Author

حب الخير للغير

|
أن يحب الإنسان الخير لنفسه ويسعى جاهدا لتحصيل ذلك فهذا أمر طبيعي وغير مستغرب، ولكن أن يحب الخير للآخرين فهذه مرحلة سامية عظيمة تدل على تأصل الخير في نفس ذلك الشخص، وأنه يحمل بين جنبيه روحا طيبة محبة للخير. ديننا الحنيف يحث على ذلك وقد ورد في أهمية حب الخير للآخرين آيات وأحاديث كثيرة. ففي محكم التنزيل "إنما المؤمنون أخوة"، فلا مجال للحقد أو الكراهية أو البغضاء أو التشاحن والحسد والقطيعة، وإنما ألفة وتعاون وترابط ومحبة. فمن المفترض أن يجعل الإنسان من محبة الآخرين والإحسان إليهم وحب الخير لهم منهجا يسير عليه في تعاملاته وفي شؤون حياته كافة، ففي الحديث، "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وتأخذك الدهشة حين تعلم أنك إن دعوت لأخيك بظهر الغيب هناك ملك يؤمن على دعائك ويقول: "ولك بمثل"، ففي الحديث "ما من مؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك الموكل، آمين ولك بمثله". إن مفتاح السعادة أن تحب الخير للغير لأن التفكير الإيجابي تجاه الآخرين سينعكس مباشرة على صاحبه أنسا وسعادة وتوفيقا، بل إن تأثير ذلك سيمتد ليتجاوز المردود الفردي إلى المردود المجتمعي، فتجد المجتمع الذي يحب أفراده الخير لبعضهم بعضا ويتعاونون على ذلك تنتشر فيه الألفة والمحبة، ويكون ذلك مدعاة لترسيخ دعائم الأمن النفسي لأفراده وتتم المحافظة على استقراره المجتمعي.
عليك بفعل الخير لو لم يكن له
من الفضل إلا حسنه في المسامع
ويقول آخر:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
من يزرع الخير يحصد ما يسر به
وزارع الشر منكوس على الرأس
إن من أبرز محاسن حب الخير للآخرين أنه يحقق الوحدة القوية في المجتمع، حيث تسود بين أفراده المودة وتبادل المنافع والمشاركة الحقيقية وتنتفي روح الأنانية وحب الذات، وهذا يقود المجتمعات بالتالي إلى أن تتجه بكل قوتها نحو البناء والعمل والإنتاج والسعي لزيادة تقدمها ومكانتها بين الأمم. إن خير الناس أنفعهم للناس ونتائج حب الخير للغير تبقى ولا تزول، فحري بكل إنسان أن يوطن نفسه على حب الخير للآخرين وسيرى أثر ذلك في العاجل والآجل.
إنشرها