Author

الاستثمار في الإنسانية

|

شدني العنوان الذي تبنته "مبادرة مستقبل الاستثمار" التي يرعاها صندوق الاستثمارات العامة في دورتها الخامسة، وهو الاستثمار في الإنسانية. قدمت المبادرة الإعلان للإعلام ولم تربط بين عنوان هذه الدورة وسابقاتها. أزعم أن هناك رابطا يجمع بين الدورة وسابقاتها بما يجعلها متوالية منطقية يمكن البناء عليها من قبل المجتمعات المستفيدة من مثل هذه المبادرة والمستثمرين فيها.
نعود مرة أخرى للبحث في العنوان المهم والجاذب، وقد يكون من محاسن الصدف ارتباط هذا العنوان بحالة من الاهتمام العالمي بتصنيف الدول حسب تفاعلها مع الأزمات التي أثرت في الإنسان في كل قارة. هنا تتضح أهمية الربط الذي تحدثت عنه في بداية حديثي، فنحن نشجع كل ما يحمي ويديم السعادة البشرية ويحفظ تماسك الأسرة والمجتمع حيث تتكون العلاقات وتتحكم في مجموعة متداخلة من المخرجات التي يتأثر بها المجتمع سمعة وواقعا. وبذكر المثال المتعلق بكورونا ندخل في دراسة الأزمات التي تواجه المجتمعات ومنها الحروب الي أدت لانتشار حالات اللجوء في دول كثيرة، وهنا تتكشف أهمية البحث في المتواليات التي ذكرتها. عندما نستثمر في الإنسانية نحقق واحدا من أهم عناصر النمو البشري والحكمة المجتمعية. هنا يتم تقويم تطور ونضوج المجتمعات بطريقة تفاعلية، لنخرج في النهاية بمجموعة عناصر تقويم قابلة للتطبيق في أغلب دول العالم، لنعود ونكتشف أن محاولة بعض المجتمعات صبغ نفسها بالحضارة والتفوق ما هي إلا استخدام غير مقبول للإعلام والاتصال، لتحويل أنظار العالم عن بعد هذه المجتمعات عن الطريق القائد نحو ضمان أمن وسلامة الإنسانية وتفوق واستدامة مستقبل الأرض التي نعيش عليها.
مبادرة مستقبل الاستثمار تتبنى موضوعا مهما وخطيرا في الوقت نفسه، وهي - إن تمكنت من زرع مفاهيم أكثر حضارية في الجهات المستثمرة - ستوجهها نحو الكائن المسؤول عن عمارة الأرض ، لنكتشف القدرة العجيبة التي يحملها هذا الكائن بين جنباته للإبداع والتفوق إن هو حصل على فرصة مواتية. وللتدليل على إمكانية بناء مجتمعات أكثر مسؤولية وتحضرا ، نحتاج إلى إعادة تقويم الطريقة التي تتعامل بها الأمم مع الإنسانية في ذاتها، وأقرب ما يتبادر لذهني في هذه القراءة السريعة هو البحث الذي تحثه أغلب الدول في مجال حماية البيئة من تطوير للآليات ودعم تغيير الثقافات وبناء الجسور بين المجتمعات في هذا المجال المهم.

إنشرها