خروف العيد

بعد أسبوع سيحل على أمتنا الإسلامية ضيف ننتظره كل عام بلهفة، وهو عيد الأضحى المبارك، الذي يحتفل فيه الحجاج بشكل خاص بأدائهم للركن الخامس من أركان ديننا العظيم، كما يحتفل فيه بقية المسلمين بذبح الأضاحي والتصدق بها على الفقراء والمحتاجين وإهداء بعض منها إلى الأهل والأقارب والجيران، كم هو جميل أن نعيش مواسم الأعياد بتفاصيلها الحلوة وأوقاتها اللطيفة، ونؤجل جميع مشاعرنا السلبية وتصفية الحسابات إلى ما بعد انتهاء تلك المواسم.
بعض الأسر تقع في مطبات مالية واجتماعية وسلوكية خلال موسم عيد الأضحى وتفقد القدرة على التعامل الجيد مما يوقعها في كثير من النتائج السيئة، أذكر أن إحداهن اشتكت لي من عدم قدرة زوجها على شراء خروف العيد، ما سبب لهم شيئا من الحزن، خصوصا أطفالهم الذين كانوا "متحمسين" كثيرا، وحين ناقشتها وجدت أنها كانت تسير بتخبط وعدم تخطيط في ميزانية الأسرة المالية، لدرجة أنها قبل أسبوع من العيد اشترت حقيبة يد "كشخة" بـألفي ريال حتى تتفاخر بها أمام أهل زوجها. هذا السلوك الأناني وغير العقلاني - مع الأسف - أضاع لحظات متعة حقيقية كان بإمكان هذه الأسرة أن تعيشها يوم العيد ويتشاركونها مع صغارهم في صور جميلة ستبقى لهم ذكرى يعودون إليها بين الحين والآخر بجميع تفاصيلها، لذلك من المهم التخطيط لميزانية خروف العيد مع الأخذ في الحسبان أن جشع تجار المواشي سيرتفع خلال موسم العيد.
من تلك المطبات أيضا أن بعض الأسر تتحاشى أن يكون أطفالهم موجودين أثناء ذبح خروف العيد اعتقادا منهم أن منظر دماء الذبح سيؤثر في نفسياتهم، وهذا خطأ فادح، لأن الله - سبحانه وتعالى - لم يفرض شعيرة دينية يتقرب إليها به، ويكون فيها إيذاء لمشاعر الأطفال أو تخويف لقلوبهم، لذلك من المفيد أن يوجد الأطفال مع آبائهم أو إخوانهم أثناء ذبح الخروف، ويتخلل ذلك إخبارهم بقصة إسماعيل الذبيح - عليه السلام - ولد سيدنا إبراهيم - عليه السلام - وكيف فداه الله - سبحانه وتعالى - بكبش عظيم وغرس مفهوم أن الأضحية هي عمل تعبدي يتقرب بها إلى الله تعالى، مع الابتعاد عن تخويفهم بالسكاكين وغيرها من المقالب التي اعتاد البعض على فعلها ونشرها كمقاطع في السوشيال ميديا للسخرية.
من المطبات الأخرى أن يعرف البعض أن فلانا لا يستطيع شراء خروف العيد ثم يحرجونه بسؤاله "ليش ما ضحيت هالسنة؟" وكأن الأضحية فرض عين على كل مسلم.
وخزة
العيد موسم فرح وفعالياته أرواحكم الحلوة فلا تفسدوه بالصغائر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي