الطاقة- النفط

شركات التكرير الأمريكية توجه إنتاجها إلى الأسواق المحلية .. الطلب ينتعش خلال موسم القيادة الصيفي

شركات التكرير الأمريكية توجه إنتاجها إلى الأسواق المحلية .. الطلب ينتعش خلال موسم القيادة الصيفي

رغم الزيادة المطردة في أسواق الخام إلا أن الانتاج الأمريكي لم يطلق أنشطة الحفر كالمعتاد.

أكد تقرير "وورلد أويل" الدولي أن الطلب على الوقود ينتعش بقوة في موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة، حيث يقطع السائقون كل أسبوع مليارات الأميال على الطرق السريعة في مستوى مقارب للقيادة في عام 2019، وذلك قبل أن يتسبب الوباء في تدمير استهلاك النفط العالمي.
وأضاف التقرير أنه "على الرغم من الزيادة المطردة في الطلب في الأشهر الأخيرة فإن الإنتاج الأمريكي لم يطلق أنشطة الحفر كالمعتاد، حيث استمر انخفاض الإنتاج بنسبة 15 في المائة، عن الذروة في العام الماضي".
وأشار التقرير إلى أن هذه الديناميكية تدفع أسعار النفط الخام الأمريكي إلى الارتفاع بل إنها تزيد من احتمال أنه للمرة الأولى منذ خمسة أعوام يمكن أن يتقارب سعر نفط خام غرب تكساس الوسيط مع خام برنت القياسي العالمي.
وذكر أنه قبل أقل من 18 شهرا لم يكن من الممكن تصور ذلك، لكن هناك حقيقة أن سوق النفط الخام شهدت تحولات واسعة خلال فترة الوباء، موضحا أنه من المقرر بالفعل أن تكون لهذه الخطوة تداعيات على الصادرات الأمريكية مع عدم مخالفة أنشطة التنقيب عن النفط الصخري تعهداتهم بشأن الانضباط الرأسمالي.
ولفت التقرير إلى أن شركات التكرير الأمريكية توجه بالفعل مزيدا من البراميل إلى الأسواق المحلية بدلا من التصدير في ظل انخفاض تنافسية الإنتاج الأمريكي في الأسواق العالمية نتيجة ارتفاع الأسعار وتقلص الفارق السعري مع خام برنت إلى مستوى قياسي.
ونوه بعمل المصافي في جميع أنحاء الولايات المتحدة بأعلى مستوياتها منذ أزمة الوباء وذلك مع عودة الطلب مع فتح معظم الأنشطة الاقتصادية مرة أخرى، كما تقوم المصافي بمعالجة النفط الخام بأعلى معدل منذ أيلول (سبتمبر) 2019.
وتوقع أن خام غرب تكساس الوسيط قد يقترب أكثر من سعر خام برنت، لكن احتمالية الوصول إلى التكافؤ السعري قد تكون محدودة لسبب واحد وهو أن تباطؤ الإنتاج الصخري في الولايات المتحدة على الأرجح سيكون مؤقتا خاصة بالنظر إلى ارتفاع الأسعار الأخير، حيث ارتفعت العقود الآجلة بنسبة 50 في المائة تقريبا. ورجح التقرير أن إنتاج النفط الخام الأمريكي سيكون أعلى بكثير بنهاية هذا العام بزيادة جيدة بمقدار 400 ألف برميل يوميا وتسجيل زيادة أكبر في العام المقبل.
من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أنه على الرغم من تجاوز أسعار النفط مستوى 70 دولارا للبرميل ليس من المتوقع أن يرفع منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة إنتاجهم الخام بشكل كبير هذا العام مع استمرار تركيزهم على الإنفاق الرأسمالي المنضبط وإعادة مزيد من السيولة إلى المستثمرين.
وأشار إلى الاجتماع الوزاري المرتقب لمنظمة أوبك يوم 24 حزيران (يونيو) الجاري، الذي يهدف إلى تقييم الوضع في سوق النفط العالمية والاقتصاد العالمي، كما كان من المتوقع أن يراجع الاجتماع موضوعات مثل الاستثمار والتوقعات بشأن الانتعاش الاقتصادي والآفاق قصيرة وطويلة الأجل لإنتاج النفط الخام.
ولفت إلى قناعة "أوبك" أن النفط الصخري الأمريكي وآفاق الإمداد من الولايات المتحدة تتسم بالحذر، حيث إن رقعة النفط الصخري الزيتي لن تزيد بقوة في معدلات النشاط والإنتاج المتسارعة على الرغم من ارتفاع أسعار النفط، وهو أمر قامت به بانتظام في الماضي، ما أسهم في زيادة المعروض في السوق وانخفاض أسعار النفط.
بالنسبة إلى عام 2022، ذكر التقرير أن وجهات النظر بشأن نمو الإنتاج الأمريكي تراوح بين 500 ألف برميل يوميا و1.3 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن إنتاج الولايات المتحدة يحوم حول 11 مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة بانخفاض مليوني برميل يوميا عن المستويات القياسية المرتفعة في أوائل 2020 قبل أن يتسبب الوباء في تراجع الطلب وانخفاض أسعار النفط.
ونوه بأن أرباح الربع الأول للمنتجين الأمريكيين سلطت الضوء على ضبط النفس الذي لم يسمع به من قبل شركات النفط الصخري، حيث حقق المنتجون تدفقات نقدية قياسية حيث يقوم مشغلو النفط الصخري الآن بتوجيه التدفق النقدي نحو تخفيض الديون ومكافأة المساهمين.
