الطاقة- النفط

طلب صيفي قوي يدعم ارتفاع أسعار النفط

طلب صيفي قوي يدعم ارتفاع أسعار النفط

مجموعة "أوبك+" تقوم بعملية ضبط حازمة لجزء كبير من إمدادات النفط العالمية.

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع بسبب قوة الطلب خلال فصل الصيف، إضافة إلى تعثر مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، ما يصعب معه عودة الإمدادات النفطية الإيرانية إلى الأسواق.
كما تتلقى الأسعار دعما أوسع من انتشار لقاحات كورونا وانتعاش موسم القيادة والرحلات الصيفية في الولايات المتحدة والعالم، إضافة إلى استمرار قيود المنتجين على المعروض النفطي العالمي، سواء في تحالف "أوبك+" أو المنتجين الأمريكيين.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون إن السوق لا تزال تقوم بتقييم حالة التعافي المستمرة في الطلب العالمي على النفط مع تراجع القلق السابق من تجدد وفرة المعروض، لكن يكبح مكاسب الأسعار استمرار صعود الدولار الأمريكي، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط الخام.
وأشار المختصون إلى تجدد الحديث في السوق عن توقعات تسجيل سعر النفط الخام قيمة 100 دولار للبرميل خلال الأعوام المقبلة بسبب عجز متوقع في العرض يظهر بحلول 2025 نتيجة ضغوط سياسات المناخ وانخفاض الاستثمارات في المعروض الجديد في مقابل الطلب العالمي المتزايد على النفط.
وأكد روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية أن صعود الأسعار يستمد قوته بشكل أساسي من ارتفاع معدلات التطعيم وتخفيف القيود على التنقل في أغلب دول العالم وبخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا واللتين تقودان هذا الانتعاش الاقتصادي الملحوظ.
وأشار إلى وجود علامات جيدة على التعافي والتحسن في الطلب على الوقود ومنتجات التكرير في الهند، حيث تراجعت المخاوف نسبيا من الجائحة ولجأت البلاد إلى تخفيف قيود الإغلاق في أجزاء عديدة من الهند، وذلك تفاعلا مع الاتجاه الهبوطي المستمر في إصابات كورونا الجديدة، خاصة الطفرة الهندية، ما أدى إلى ارتفاع مبيعات نوعي وقود الطرق الأكثر استخداما في البلاد (البنزين والديزل) 13 في المائة خلال النصف الأول من حزيران (يونيو) الجاري مقارنة بالفترة نفسها من الشهر الماضي.
من جانبه، قال ردولف هوبر، الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة إن سقف طموحات المكاسب السعرية يزداد اتساعا خاصة بعدما ارتفعت أسعار النفط إلى ما فوق 70 دولارا للبرميل، وصدور توقعات لبنوك استثمارية أمريكية تراهن على قرب الوصول إلى مستوى 100 دولار للبرميل في المستقبل المنظور.
وذكر أن استمرار تعافي الطلب حاليا مقابل بقاء العرض شحيحا يدعم أسعار النفط، كما يعزز التوقعات بأن هناك فرصة بوصول النفط في الأسواق إلى 100 دولار للبرميل مرة أخرى وللمرة الأولى منذ 2014– الذي شهد انهيارا واسعا في النصف الثاني منه- ولكن هذا المستوى شديد الارتفاع غير مرجح في الأمد القصير، مؤكدا أن ضغوط المستهلكين ستسهم في عودة مزيد من الإمدادات من النفط الخام إلى السوق في الشهور المقبلة لتهدئة الارتفاع الحاد في الأسعار.
من ناحيته، أوضح ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات أن المكاسب السعرية باتت السمة المهيمنة بقوة على السوق على الرغم من بقاء عوامل عكسية مثل صعود الدولار والإصابات الجديدة بالوباء، لافتا إلى أهمية توقعات داعمة للتفاؤل من بنك "جولدمان ساكس" ترجح أن يرتفع الطلب العالمي على النفط الخام في أكبر قفزة على الإطلاق خلال الأشهر الستة المقبلة.
وأضاف أن التوقعات تشير أيضا إلى أنه من المرجح أن يصل الاستهلاك العالمي للنفط إلى مستويات ما قبل الوباء تقريبا في الربع الأخير من هذا العام، وأن يتجاوز الطلب في 2019 خلال 2022، مسجلا رقما قياسيا جديدا للطلب العالمي السنوي على النفط الخام.
بدورها، قالت نايلا هنجستلر، مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية إن تحالف "أوبك+" يقوم بعملية ضبط حازمة لجزء كبير من إمدادات النفط الخام العالمية.
وأشارت إلى أهمية بيانات صادرة عن شركة "وود ماكنزي" الدولية بأن المكاسب السعرية المتلاحقة للنفط الخام من شأنها أن ترفع عائدات "أوبك" بالقرب من مستويات 2019 مع حجم أقل 10 في المائة، مبينة أن مجموعة "أوبك+" تدرس دائما بدقة تطورات السوق، حيث إن أسعار النفط المرتفعة للغاية تبطئ التعافي الاقتصادي العالمي وتحفز الإنتاج خارج "أوبك" ما قد يؤدي إلى زيادة المعروض في العام المقبل.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس، مدعوما بطلب صيفي قوي وتوقف في محادثات إحياء الاتفاق النووي، ما قد ينبئ بتأخر في استئناف إمدادات إيران عضو "أوبك".
وبحسب "رويترز"، فإنه بحلول الساعة 06:22 بتوقيت جرينتش، كان خام برنت تسليم آب (أغسطس) مرتفعا 23 سنتا بما يعادل 0.3 في المائة إلى 73.74 دولار للبرميل. وسجل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم تموز (يوليو) 71.94 دولار، بزيادة 30 سنتا أو 0.4 في المائة.
ارتفع كلا خامي القياس على مدار الأسابيع الأربعة الأخيرة وسط تفاؤل حيال وتيرة التطعيم العالمي وتحسن في حركة الرحلات الصيفية. ورفع الانتعاش علاوات التسليم الفوري للخام في آسيا وأوروبا إلى أعلى مستوياتها في عدة أشهر.
وكتب محللو "إيه.إن.زد" في مذكرة "انتعاش الطلب في صيف نصف الكرة الشمالي من القوة بما يعزز بواعث قلق السوق حيال مزيد من الانخفاضات الحادة في المخزونات".
بينما قال جيفري هالي المحلل لدى أواندا "جوهر صورة الطلب الحاضر على النفط ما زال إيجابيا .. على الرغم من الضوضاء في أسواق المال، فإن العالم الحقيقي على المسار الصحيح وسيحتاج إلى كميات متزايدة من الطاقة مع إعادة الفتح".
في حين رجح بيارني شيلدروب كبير محللي أسواق السلع الأولية في "إس.إي.بي" أن يؤخر عودة النفط الإيراني إلى السوق، لكن من المستبعد أن يخرج قطار الاتفاق عن مساره.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 71.56 دولار للبرميل الجمعة الماضية مقابل 72.29 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني انخفاض له على التوالي، كما أن السلة استقرت تقريبا عند مستوى الأسبوع الماضي نفسه، الذي سجلت فيه 71.31 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط