع معدلات الإصابة، ما أثار ارتباكا لدى الشركات حول مدى تخفيف قواعد استخدام مكان العمل المعمول بها حاليا.
حيث أخبرت الحكومة جميع رؤساء العمل، بأنه سيتم إسقاط العمل بتعليمات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، وإجراءات السلامة الأخرى المتعلقة بكوفيد - 19 في معظم أماكن العمل بموجب التوجيهات الجديدة المقرر صدورها هذا الأسبوع.
فبدلا من ذلك، ستتم إحالة المسؤولية إلى الشركات نفسها لتقييم ما يتعين عليها القيام به للمحافظة على سلامة موظفيها وعملائها، مع حث الرؤساء على تطبيق بعض الإرشادات في ظروف معينة للمساعدة على وقف انتشار الفيروس، والعمل على إعادة موظفي المكاتب بشكل تدريجي ابتداء من الشهر المقبل. وتتضمن هذه الإرشادات توصيات بارتداء الكمامات في الحالات التي يحدث فيها تقارب.
وقد استخدم الوزراء البريطانيون نبرة أكثر حذرا في الأيام القليلة الماضية التي سبقت تمهيد الطريق لـ"يوم الحرية" 19 يوليو. لكن حتى ذلك ترك المديرين التنفيذين في حاجة إلى أن يقرروا ماهية الضوابط التي قيدت أعداد العاملين والزبائن، التي تطلبت في كثير من الأحيان إعادة تصميم أماكن العمل، من أجل إبقاء العمل بهذه الضوابط.
فكانت النتيجة مجموعة من المنهجيات التي يحذر قادة الشركات من أنها قد تسهم في زيادة حالة عدم اليقين لدى كل من العاملين والزبائن. وقال إد ميليباند المتحدث باسم حزب العمال البريطاني: "وجدت الشركات نفسها تتصارع مع نصيحة يملؤها الارتباك والتناقض".
ستقوم شركة "كابيتا" التعهيدية التي توظف 55 ألفا من طاقمها، معظمهم في المملكة المتحدة، بالمحافظة على مستويات أعلى من الحيطة في التعامل مع جائحة كوفيد - 19، على الرغم مما ستوصي به الحكومة قانونا.
فيما قال جو لويس، الرئيس التنفيذي لشركة "كابيتا"، إنهم "سيبقون على مزيد من الإجراءات الاحترازية الخاصة بهم لضمان نهج عمل متمازج، ومن هذه الإجراءات تقليل الطاقة الاستيعابية للمكاتب، وإلزام أعضاء الفريق بارتداء أغطية حماية للوجه في حال تنقلهم في أماكن العمل".
وقال السير مارتن سوريل، مؤسس المجموعة الإعلانية "إس4 كابيتال"، أنه لا يرغب في إيجاد ثقافة "إصدار الأوامر والسيطرة"، ولكن "لن تعود كل الأمور إلى طبيعتها". حيث ستقوم الشركة بتشجيع موظفيها على ارتداء الكمامات في أماكن العمل، وستشجعهم على أخذ اللقاح - إضافة إلى المحافظة على مساحة العمل المعاد تشكيلها - لكنه أضاف أن هذا الأمر سيعود إلى الموظفين للبت فيه وليس لإدارة الشركة.
أما بنك "جي بي مورجان"، فسيستمر العمل لديهم بالتعليمات نفسها للموظفين بارتداء الكمامات عند التنقل في أرجاء المبنى، الذي يقع في منطقة "كناري وارف" في لندن، في حين أنهم سيقومون بزيادة الطاقة الاستيعابية ابتداء من 50 في المائة خلال الأسابيع المقبلة تماشيا مع ما تنصح به الحكومة.
بينما قالت إحدى مديرات الخدمات المالية، إن شركتها ستلتزم العمل بقواعد السلامة الحالية لكوفيد - 19، بما في ذلك التباعد الاجتماعي، إلى حين إلغاء قواعد العزل الذاتي في الـ16 من أغسطس المقبل. جزء من سبب اتخاذ هذا القرار، أنه إذا شعر العاملون بأمان أكثر، فإنهم على الأرجح سيعودون إلى أماكن العمل، ولكن بسبب الخطر على العمليات إذا أجبرت الفرق كلها على العزل.
وفي المقابل، هناك من الشركات من ستعمل على تخفيف القيود. قال أحد الرؤساء التنفيذيين في شركة المحاماة "ماجيك سيركل لندن"، إنه توقف فرض التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة ابتداء من اليوم، لكن ستبقى مواد تعقيم اليدين موجودة بين المكاتب، وكذلك شاشات البيرسبيكس الحاجزة عند مكتب الاستقبال.
كما ستقوم شركة "فيرجين ميديا" بإلغاء القوانين المتعلقة بسعة الغرف المكتبية وارتداء الكمامات، لكن سيبقى خيار اتخاذ الحيطة موجودا في حال رغب الموظفون بضمان عودة "آمنة ومعقولة". ولا تزال الشركة ماضية في خطتها لاستخدام نظام حجز خاص بالموظفين القادمين إلى مكاتبهم، للتمكن من تدبير الطاقة الاستيعابية.
فيما لا يلزم كثير من الشركات موظفيها بالعودة حتى يحل سبتمبر، ما سيسمح لهم بالإدخال التدريجي لطرق جديدة للعمل وتقييم ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وفيما يتعلق بسوق التأمين في لندن، فستعمل شركة "لويدز" على مراجعة قوانينها "بما يتماشى مع تخفيف القيود". لكن الشركة قالت إنها "لا تتوقع عودة الناس بأعداد كبيرة قبل 13 سبتمبر المقبل، حينها سيكون معظم الناس تقريبا قد تلقوا كلا الجرعتين من اللقاح".
في حين صرح مسؤولون تنفيذيون في قطاعي البيع بالتجزئة والفنادق عن وجود خلاف يتعلق بحدود تطبيق القوانين على العملاء. بينما لا زال الكثيرون قلقين من كوفيد - 19 ويطالبون بالاستمرار في اتخاذ الإجراءات الاحترازية، إلا أن ما يتوقعه المديرون التنفيذيون أن الآخرين سيعترضون على ارتداء الكمامات، وسيتجاهلون التحذيرات غير الإلزامية بعد إسقاطها اليوم.
أما سايمون روبيرتس، الرئيس التنفيذي لسلسلة سوبرماركت "سينزبيري"، فقد أعلن الأسبوع الماضي أن ارتداء الكمامة سيكون خيارا بيد كل من العاملين لديهم والزبائن على حد سواء. وأضاف أنه توجد "وجهتا نظر متباينتين جدا": أولئك "الذين ينتظرون رفع القيود بفارغ الصبر حتى لا يرتدون الكمامات"، وآخرون حريصون على استمرار فرض ارتدائها.
وستقوم إدارة مجمعات "ويستفيلد" للتسوق "بتشجيع، وليس الفرض" على زبائنها ارتداء الكمامات، وهو أسلوب من وجهة نظر الشركة، ستتبعه محال البيع بالتجزئة في ظل صعوبة الإصرار على هذه التدابير.
فيما قال رانجيت ماثراني، الذي يملك مطاعم "تشاتني ماري" و"ماسالا زون" و"فيراسوامي" أن مطاعمه ستوقف متطلبات التباعد الاجتماعي.
وأوضح أنه "لا يمكن لقطاع الضيافة أن يتحمل ضربة مالية ناجمة عن استمرار العمل بهذه القيود" فلن يحتاج العملاء إلى فحص درجة الحرارة وارتداء الأقنعة، ولكن سيستمر الموظفون في ارتداء واقيات الوجه حتى نهاية سبتمبر بناء على التقدم الذي سيحرزه أخذ اللقاح.
وسيسمح للنوادي الليلة بالافتتاح أخيرا، وذلك في إطار المرحلة الرابعة من خطة الطريق التي وضعتها الحكومة، بينما ستسمح الحانات لمرتاديها بالجلوس عند منضدة الحانة، كما ستعاود فتح أبوابها بالكامل.
وقال بيتر ماركس، الرئيس التنفيذي لشركة "ريكوم يوكيه" التي تدير نواد ليلية، إنها ستفتح مواقعها الـبالغ عددها 42 بموقعا طاقة استيعابية كاملة من دون حاجة الزبائن إلى إجراء فحص كوفيد، مع أنه لا يزال يناقش توصية الحكومة حول مثل هذه المناسبات الحية، بالطلب من المرتادين جلب جوازات سفر وزارة الصحة الوطنية الخاصة باللقاح.
ووصف ماركس ما تتميز به النوادي الليلية التابعة لهم من نظام تهوية لتغيير الهواء بمعدل كل خمس دقائق، إلى جانب توفيرهم محطات التعقيم والتزامهم بمستوى نظافة إضافي.
لكن من المتوقع أن يستمر عديد من مالكي الحانات في توفير خدمة الطاولة للزبائن غير المستعدين بعد للانتظار في طوابير عند الحانة، بما في ذلك شركة "سيتي باب جروب". حيث قال تيم فوستر الذي يملك سلسلة حانات يامي "مهما فعلنا، فإما أن نتخلص منها وإما لا، ولن يحدث أي فرق كبير".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES