Author

قبضة اليد المعجزة

|
حينما ينظر الإنسان إلى جسمه بأجزائه المختلفة ويتأمل دقة صنعه والترابط المتقن بين أعضائه تنتابه الدهشة ويأخذ منه العجب كل مأخذ، حينها لا يملك إلا أن يقول، سبحان من خلق فسوى. إن في كل جهاز من أجهزة الجسم الرئيسة الـ11 معجزة مستقلة، فالجهاز البولي مثلا الذي يشمل الكليتين والحالبين والمثانة وغيرها، يمثل كل جزء منه إبداعا لا يمكن للعقل البشري إدراكه أو حتى تصوره. فلو أخذنا الكلية مثلا كنموذج لوجدنا أن هذا الجهاز الذي لا يتجاوز حجمه قبضة اليد الواحدة وبوزن في حدود 150 جراما، يمثل جهازا من أهم وأخطر أجهزة الجسم لأنه يقوم بدور رئيس في بقاء الإنسان على قيد الحياة، إذ إنه ينقي الدم من أي شيء يؤذيه أي كأنه - بأمر الله - يعيد برمجة الدم - إن صح التعبير - إذ يوجد داخل كل كلية ما يقارب المليون من الهياكل الصغيرة تسمى النفرونات nephrons، تقوم بتصفية الدم وإزالة السموم والمياه الزائدة من خلال تحويلها إلى بول الذي يتدفق من خلال أنابيب تسمى الحالب إلى المثانة التي تخزن البول لحين إخراجه. تحافظ الكلى على توازن صحي من الماء والأملاح والمعادن مثل، الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم في الدم، ومن دون هذا التوازن لا تعمل الأعصاب والعضلات والأنسجة في الجسم بشكل طبيعي. كما تصنع الكلى هرمونات تلعب دورا في السيطرة على ضغط الدم وإنتاج كريات الدم الحمراء والحفاظ على صحة العظام. يدور الدم في الكلية عدة مرات إذ تقوم الكليتان بتنقية نحو 150 لترا من الدم في اليوم الواحد. ومن العجب أن كل كلية محاطة بكمية من الدهن يتلقى عنها الصدمات! ويحميها ويثبتها في مكانها أثناء الجري أو القفز أو أي من مناشط الحياة،
وفي كل شيء له آية
تدل على أنه الواحد
وحين لا تستطيع الكلية أن تقوم بوظيفتها كاملة في تنقية الدم يصاب الإنسان حينها بالفشل الكلوي ويحتاج إلى الخضوع لما يعرف بالغسيل الكلوي، وانظر وقتها كم من الوقت الذي يلزم لذلك وإلى المعاناة الشديدة المصاحبة. إن الإنسان حين يتأمل في صنع هذا الجهاز لتأخذ الدهشة منه كل مأخذ وحينها لا يملك إلا أن يقول، سبحان الله "صنع الله الذي أتقن كل شيء".
إنشرها