Author

التكييف وأثره في الصحة

|
بعض النعم قد تتحول لا قدر الله إلى نقم إذا ما أسيء استخدامها ومن ذلك التكييف سواء في السيارات أو المكاتب أو المنازل والمباني بصفة عامة، فعلى الرغم من أن التكييف أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية سواء أردنا ذلك أم لا، فهو بلا شك يحافظ على نشاط الجسم العقلي والبدني ويحسن ويجدد نوعية الهواء ويمنع التعرق وله دور واضح في تحسين الإنتاجية والأداء الوظيفي، إلا أن كل ذلك يتلاشى إذا ما أسيء استخدام المكيف أو إذا لم تراع ضوابط استخدامه.
تشير الدراسات العلمية إلى عدد من الأضرار الصحية لأجهزة التكييف على أعضاء الجسم وأجهزته المختلفة، فلو نظرنا إلى ما يمكن أن يسببه التكييف من مضار لوجدنا أن له تأثير بالغ خاصة في الجهازين العصبي والتنفسي، وكم حدثت من مآس حين يأتي الإنسان متعبا ومتعرقا ومتعرضا لحرارة شديدة ثم يلقي بنفسه تحت تيار هواء المكيف البارد، ليجد نفسه بعدها غير قادر على النهوض نظرا لما تعرض له جهازه العصبي من اختلال. يحذر الخبراء من الجلوس تحت أجهزة التكييف لفترة طويلة لما يسببه ذلك من أخطار ومضاعفات منها جفاف الجلد والشعور بالإرهاق العام ومشكلات في الجهاز التنفسي وحكة العين وجفافها والإحساس بآلام في الظهر والرقبة وتيبس المفاصل وغير ذلك.
ولذا فإنه من المهم للحد من هذه الآثار الضارة أن تعرض الغرف والصالات المكيفة للتهوية الطبيعية بين الحين والآخر، وأن تتم صيانة المكيفات دوريا من قبل فنيين مختصين، وأن تضبط درجة مناسبة للتبريد كأن تكون في حدود 24 درجة مئوية، كما أنه ينبغي الحذر عند الانتقال بشكل مفاجئ من منطقة باردة إلى أخرى حارة إذ يلزم التدرج في ذلك، كما يجب عدم التعرض للتكييف لمدة طويلة وفي حالة الحاجة لذلك، إما أن يطفأ المكيف لفترة أو أن يخرج الإنسان إلى الخارج ولو لفترة وجيزة حتى يتجنب أي ضرر على جسمه.
صحيح أن التكييف أصبح جزءا من واقعنا، ولكن مثله مثل كل الاكتشافات الحديثة التي يجب ألا تستخدم إلا وفق ضوابط معينة تحقق الاستفادة منها، وتمنع أو تحد من أي أضرار تنتج عن سوء استخدامها، ولذا فنحن لا نقول إن التكييف شر لا بد منه بل نقول إنه خير ينبغي أن نحسن استخدامه.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها