تربية النحل في عسير .. مهنة عريقة عززتها الأبحاث العلمية
اشتهرت منطقة عسير منذ مئات الأعوام بإنتاج أجود أنواع العسل، اعتمادا على تنوعها المناخي والجغرافي ووجود مئات الأشجار والشجيرات التي يستخلص النحل من رحيق زهورها، العسل ذا القيمة الغذائية العالية.
وتمثل قمم الجبال "سراة عسير" مكانا مميزا لتربية النحل في فصل الصيف، نظرا لهطول الأمطار واعتدال الأجواء بما ينعكس على كثافة الأشجار المزهرة وتنوعها، أما في في فصل الشتاء فينقل مربو النحل في عسير خلاياهم من قمم الجبال إلى السهول التهامية، تحقيقا للتوازن البيئي وحفاظا على النحل من تغير الأجواء، إضافة إلى توفير بيئة مناسبة لإنتاج كميات أكثر من العسل، لتوافر أنواع معينة من الأشجار التي تتميز بها المنطقة مثل، " الطلح "، "الضرم"، "الطباق"، "الشرم"، و"السحاء"، إضافة إلى "السمر"، "السلم"، السدر"، "الضهيان"، و"السيال"، وذلك باختلاف طبيعة هذه الأشجار وبيئتها المتنوعة ما بين الجبل والسهل.
وتحظى مهنة تربية النحل وإنتاج العسل باهتمام حكومي كبير من خلال إطلاق مشاريع عديدة لتأهيل مربي النحل، مثل مشروع "دراسات بناء وتعزيز القدرات الوطنية من خلال تأهيل الشباب السعودي لامتهان حرفة تربية النحل وإنتاج منتجاته"، لنشر وتعزيز ثقافة تربية النحل في المملكة ضمن برامج تنمية القدرات البشرية في رؤية المملكة 2030، وذلك مواكبة لمتطلبات التنمية، واحتياجات سوق العمل.
ولما لتربية النحل وإنتاج العسل من أهمية في التوازن البيئي والاكتفاء الذاتي من منتجات العسل، إضافة إلى تحقيق فرص عمل للشباب السعودي، وتميز منطقة عسير ببيئة خصبة، أنشأت جامعة الملك خالد في عسير وحدة خاصة بأبحاث النحل وإنتاج العسل، تفعيلا لدور الجامعة العلمي في هذا الجانب، حيث مكنت الوحدة عديدا من مربي النحل من الوسائل والطرق العلمية الحديثة التي من شأنها تجويد مهنة تربية النحل وإنتاج العسل.