واعتبر أن تقييد النفط الصخري الأمريكي يجعل مهمة "أوبك" في إدارة إمدادات النفط للسوق أسهل بكثير، إذا ظهرت توقعات بنمو محدود في الولايات المتحدة هذا العام، موضحا أن "أوبك" تزداد قوة وقدرة على إدارة السوق بكفاءة عالية.
في سياق متصل، حققت أسعار النفط الخام رابع مكسب أسبوعي على التوالي وسجل الخامان القياسيان برنت والأمريكي مكسبا أسبوعيا بنحو 1 في المائة، بفعل توقعات لمنظمة أوبك بمحدودية النمو في الإنتاج الأمريكي من النفط الخام خلال العام الجاري.
وتتلقى الأسعار دعما من انتشار اللقاحات وانتعاش الطلب العالمي وعودة حركة السياحة والطيران، ما أدى إلى تقلص مخزونات النفط الخام على نحو واسع وتخفيف قيود الإغلاق وزيادة حركة المرور على الطرق وزيادة استهلاك الوقود.
كما تلقت الأسعار ضغوطا عكسية بسبب قوة الدولار الأمريكي الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع النفط الخام إضافة إلى استمرار الإصابات بالوباء في بعض الدول الآسيوية.
وارتفعت عقود النفط الآجلة، الجمعة، ماحية خسائر تكبدتها في وقت سابق ومسجلة رابع مكسب أسبوعي بعد أن قالت مصادر في "أوبك"، "إن المنظمة تتوقع نموا محدودا لإنتاج النفط الأمريكي هذا العام على الرغم من ارتفاع الأسعار".
وأضافت المصادر أن "مسؤولين في منظمة الدول المصدرة للبترول حصلوا من خبراء في القطاع على توقعات الإنتاج الأمريكي. ويمنح هذا المنظمة مزيدا من القدرة على إدارة السوق قبل زيادة قوية محتملة لإنتاج الخام الصخري في 2022".
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتا بما يعادل 0.6 في المائة، إلى 73.51 دولار للبرميل عند التسوية، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 60 سنتا أو 0.8 في المائة إلى 71.64 دولار للبرميل. وسجل الخامان القياسيان مكسبا أسبوعيا بنحو 1 في المائة.
وقال فيل فلين كبير المحللين في "برايس فيوتشرز جروب" في شيكاغو "أسواق النفط ترتفع، لأن "أوبك" متشككة في أن الزيادة في إنتاج النفط الأمريكي ستكون كافية لتغيير خطتها في دعم الأسعار".
ويوم الأربعاء، سجل برنت أعلى سعر تسوية منذ نيسان (أبريل) 2019 وحقق خام غرب تكساس أعلى مستوياته منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2018 عند التسوية. وكانت أسعار النفط تراجعت الخميس بضغط من قوة الدولار ما جعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة إلى حائزي العملات الأخرى.
وقالت مصادر لـ"رويترز"، "إن مسؤولين من مجلس اللجنة الاقتصادية لـ"أوبك" وممثلين خارجيين حضروا اجتماعا، الثلاثاء، يركز على الإنتاج الأمريكي، إذ تلقت "أوبك" إفادات من مزيد من الجهات المعنية بإصدار توقعات بشأن آفاق عامي 2021 و2022 في اجتماع منفصل عقد الخميس".
وبينما ثمة اتفاق عام على نمو محدود للإمدادات الأمريكية هذا العام، قال مصدر في القطاع "إن التوقعات لعام 2022 تراوح بين نمو قدره 500 ألف برميل يوميا و1.3 مليون برميل يوميا".
وقال مصدر في إحدى الشركات التي تقدم التوقعات لـ"أوبك"، "الاتجاه بشكل عام فيما يخص النفط الصخري أنه سيعود، إذ إن الأسعار ترتفع، لكن ليس بسرعة فائقة".
ودفع ارتفاع أسعار النفط بعض شركات الطاقة الأمريكية إلى العودة لرفع نشاط الحفر، إذ قالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة "إن عدد حفارات النفط، وهو مؤشر مبكر للإنتاج المستقبلي، زاد ثمانية هذا الأسبوع إلى 373، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2020".
من جانب آخر، أفادت شركة بيكر هيوز الجمعة أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة ارتفع هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 470 نظرا إلى أن الحفارات الأمريكية تمتلك أكثر من 100 منصة حفر إضافية هذا العام.
وأشار تقرير الشركة إلى أنه في الأسبوع السابق، زاد عدد منصات النفط والغاز الأمريكية بمقدار خمس، بينما بلغ العدد الإجمالي لمنصات حفر النفط والغاز النشطة في الولايات المتحدة الآن 204، عن هذا الوقت من العام الماضي.
ولفت إلى ارتفاع عدد منصات النفط بمقدار ثمان هذا الأسبوع إلى 373، بينما زاد عدد الحفارات الغازية بواقع واحد، ويوجد الآن 97 حفارا، وقد ظل عدد الحفارات المتنوعة على حاله.
ونوه التقرير بارتفاع تقدير إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 11 حزيران (يونيو) - آخر بيانات متاحة - إلى متوسط 11.2 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى إنتاج شهدته الولايات المتحدة منذ أيار (مايو) من العام الماضي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط