default Author

الغلاف الجوي البشري

|
من أكثر الموضوعات جدلا ذلك الغلاف الذي يحيط بجسم الإنسان ويعرف بالأورا أو الهالة أو الغلاف الجوي البشري، واختلف فيه العلماء والباحثون ورجال الدين -إن صح التعبير- والبشر العاديون أنفسهم بين مؤيد ومعارض، فكثير من الناس لا يقتنع إلا بما يرى، رغم أن عالمنا مليء بالماورائيات أو الأشياء غير المرئية وأشهرها الكهرباء. فهل رأى أحد منكم التيار الكهربائي أو موجات الصوت التي تنتقل عبر الأثير؟ ورغم ذلك نؤمن بها لأننا نرى أثرها ولا نستطيع العيش بدونها!
إنها عبارة عن غلاف من الأشعة الكهرومغناطيسية غير المرئية، يحيط الجسم البشري على شكل سبعة أطياف لونية، وتختلف درجات ألوان تلك الهالة وكثافتها تبعا للشخص والمكان والحالة الصحية والنفسية والعاطفية والدينية للإنسان، إنها عبارة عن أشعة مثل أشعة إكس التي تخترق جسدك لترينا عظامك أو أشعة الرنين المغناطيسي التي تصور جسدك بالألوان، وترينا مواضع الخلل فيه. فهل هناك اختلاف بين ما يسكن داخلك وما يقع خارج جسدك!
في عشرينيات القرن الماضي، جرب الطبيب البريطاني والتر كلنر رئيس قسم العلاج الكهربائي في مستشفى سانت توماس، صبغة كيميائية زرقاء داكنة مستخرجة من قطران الفحم تدعى "ديسيانين" وضعها بين لوحي زجاج، وعندما نظر من خلالها وجد أنه قادر على رؤية هالة الشخص الذي يقف أمامه لأن الصبغة تحجب جزءا كبيرا من طيف الضوء الأبيض، وتترك جزءا صغيرا يساعد على رؤية الهالة أو العالم الأثيري، ونشر كتابا عن ملاحظاته وتجاربه باستخدام الصبغة الزرقاء عام 1911 وأعيد نشره عام 2017!
ولعل فيلم يعيشون الذي صدر عام 1988 مأخوذ من هذا الاكتشاف العلمي للدكتور كلنر، حين وجد رجل مشرد يدعى جون ندى نظارة شمسيه قادرة على أن تريه العالم على حقيقته، ليكتشف أن جزءا من البشر ليسوا كذلك!
كانت هذه الصبغة متداولة واستخدمها العلماء في أبحاثهم في أربعينيات القرن الـ20 منعت ثم عادت للتداول عام 2010 لفترة وجيزة، لتمنع وبشدة لقدرتها -إن صح القول- على إظهار العالم المخفي حولنا ومن ضمنه الغلاف الجوي البشري، وإثبات أن هناك عالما موازيا لعالمنا يحيط بنا ولا نراه.
العالم مليء بالخفايا والأسرار التي توجد معنا ولكن لا نستطيع أن نراها، في الماضي كان عالم الميكروبات والفيروسات خفيا عنا والحديث عنه ضرب من الجنون، واليوم استطاع كائن خفي غزونا وتعطيل حياتنا دون أن يراه أحد إلا المختصين قال تعالى: (قل انظروا ماذا في السموات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون).
إنشرها