default Author

الشعب الوزير

|
لا أعتقد أن هناك وطنا ومواطنين مثل السعودية والسعوديين. تزيدهم الصعوبات قوة وتماسكا مع قادتهم في أيام الشدة قبل الرخاء. تجدهم ينصهرون في بعضهم قادة وحكومة وشعبا ليصبحوا رجلا واحدا. الوزراء يتحدثون باسم الشعب، والشعب يمثل الحكومة في المواقف الثابتة، ليس هناك آراء شخصية. إنها مبادئ وقيم تربى عليها السعودي وتوارثها جيلا بعد جيل.
في كل مره تتعرض فيها السعودية لتطاول الجهلة، يقف كل السعوديين حكومة وشعبا صفا واحدا ويدا واحدة كلمتهم سواء، رغم علمهم المسبق أن كل ما قيل ويقال من قبل فئات معينة لن يحرك فينا شعرة، فنحن كمواطنين درع لوطننا، ووطننا درع للأمتين العربية والإسلامية، نحن أول من اكتوى بنار الإرهاب وتلقينا طعنات الغدر الأولى، ورغم ذلك، قضينا على الإرهاب في مهده، وقطعنا ذيوله ليعم السلام والأمن، فكيف يأتي جاهل ويتهمنا بتصديره ويدافع عن صناعه ويغطي الحقائق بغربال النفاق.
أشخاص لم يصلحوا حال بلادهم، وانشغلوا بغيرهم في محاولات يائسة للإساءة، وما علموا أن إساءتهم لم تتعد جنبات منصاتهم.
عندما تشاهد بعض الحوارات والأحاديث المتلفزة أو بعض التغريدات، ستتذكر الماضي ومراتع الطفولة وكيف يحاول كل طفل أن يثأر لنفسه، لأنه لم يستطع مجاراة زميله فيختلق الأكاذيب، نحمد الله على هذا البلد، ونردد عاليا مع الفيصل: ارفع رأسك أنت سعودي.
بخيمة ودلة قهوة وافتراش الأرض، وجه السفير السعودي أعظم رسالة للعالم كله، أن ماضينا أساس حاضرنا، ومبادئنا ثابتة، وقيمنا راسخة في عمق الأرض، يحملنا الحنين دوما للصحراء التي احتضنتنا، لرائحة الخزامى التي لا تعوضها أغلى العطور الباريسية، لرمل تحول إلى واحة خضراء، وبيوت شعر غدت ناطحات سحاب، وبساط غزلته يدان طبع الزمان على ظاهري كفيها أثره، تحول إلى آرائك حيكت من خيوط الحرير، لجبال تسلقناها صغارا وذقنا طعم القمة وتنفسنا هواءها وتركت آثارها في أقدامنا، وعلمتنا أن طريق الصعود مليء بالعقبات، أما النزول فسهل جدا.
كل مواطن في هذا البلد هو وزير وسفير لبلده، يحمل رسالة ويرسم صورة وطنه في عيون الآخرين بالأقوال والأفعال ويحقق المعادلة الصعبة.
إنشرها