Author

«أبشر» والطفرة الإلكترونية

|
أذكر أنني احتجت إلى منح ابني تصريح سفر، بعد أن وصل إلى المعبر الحدودي لإحدى الدول الشقيقة، ولم تفلح محاولاتي إلا بعد أن توجهت إلى إدارة جوازات رسمية، ليبعثوا موافقتي على سفره بالفاكس. هل تذكرون الفاكس؟ هذه الكلمة التي لم يعد أحد يتذكرها، وهي غريبة على أطفالنا اليوم. كان الفاكس - حينئذ - ثورة في عالم الاتصالات، لكن أهميته تضاءلت أمام ما يحيط بنا من تطبيقات عجيبة وغريبة سهلت الحياة وأنستنا كثيرا من المعاناة، وأسهمت في مزيد من الشفافية والسرعة وتحسين الخدمة والمساواة بين المستفيدين.
استخدمت "أبشر" بالأمس لمنح ابني - نفسه - تصريح تسلم عاملتي المنزلية وأنا على بعد أكثر من ألف كيلومتر، وفي الأثناء استخدمت تطبيقات ومواقع إلكترونية أخرى للحجز والاشتراك في تأمين صحي دون أن أخطو خطوة واحدة.
الطفرة الإلكترونية الحالية، التي تبشر بطفرات تالية، قد تكون مسهمة في تكوين مجتمعات "خاملة"، لكنها في المجمل تصنع معجزات كل عام، بل إننا نستغرب الكم الهائل من المستجدات التي تباشرنا كل يوم.
يأتي الوضع الجديد ليؤكد أن المملكة ومواطنيها حالة استثنائية في كم الخدمات التي يمكن تنفيذها عن بعد، ولعل كورونا ضاعف من تأثير وسيطرة هذه الخدمات على مجتمعنا. لدرجة استغرابنا كيف أننا حين نسافر إلى دول كنا نظنها "متقدمة" لا نحصل على الكم والنوع نفسه من الخدمات التي حولت المملكة إلى مجتمع رقمي بامتياز.
مساحة المقال لا تسمح بتناول ما حققه التحول إلى العالم الرقمي في المملكة، وللقارئ أن يربط الحديث عن "أبشر" بتطبيقات أخرى، من أشهرها "صحتي واعتمرنا وتوكلنا وعنواني"، وعدد آخر كبير، من ضمنه ما تقدمه البنوك والشركات من خدمات رقمية مهمة.
حققت باقة التطبيقات والخدمات التي تتوافر في المملكة، ومع التنافس الذي يسيطر في سوق الخدمات الإلكترونية لدينا، مراكز متقدمة عالميا. أما "أبشر" - باسمه الذي يرتبط بقيمة ثقافية مهمة لدى المجتمع السعودي، ويحتفل بتجاوز 20 مليون مستخدم - فقد حقق قصب السبق وما يزال يحاول أن يبقى في المقدمة بتقديم مزيد من الخدمات والتوجيهات التي تهم المواطن والمقيم، لدرجة جعلتنا لا نستطيع ممارسة حياتنا بسهولة دون العودة إلى هذا التطبيق المهم، والقادم أجمل - بحول الله.
إنشرها