Author

القيادة الموقفية والنظرية الاحتمالية

|
استكمالا لاستعراضنا السابق لأهم النظريات التي يعتمد عليها مفهوم القيادة Leadership وممارساتها، سنعرض في هذا العدد نظرية الاحتمالية أو الطوارئ Contingency theory وتسمى أيضا النظرية الموقفية، لتركيزها على سياق القائد. تبحث هذه النظريات في التأثيرات الظرفية للنجاح أو الفشل للقائد. حيث يتم تحديد فعالية القائد بشكل مباشر من خلال سياق الموقف. في حين أن شخصية القائد هي عامل بسيط في نجاحه، فإن العامل الأكثر أهمية هو سياق القائد ووضعه. تأخذ هذه النظرية أساليب القيادة المحددة وتقترح أن القادة الجيدين good leaders يمكنهم تعديل أسلوب قيادتهم حسب الظرف الذي يمرون به. تشير أيضا هذه النظرية إلى أنه قد يكون من الأفضل العثور على النوع المناسب من القادة لموقف معين. تشمل نظريات الطوارئ أنواعا متعددة من النظريات، منها: نظرية الظرفية Situational Theory التي وضعها هيرشي وبلانشارد Hershey and Blanchard’s، ونظرية مسار الهدف Path-Goal Theory لإيفانز وهاوس Evans and House، ونظرية لطوارئ Contingency Theory لفيدلر Fiedler.
وتتمتع نظرية الطوارئ بمزايا عديدة، بما في ذلك أن القادة على قدرة بأن يكونوا ذوي فعالية effective بغض النظر عن سياقهم الظرفي. ومع ذلك، فإن هذه النظرية لديها انتقادات تشير إلى عدم وجود تفاصيل كافية تدخل في سياق أي موقف. تركز نظرية الطوارئ على أهمية الموقف، لكنها قد لا تركز بشكل كاف على نفسية وسيكولوجية الموظفين أو الشركة نفسها. كما أنه قد لا يركز بشكل كاف على كيفية تغيير أساليب القيادة بمرور الوقت. هناك عوامل داخلية وخارجية تؤثر في القائد ووضعه. يعد نوع الشركة وحجم الفريق وأسلوب القيادة الفطري للفرد عوامل داخلية. قد تشمل العوامل الخارجية مشاعر العملاء والسوق. يلعب كل هذه المواقف عاملا في نظرية الطوارئ. يذكر باحث القيادة وايت وهودجسون White and Hodgson أن "القيادة الفعالة تدور حول تحقيق التوازن الصحيح بين الاحتياجات والسياق والسلوك". لا يمتلك أفضل القادة السمات الصحيحة فحسب، بل يمتلكون أيضا القدرة على تقييم احتياجات أتباعهم، وتحليل الموقف المطروح، والتصرف وفقا لذلك.
نظرية القيادة الظرفية Situational Theory التي وضعها هيرشي وبلانشارد Hershey and Blanchard’s تستند هذه النظرية إلى مفهوم: القيادة نفسها، والمستوى التنموي للتابع. وتتكون من أربعة أنماط حسب المصفوفة التالية: 1- التوجيه والإشراف Telling leaders وفيه يكون التوجيه محددا والإشراف بشكل دقيق، 2- تسويق الأفكار Selling وفيه يتم الشرح والإقناع لبيع الفكرة للتابعين، 3- المشاركة Participating والتسهيل بترك مجال من الحرية للتابعين للمساهمة، 4- التفويض Participating للسماح للآخرين بالقيام بالأعمال المطلوبة.
في نظرية مسار الهدف Path-Goal Theory لإيفانز وهاوس Evans and House يرى روبرت هاوس نظرية مسار الهدف لفعالية القائد أنها تنص على أن سلوك القائد مشروط بمدى رضا ودافعية وأداء مرؤوسيه. والمعتمدة على أعمال مارتن إيفانز التي تنص على أن السلوك القيادي والتصورات التابعة عن مدى أثر اتباع سلوك معين يمثل المسار ستؤدي إلى تحقيق نتيجة معينة هي الهدف.
أما نظرية الطوارئ Contingency Theory لفيدلر Fiedler وتعد النظرية الأكثر شيوعا بحسب فيدلر فإن أسلوب قيادة الفرد هو نتيجة لتجاربه طوال العمر، وبالتالي من الصعب للغاية تغييره. لذلك يرى أن على القائد التركيز على مساعدة الناس على فهم أسلوب قيادته الخاصة وكيفية مطابقة هذا الأسلوب مع موقف معين بدلا من تعليم الناس أسلوب قيادة معين. وفقا لفيدلر لا يمكن تحسين الفعالية إلا من خلال إعادة هيكلة المهام أو تغيير مقدار القوة التي يتمتع بها القائد على العوامل التنظيمية "مثل الراتب والإجراءات التأديبية والترقيات".
إنشرها