ماذا يحدث في الرياض؟
"منظمة السياحة العالمية تصنع التاريخ بافتتاح مكتب إقليمي جديد لها في الشرق الأوسط"، عنوان وضعته المنظمة على صدر موقعها الإلكتروني. في الواقع، إنه أمر مبهج أن يتقاطر إليك العالم بمنظماته وشركاته، والحالة المغناطيسية التي تعيشها الرياض شديدة الإثارة، فخلال اليومين الماضيين فقط شهدنا اختيار عملاق التقنية "أبل" افتتاح أول أكاديمية له في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الرياض، وافتتاح مقر للاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا"، فضلا عن 24 شركة دولية وقعت اتفاقات لإقامة مكاتب إقليمية في الرياض.
ماذا يحدث في العاصمة؟ وماذا وراء الجاذبية المفاجئة والإعلانات المتتالية؟ بيد أن السؤال لا يجب أن يطرح من أساسه، لأن هذا هو الأصل، فبحسب مسؤولين، يوجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مقار إقليمية لـ346 شركة عالمية، نصيب المملكة منها لا يتناسب مع إيرادات وأرباح تلك الشركات من السوق السعودية، بنسب تصل إلى 80 في المائة من مبيعاتها.
التحرك السريع كان محسوما ومقطوعا به، وما يلاحظ انعكاس طبيعي لانتقال رؤية 2030 من مرحلة التخطيط على الورق إلى الفعل والمشاهدة على الأرض. يقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نخطط لتحويل الرياض إلى واحدة من أكبر عشرة اقتصادات مدن في العالم، بعد أن كانت 40 حاليا. لذا فإن برنامج "جذب المقار"، ليست غايته الجذب فقط، بل زيادة نسبة المحتوى المحلي، والحد من أي تسرب اقتصادي، وتنمية قطاعات جديدة، إضافة إلى إيجاد عشرات الآلاف من الوظائف النوعية الجديدة لأفضل الكفاءات.