Author

أكبر حديقة مرجانية في العالم

|
يحظى البحر الأحمر بمزايا فريدة، جعلته من أكثر البحار غموضا وجمالا، ولعل وجود "الجبال" المرجانية الفريدة في هذا المحيط الرائع بألوانه الساحرة، دليل على تفرده وتميزه العجيب.
تسببت الشعاب المرجانية في تعقيد عمليات الملاحة، خصوصا لغير الخبراء، ومنعت إنشاء عديد من الموانئ، بل جعلت بناء موانئ جديدة عملية معقدة تستدعي التخلص من تأثير الشعاب المرجانية وتحويل المسارات الطبيعية في مواقع شتى. عندما نتمكن من تحويل المعوقات إلى حوافز، نكون قد حققنا التغيير المفيد للبيئة والإنسان.
تلكم الازدواجية تجعل التفكير في وجود محمية طبيعية على شكل حديقة مرجانية داعية للتأمل والإعجاب، فعندما قررت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بالتعاون مع "نيوم"، البدء بالمشروع الجديد، كسبت ثقة كثير من محبي "القلزم"، وستكون بداية لتفكير مختلف يحول السلبيات إلى إيجابيات بحكم الممارسة الجديدة والنظرة المختلفة لمفاهيم عملية وجيولوجية كانت من ضمن المخاوف في زمن مضى.
نحن اليوم في زمن التغيير والتفكير المختلف، ما يجعل بناء حديقة بيئية مرجانية تبرز جمال هذه المنطقة أمرا أساس في تغيير النظرة العامة لهذه الشعاب، التي كانت دوما مثار الخوف والوجل من قبل كل من يسكن حولها أو يحاول الإبحار في هذه المنطقة الجميلة.
جزيرة "شوشة" على موعد مع المشروع المهم "حديقة جزيرة شوشة المرجانية"، الذي يهدف إلى استثمار مساحة إجمالية تتجاوز مليون متر مربع، لتكون موقعا لحماية ونمو أكثر من ألف نوع من الأسماك، و300 نوع من الشعاب المرجانية التي ينفرد بها البحر الأحمر، لتكون باكورة مهمة في التعامل الإيجابي مع الشعاب المرجانية.
إن الاهتمام الذي ينتشر في المرحلة الحالية بالبيئة وتطوير الخدمات التي تحميها ودعم الباحثين عن وسائل حديثة لتحقيق ذلك، يجعل تدخل "كاوست" في المشروع مندوبا، بل يجعلنا نتوقع مزيدا من التقنيات في مجال الحماية البيئية. التقنية التي تستخدم هذا المشروع هي من إنتاج الفكر الإبداعي في "كاوست"، وهي تقنية تسمى MARITECHTURE، وأزعم أنها ستكون فاتحة لمزيد من التحولات البيئية، من خلال البحث العلمي. يتم استخدام هذه التقنية للمرة الأولى على مستوى العالم، ما يجعلنا نستبشر بالخير في المقبل من الأيام، ويوجد المزاوجة المطلوبة والتعاون المأمول بين مراكز البحث وواقع الحياة.
إنشرها