الطاقة- النفط

محللون: معنويات السوق النفطية جيدة .. الطلب يكفي لامتصاص أي معروض إضافي

محللون: معنويات السوق النفطية جيدة .. الطلب يكفي لامتصاص أي معروض إضافي

رصد انتعاش حقيقي في الطلب في أجزاء من آسيا رغم استمرار الوضع الوبائي المتفاقم في بعض الدول.

واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها المتوالية، مدعومة بتعثر المفاوضات حول الملف الإيراني، واستبعاد السوق عودة إمدادات النفط الخام الإضافية من إيران أو أي من الدول المعفاة من قيود الإنتاج، وهو ما قلل المخاوف من تخمة المعروض النفطي، بينما لا يزال الطلب العالمي يحقق مكاسب قوية ومتوالية.
وتلقى الأسعار دعما من تراجع المخزونات النفطية الأمريكية ونشاط حركة السفر والتنقل والطيران في مختلف دول العالم، بعد تخفيف القيود الدولية المرتبطة بجائحة كورونا وتوقعات موسم سياحي صيفي قوي، خاصة موسم القيادة في الولايات المتحدة.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون "إن أسعار النفط تسجل وتيرة سريعة من المكاسب المتلاحقة التي دفعت بها إلى أعلى مستوى في 32 شهرا، ويعود الفضل الأكبر في ذلك إلى الطرح الواسع للقاحات فيروس كورونا وإلى جهود استعادة نمو الطلب في أوروبا والولايات المتحدة، واستبعاد عودة سريعة لإمدادات النفط الخام الإيراني مع بقاء الخلاف بين أطراف عملية التفاوض".
وأوضح المحللون أنه يمكن رصد انتعاش حقيقي في الطلب في أجزاء من آسيا، على الرغم من استمرار الوضع الوبائي المتفاقم في دول مثل تايلاند وماليزيا، لكن المعنويات ما زالت جيدة، حيث تبقى شهية الهند والصين واليابان في استيراد النفط الخام ثابتة، وهناك جهود حثيثة وإن كانت بطيئة نسبيا في السيطرة على أزمة الوباء في المنطقة.
وأكد سيفين شيميل مدير شركة "في جي آندستري" الألمانية أن أسعار النفط الخام حققت ثلاثة أسابيع من المكاسب المتوالية وهي على أعتاب تسجيل أسبوع رابع، وقد أدى ذلك أيضا إلى ارتفاع قوي في العقود الآجلة.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار النفط الخام في الأسابيع الأخيرة يرجع في الأساس إلى ارتفاع استهلاك الوقود مع تنامي حركة المرور على الطرق في الولايات المتحدة وأوروبا، وذلك على أثر زيادة واسعة في عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا، حيث تجاوز عدد المسافرين الجويين الأمريكيين يوميا مليوني مسافر للمرة الأولى منذ بدء أزمة الوباء.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات "إن الطلب العالمي على النفط الخام في تحسن مستمر، وآفاقه مبشرة للغاية في النصف الثاني من العام الجاري"، موضحا أن الطلب مرتفع بالفعل بما يكفي لامتصاص أي معروض إضافي في السوق سواء من "أوبك+" التي تقوم بزيادات تدريجية أو الإنتاج الأمريكي الذي يرجح أن يستجيب لإغراءات الأسعار المرتفعة، وإن كان ملتزما الحذر حتى الآن انتظارا لحدوث توازن مستقر في الأسواق النفطية.
وأشار إلى أن أسعار النفط الخام على الأرجح ستحقق مكاسب أقوى خلال الأسابيع المقبلة بوتيرة نمو تدريجية تستمد زخمها من التطورات الإيجابية في السوق خاصة الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة وإعادة فتح دول أوروبا، مبينا أن مديري الأموال يوسعون رهاناتهم حاليا على خام غرب تكساس الوسيط الذي يعيش أفضل حالاته في نحو ثلاثة أعوام خلال الفترة الراهنة.
من ناحيته، ذكر ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز أن منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية قدمتا رؤية إيجابية للغاية للطلب في المرحلة الراهنة والشهور المقبلة بفعل وجود مؤشرات على قرب تجاوز أزمة الجائحة، مبينا أن العراق وهي ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك تتوقع أن النفط الخام سيتم تداوله في نطاق سعري بين 68 و75 دولارا للبرميل في النصف الثاني.
وذكر أن وضع الطلب الآسيوي ما زال متعثرا ويكافح من أجل التعافي واللحاق بركب الطلبين المزدهرين الأوروبي والأمريكي حيث تتعرض مصافي التكرير في جنوب شرق آسيا لضغوط مستمرة لخفض إنتاجها من المنتجات النفطية بسبب توقعات استرداد الطلب الفاتر على الوقود، مضيفا أنه "على الرغم من تقدم جهود التطعيم في المنطقة من المتوقع أن يتأخر النشاط الاقتصادي بشكل كبير مقارنة بالمناطق الأخرى".
بدورها، قالت نينا إنيجبوجو المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي الدولي "إن زيادة الإمدادات النفطية التدريجية بعد قرار مجموعة "أوبك+" بتخفيف قيود الإنتاج جاءت استجابة لإشارات طلب قوية مدعومة بالتعافي العالمي"، مبينة أن خطط زيادة إنتاج النفط الخام ستمتد حتى تموز (يوليو) المقبل وتضيف مليوني برميل يوميا وربما يستقر اجتماع المنتجين في الشهر المقبل على إضافة زيادات أخرى استجابة لانتعاش الطلب القوي خلال الفترة ما بعد شهر تموز (يوليو) حتى آخر العام الجاري.
ولفتت إلى أن السوق النفطية لم تتعاف بعد بشكل كامل وما زالت بعض المصافي الآسيوية تعاني ضعف الطلب وتطلب أحجاما أقل بسبب ارتفاع أسعار البيع الرسمية ومخاوف استمرار تعثر الطلب المرتبطة بتجدد الجائحة، موضحة أن تأثير عمليات الإغلاق الممتدة قد تستمر في خنق الطلب الآسيوي.
وفيما يخص الأسعار، سجل خام برنت مكاسب للجلسة الرابعة على التوالي، مرتفعا 38 سنتا ما يوازي 0.5 في المائة إلى 73.24 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:51 بتوقيت جرينتش، وكان قد زاد 0.2 في المائة أمس الأول.
وكسب الخام الأمريكي 33 سنتا ما يعادل 0.5 في المائة إلى 71.21 دولار للبرميل بعدما خسر ثلاثة سنتات في الجلسة السابقة، مع تبدد احتمالات عودة إمدادات إضافية للسوق من إيران مع بطء المحادثات بشأن انضمام الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران مجددا.
وبحسب "رويترز"، قال "آي.إن.جي إيكونوميكس" في مذكرة "تتزايد احتمالات ألا نشهد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي قبل انتخابات الرئاسة في إيران هذا الأسبوع".
ويكبح أعضاء آخرون في "أوبك" إلي جانب منتجين كبار مثل روسيا في مجموعة "أوبك+" الإنتاج لدعم الأسعار وسط الجائحة.
وأضافت المذكرة "ستكون ثمة حاجة إلى إمدادات إضافية من "أوبك+" في النصف الثاني من العام في ظل توقعات باستمرار تعافي الطلب".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 71.99 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 71.31 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس "إن سعر السلة التى تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة كسبت أكثر من دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 70.15 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط