الطاقة- النفط

فرص مهيأة لارتفاعات النفط إلى مستويات قياسية مع توجه المعروض إلى مزيد من التشديد

فرص مهيأة لارتفاعات النفط إلى مستويات قياسية مع توجه المعروض إلى مزيد من التشديد

انتشار اللقاحات وانتعاش حركة السفر وموسم القيادة الصيفي يدعم أسعار الخام.

كبح تراجع المخزونات النفطية الأمريكية، انخفاضات أسعار النفط، في مؤشر على استمرار نمو وتعافي الطلب العالمي على الخام والوقود بسبب اللقاحات وانتعاش حركة السياحة والسفر وموسم القيادة الصيفي، فيما يؤكد محللون أن توجه المعروض إلى مزيد من التشديد سيزيد من فرص نمو الأسعار إلى مستويات قياسية.
وتوقع محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة "أوبك" أن يستمر النفط في تشكيل جزء حاسم من مزيج الطاقة العالمي الحالي والمستقبلي، وذلك بالنظر إلى النمو المتوقع للاقتصاد العالمي والسكان والطلب على الطاقة، مضيفا "استقرار الطاقة سيظل أمرا حيويا لأسلوب حياتنا".
وأكد الأمين العام– في بيان للمنظمة حول نتائج ورشة فنية عن تغير المناخ- أن صناعة النفط كانت دائما رائدة في دفع الابتكار والكفاءة، ما يمكن أن يساعد على صياغة حلول شاملة وعادلة ومنصفة لتغير المناخ في سياق التنمية المستدامة.
كما شدد باركيندو على أهمية تأمين إمدادات طاقة ميسورة التكلفة وبشكل مستدام، لافتا إلى أن فقر الطاقة يمثل محنة تتطلب استجابة جماعية من جميع أصحاب المصلحة المعنيين، كما يتطلب حجم هذا التحدي مجموعة من خيارات الطاقة بما في ذلك الموارد الوفيرة والاقتصادية مثل النفط والغاز. وقال باركيندو إن التعافي بعد جائحة كورونا لن يكتمل طالما يعيش مئات الملايين من الناس في فقر الطاقة.
وعلى صعيد متصل، يقول لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن العقود الآجلة للنفط الخام تراجعت بشكل لافت بسبب ضغوط قوة الدولار الأمريكي وصعوده المستمر، ولكن في المقابل تلقى السوق دعما من بيانات معهد البترول الأمريكي، التي تفيد بتقلص المخزونات الأمريكية، لكن التأثير كان محدودا في ظل ضغوط أكبر من العوامل السلبية.
وأشار المختصون إلى أن الإنتاج الأمريكي يزيد حاليا قليلا على 11 مليون برميل يوميا أي نحو مليوني برميل أقل من ذروته قبل الوباء، وهو ما يعني استمرار تشديد العرض بالتوازي مع قيود "أوبك+" لافتين إلى أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع نموا متزايدا في الإنتاج من الولايات المتحدة و"أوبك+" لتجاوز الاستهلاك في العام المقبل.
وفي هذا الإطار، يرى مفيد ماندرا، نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة إن أسعار النفط تعاني تأثيرات قوية لارتفاع الدولار الأمريكي، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط.
وأوضح أن ارتفاع الدولار كان مدفوعا بعلامات القوة في سوق العمل الأمريكية بعد تحسن بيانات الوظائف، وهو ما يجعل الأصول المقومة بالدولار مثل النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين، وبالتالي يحد من نمو طلبهم.
ويشير ألكسندر بوجل المستشار في شركة "جي بي سي إنرجي" الدولية إلى أن انخفاض مخزونات النفط الخام والبنزين الأمريكية تحد بالفعل من تراجعات الأسعار، إضافة إلى الثقة بتعافي الطلب بوتيرة سريعة، خاصة في موسم الصيف الحالي المرتبط بانتعاش حركة السفر والطيران.
وذكر أن تباين وجهات النظر في تحالف "أوبك+" هو أمر طبيعي، وسبق أن تمكنت المجموعة في مواقف سابقة في الحفاظ على وحدتها، مؤكدا أن جميع المنتجين على قناعة تامة بأنهم يمكن أن يربحوا من التعاون وأن تعقيدات الاقتصاد العالمي تتطلب جهودا جماعية وتنسيقا مستمرا حتى مع المستهلكين أيضا.
من جانبها، قالت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية إن المعروض يتجه إلى مزيد من التشديد، ما يزيد من فرص نمو الأسعار إلى مستويات قياسية خاصة إذا نجحت "أوبك+" في تجاوز تداعيات الاجتماع الماضي وبلورة اتفاق جديد للإمدادات في الشهر المقبل، ويساعدها في هذا الصدد أن الولايات المتحدة ستسجل نموا محدودا في إنتاج النفط المحلي خلال العام المقبل على الرغم من ارتفاع أسعار النفط وانتعاش الطلب.
ولفتت إلى أن توقعات نمو الإنتاج المحدود في الولايات المتحدة تأتي في الوقت، الذي تنخفض فيه الإمدادات المحلية بأسرع معدل منذ عقود، وبعد أيام فقط من انتهاء مفاوضات "أوبك+"، ما يجعل السوق غير متأكد من موعد عودة مزيد من الإمدادات من المجموعة، موضحة أن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة لم يعززوا الإنتاج بشكل كبير في الأشهر الأخيرة مفضلين الانضباط وعوائد المستثمرين على نمو العرض.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط الخميس للجلسة الثالثة على التوالي.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 0.3 في المائة، لتسجل 73.20 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:44 بتوقيت جرينتش، كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي 0.5 في المائة، لتصل إلى 71.87 دولار للبرميل. وسجلت أسعار برنت انخفاضا بنحو 5 في المائة، منذ إغلاق الإثنين عقب تعثر المفاوضات بين مجموعة "أوبك+".
من جهة أخرى، تلقت الأسعار بعض الدعم من انخفاض كبير في مخزونات النفط في الولايات المتحدة، إذ تراجعت مخزونات الخام لدى أكبر مستهلك للنفط في العالم بنحو ثمانية ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 2 تموز (يوليو).
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 73.58 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 75.94 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الخميس إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول تراجع عقب عدة ارتفاعات متتالية، وأن السلة خسرت نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 74.87 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط