الطاقة- النفط

برنت يتجاوز 75 دولارا لأول مرة منذ أبريل 2019 .. التفاؤل بنمو الطلب يهيمن على السوق

برنت يتجاوز 75 دولارا لأول مرة منذ أبريل 2019 .. التفاؤل بنمو الطلب يهيمن على السوق

وجود مؤشرات على حالة من النشاط في حقول النفط الأمريكية.

واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية القوية، حيث تجاوز خام برنت لأول مرة 75 دولارا للبرميل منذ نيسان (أبريل) 2019، وأعقب ذلك تراجعات محدودة.
لكن تغلب على السوق حالة من التفاؤل الشديد بنمو الطلب واستعادة مستويات جيدة من التوازن في ظل استمرار قيود الإنتاج الخاصة بمجموعة "أوبك+"، وحذر المنتجين الأمريكيين، واستبعاد عودة قريبة للصادرات النفطية الإيرانية.
وتتلقى الأسعار الدعم الرئيس من انتشار لقاحات كورونا وتوزيعها بوتيرة سريعة في مختلف دول العالم، إضافة إلى انتعاش موسم السفر والسياحة الصيفية ورواج حركة الطيران، بينما تتلقى ضغوطا عكسية من قوة الدولار الأمريكي.
وقال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون: "إن أسعار خام برنت قفزت إلى مستوى 75 دولارا للبرميل بعد تعثر المفاوضات النووية في فيينا، ويفرض الإخفاق في إبرام الاتفاق ضغوطا إضافية على الأعضاء الآخرين في تحالف أوبك+ الذين يجتمعون الأسبوع المقبل للنظر في استعادة مزيد من إنتاج النفط".
وأكد سيفين شيميل، مدير شركة في جي أندستري الألمانية، أن حالة التفاؤل تهيمن على السوق، والمكاسب السعرية تتواصل، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بنسبة 50 في المائة تقريبا هذا العام مع خروج الاقتصادات الكبرى من القيود والإغلاق بعد طرح لقاحات كورونا في جميع أنحاء العالم.
وذكر أن تقييم وضع الطلب في المرحلة الراهنة مبشر للغاية وينبئ بمزيد من الرواج والانتعاش خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا وأجزاء من آسيا، لافتا إلى بعض المؤشرات المهمة والمطمئنة مثل تجاوز الاستهلاك في الصين مستويات ما قبل الوباء إلى جانب تسجيل الهند علامات على التعافي من موجة الفيروس الثانية القاتلة التي دمرت اقتصادها.
من ناحيته، أكد روبين نوبل، مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن معنويات السوق تتجه بقوة نحو مناطق آمنة ومكاسب متتالية خاصة في ضوء قيام الولايات المتحدة وأوروبا بإزالة القيود المفروضة على التنقل وحرص مجموعة "أوبك+" على إجراء زيادات حذرة ومتواضعة في الإمدادات انتظارا لمزيد من المكاسب في نمو الطلب العالمي.
وأشار إلى أن المصافي التي كانت تأمل التوصل إلى صفقة نووية وتستعد لاستقبال عودة الصادرات الإيرانية أدركت عدم سلامة تقديراتها بعد تعثر الاتفاق، ولذا تتحول سريعا نحو البحث عن بدائل تؤمن احتياجاتها من النفط الخام خاصة على المدى القصير، لافتا إلى توقعات لبنوك دولية مؤثرة تراهن على وصول العقود الآجلة للنفط إلى 100 دولار للبرميل العام المقبل مع إطلاق العنان للطلب المكبوت على السفر في حين إن الاستثمار في الإمدادات الجديدة يتأثر بالضغوط البيئية.
من جانبه، قال ماركوس كروج، كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز: "إن الحذر الأمريكي في إضافة إمدادات وفيرة قد لا يصمد كثيرا إذا استمرت إغراءات الأسعار المرتفعة"، مؤكدا وجود مؤشرات على حالة من النشاط في حقول النفط الأمريكية، ما يعكس التعافي القوي من أسوأ آثار تباطؤ وقعت في العام الماضي، لافتا إلى التراجع في مستوى مخزونات النفط الخام الأمريكية، ما يؤكد قوة نمو الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم.
وذكر أن السوق مشغولة بقضيتين، هما: ذروة الطلب، وذروة الاستثمار في الموارد النفطية وأيهما أسبق، حيث يخشى الجميع من ضعف الاستثمارات الجديدة وتأثيرها في تلبية احتياجات الاستهلاك في الأعوام المقبلة، بينما يدفع البعض الآخر بأن ذروة الطلب قريبة نتيجة تحول الطاقة والتركيز على موارد الطاقة الجديدة، وهو ما تنفيه كل من "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية، اللتين يتوقعان استمرار قيادة النفط والغاز لمزيج الطاقة لعقود مقبلة.
بدورها، أوضحت مواهي كواسي، العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، أن السوق تبدو وقد نفضت غبار أزمة الوباء الطاحنة التي أثقلت كاهلها على مدى عام ونصف، حيث توجد حاليا حالة من الثقة بتزايد الطلب على النفط مقابل استمرار قيود الإنتاج في مجموعة "أوبك+" وخارجها، ما يدفع التوقعات نحو مزيد من المكاسب، معتبرة مصدر القلق الوحيد هو انخفاض الإنفاق على الاستكشاف، ما سيؤدي حتما إلى انخفاض الإنتاج مستقبلا.
وذكرت أن عام الوباء أجبر كل شركات الطاقة الدولية وكل مكونات صناعة النفط على خفض خطط الإنفاق الخاصة بها ورفع مستويات الكفاءة، وهو أمر طبيعي في ظل مواجهة السوق واحدة من أصعب الدورات الاقتصادية في تاريخ صناعة النفط الخام.
وفيما يخص الأسعار، بلغ خام برنت 75 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ نيسان (أبريل) 2019، خلال تعاملات أمس، قبل أن يتراجع قليلا، إذ ظل المستثمرون متفائلين حيال تعاف سريع للطلب العالمي على النفط، في الوقت الذي تتراجع فيه المخاوف بشأن عودة مبكرة للخام الإيراني.
وبحسب "رويترز"، صعدت العقود الآجلة لخام برنت تسليم آب (أغسطس) 29 سنتا أو ما يعادل 0.4 في المائة إلى 75.19 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:58 بتوقيت جرينتش، لتعوض خسائر تكبدتها في وقت سابق. وارتفعت العقود إلى 75.27 دولار للبرميل وهو أقوى مستوى منذ 25 نيسان (أبريل) 2019 في وقت سابق من الجلسة.
وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم تموز (يوليو) 73.66 دولار للبرميل، دون تغيير عن الجلسة السابقة. وارتفعت العقود تسليم آب (أغسطس) 13‬ سنتا أو ما يعادل 0.2 في المائة إلى 73.25 دولار للبرميل.
وربح برنت 1.9 في المائة وقفز خام غرب تكساس الوسيط 2.8 في المائة أمس الأول.
وارتفع الخامان القياسيان على مدى الأسابيع الأربعة الماضية بفضل تفاؤل حيال وتيرة توزيع لقاحات مضادة لكوفيد - 19 عالميا وتحسن متوقع للسفر في الصيف.
وقال ساتورو يوشيدا، محلل السلع الأولية لدى "راكوتين سيكيوريتيز"، "معنويات السوق تظل قوية مع تحسن آفاق الطلب العالمي"، مبينا أن صعود أسواق الأسهم في آسيا يساعد أيضا على تعزيز الإقبال على المخاطرة بين المستثمرين.
وواصلت الأسهم العالمية تعافيها أمس من أدنى مستوى في أربعة أسابيع، إذ يركز المستثمرون على احتمالات النمو الاقتصادي بعد الجائحة، بدلا من القلق أكثر بشأن موقف يميل إلى التشديد النقدي اتخذه مجلس الاحتياطي الاتحادي في اجتماعه بشأن السياسات الأسبوع الماضي.
وقال توشيتاكا تازاوا، المحلل لدى "فوجيتومي" للسمسرة، "الاحتمال المنخفض لعودة الخام الإيراني إلى السوق بسبب الرئيس الجديد، وهو من غلاة المحافظين، يدعم السوق أيضا".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 72.45 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 71.56 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة، حقق أول ارتفاع عقب انخفاضات سابقة، كما أن السلة كسبت أقل من دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 71.99 دولار للبرميل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط