default Author

ثمن الكلمات

|
هل للكلمات ثمن؟ وهل الأفعال أغلى سعرا من الكلام؟
من الغريب أننا ظاهريا نبحث عن التقدير الفعلي ممن نحب بالأفعال وليس بالكلمات، ليأتي العلم ويخبرنا بغير ذلك، ويبين لنا التأثير الكبير والثمين للكلمات!
ففي بحث غريب وفريد من نوعه، أجرته منظمة "برين جوسير" البريطانية على ألف شخص، قارن فيه الباحثون بين شعور السعادة التي يحصل عليها هؤلاء الأشخاص من أحداث الحياة المهمة، وبين شعورهم عند فوزهم باليانصيب، واكتشفوا أن سعادتهم بسماعهم كلمة "أنا أحبك" تعادل سعادتهم بالفوز بـ163424 جنيها استرلينيا، أي نحو 900 ألف ريال سعودي. انظر إلى مدى سخائك وكرمك لو قلتها في اليوم أكثر من مرة!
وتبلغ قيمة الذهاب في عطلة 91759 جنيها استرلينيا، أما الضحك بانتظام، وبشكل طبيعي، فوجدوا أن قيمته على مقياس السعادة تعادل فوزك بـ108021 جنيها استرلينيا. انظر إلى مدى ثروتك لو جمعت بين الكلام الطيب والابتسامة ونشرت الفرح، كم من المال والسعادة ستمنح من حولك.
والقراءة وجدوا أن قيمتها تعادل 53663 جنيها استرلينيا، وكونك تعيش في علاقة زوجية مستقرة تساوي 154849 جنيها استرلينيا. وهنا لا بد أن نعرف أن هذه الدراسة حقيقية، وأجريت على بشر حقيقيين، وهذا ما يجعلنا نستغرب من أن مجرد سماع كلمة أحبك طائشة قد لا يعنيها صاحبها أو قالها لغرض وقتي معين، يتجاوز ثمنها العلاقة المستقرة بفرق يبلغ 8.5 ألف جنيه، أي أن العلاقة السعيدة والمستقرة ليست بقيمة الإعلان الرومانسي العشوائي نفسه. لقد توصلوا إلى سر خفي من أسرار الحياة، وهو أن الكلمات تساوي أكثر من الأفعال، رغم قناعتنا الظاهرية بعكس ذلك. هل هو طمع الإنسان ورغبته فيما لا يملك؟ أو هو سحر الكلمات التي تحرك المياه الراكدة وتبعث في النفس الأمل؟ قد تجد في الحياة أشخاصا بإمكانات قليلة ومؤهلات عادية، لكنهم وصلوا في أعمالهم إلى مراكز مرموقة وسعيدين في حياتهم أكثر من غيرهم الذين يملكون مهارات تفوقهم، لكن ليس لديهم لسان عذب يسحر بكلماته من حوله. وقد يصل بالسامع الحال إلى أن يحاول عسف المعاني وتصديق ما سمعه، ليشعر بسعادة يفتقدها في حياته الرتيبة الخالية من الكلمات المعبرة. جميل أن نجمع بين جمال التعبير وصدق المشاعر، لتصبح الحياة أجمل ونقطع الطريق على من يصطادون في ظلمات الحياة.
وأغلى اكتشاف توصلوا إليه أن ثمن الصحة الجيدة تخطى كل هذه الأمور وبلغ 180105 جنيها استرلينيا على مقياس السعادة!
إنشرها