Author

ثلاثة فصول

|
أعلنت وزارة التعليم برنامجها الدراسي للعام المقبل، واستأثرت المدة التي سيكون فيها الطلبة داخل المدارس أو المنصات التعليمية على المداخلات في وسائل التواصل ونقاشات المجتمع. فكرة تقسيم العام الدراسي إلى ثلاثة فصول دراسية موجودة عالميا، وتختلف الدول في عدد الأسابيع الدراسية والإجازات التي تتخلل العام الدراسي.
الواضح أن الوزارة تعمد على نشر بيئة تربوية متنوعة تسهم في إنجاز مخرجات ملائمة لبناء مستقبل واعد. هذا المجهود والبحث، الذي ظهرت نتائجه في المؤتمر الصحافي، يستشرف هدفا ساميا تبنته كل الوزارات السابقة. كل وزارة كان لها محاولات لتطوير التعليم وتحسين المكونات لضمان أفضل المخرجات، دون شك.
ورغم أن مكونات اليوم الدراسي لم تكن موضحة بما يسمح لنا بنقاشها، إلا أن هناك قواعد أساس مهمة لتطوير العملية التربوية بالكامل. التوجه الواضح نحو تنمية شخصية الطالب وضمان تمكنه من أدوات التفكير والتفاعل خلال فترات بناء شخصيته واكتشاف قدراته وبنائها، أهداف أساسية للوزارة، وهذا ما يوجد مجموعة تساؤلات عن البيئة المدرسية التي ستنفذ هذا البرنامج الطموح.
هناك حاجة إلى تجهيزات مادية وفكرية ومنطقية، سواء في المدرسة أو عناصر التأثير الموجودة فيها، وأهمها المعلم. تجهيز عناصر النجاح، أحد أهم أسس الإعداد لتنفيذ أي خطة. لا أشك أن هذه النقطة - بالذات - هي الهم الأكبر لدى مخططي الوزارة ومنفذي استراتيجيتها المقبلة. التغيير صعب، وهناك مقاومة أكيدة لكل جديد، سواء كان مفيدا أم لا، ولتقليل المقاومة لا بد من تكوين تبادل للطاقة SYNERGY بين عناصر الخطة والمستفيدين منها. هنا يكمن مؤثر آخر مهم، وهو الأسرة. بحث الأسر عن الأفضل لأبنائها وبناتها، لا شك فيه كذلك، لكن الالتزام والانضباط المهم الذي ينتج عنه نجاح الاستراتيجية الجديدة بحاجة إلى رقابة وقياس مستمر.
نفذت دول عديدة تعديلات جذرية في أنظمتها التعليمية، وهذا من قبيل التفاعل مع المستجدات التي تسيطر على البيئة ومجالات الحياة المختلفة. يستلزم الحكم على هذه التجارب، التعرف على المخرجات والتغيير الإيجابي أو السلبي الذي نتج عنها. نحن اليوم في مرحلة مبكرة لإصدار أحكام على التجربة المقبلة، وأجزم أن الوزارة والجهات التي أعدت البرنامج الجديد، استفادت من المختصين والخبراء في المجال لتقديم النقد والتعديل الذي نتجت عنه هذه الاستراتيجية بناء على معرفتهم وتجاربهم السابقة.
إنشرها