Author

«زوجوه يعقل»

|
هناك ظاهرة وإن كانت محدودة، إلا أنها مع الأسف آخذة في الازدياد، مع ما يترتب عليها من أضرار بالغة بالأفراد والأسر والمجتمعات.
هذه الظاهرة، هي عدم الصدق عندما يتقدم شاب لخطبة فتاة، وإقدامه وأسرته على إخفاء عيوبه سواء النفسية أو الجسمية أو السلوكية ونحو ذلك .. والأمر نفسه ينسحب أحيانا على أهل الفتاة، حين يتقدم شاب لخطبتها، والتدليس أثناء النظرة الشرعية أو إخفاء العيوب، التي سرعان ما تنكشف بعد الزواج.
موقف الشرع واضح في هذا الجانب، فالله - سبحانه وتعالى - يقرر (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، وفي الحديث يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم: (من غشنا فليس منا).. وقد كان من الواجب أن يتم علاج الشاب أو الفتاة من أي أمر قبل الزواج، لأن المقولة، التي يرددها البعض (زوجوه يعقل) هي مقولة خاطئة تماما، فأي ذنب ارتكبته تلك الفتاة حتى تدخل في متاهة قد لا تخرج منها!!.. فالزواج ليس العلاج، بل إنه قد يزيد الطين بلة.
الزواج يقود إلى المودة والرحمة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة .. الآية).. الزواج قضية أساسية في تماسك المجتمعات، لأنه إذا لم يكن مبنيا على أساس متين، فمآله إلى التفكك والانهيار .. ثم لا تسأل حينها عن الآثار المترتبة على ذلك على كل الأصعدة .. دخل رجل على زوجته، ففوجئ بعجوز تختلف عن تلك، التي نظر إليها، فقال: (عجوز ترجي أن تكون صبية – وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر// تدس إلى العطار صبغة شعرها – وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟!// وما غرني إلا خضاب بكفها – وكحل بعينيها وأثوابها الصفر)..
إن أهم ركيزة لاستمرار الزواج وديمومته هي الصراحة والوضوح منذ البداية في كل الأمور المتعلقة بالشريكين، وقد أعجبني رجل حين تقدم ابنه لخطبة فتاة، فما كان منه إلا أن طبع ورقة أوضح فيها طباع ابنه مرفقا أرقام هواتف زملائه المقربين وبعض أقاربه.. وقد وفقوا في زواجهم غاية التوفيق، أما الزواج المبني على الغش فسيكون هشا، وغالبا ما ينتهي بالفشل، فالمثل يقول: (اللي من أولها خراب – أكيد تاليها خراب).
إنشرها