FINANCIAL TIMES

كيف تغرس مبادئ ثقافة الشركة؟ اقتل الأساليب التقليدية

كيف تغرس مبادئ ثقافة الشركة؟ اقتل الأساليب التقليدية

صامويليان - ويرف بعد مقاعد الطائرات يبحث عن تحد أكبر.

قال ريد هوفمان المستثمر الملياردير في سيليكون فالي والمؤسس المشارك لموقع لينكدإن: إن إنشاء شركة يشبه القفز من جرف وتجميع طائرة أثناء هبوطها.
بدأ جان -شارل صامويليان- ويرف صاحب المشاريع الفرنسي بصناعة مقاعد الطائرة. قامت شركته الأولى، Expliseat، بتصميم مقعد طائرات خفيف الوزن باستخدام التيتانيوم ومادة مركبة، ما أدى إلى تحسين كل من الراحة والكفاءة في استخدام الوقود.
وفي الوقت الذي أصبحت فيه Expliseat ناجحة، بدأ صامويليان - ويرف البالغ من العمر 33 عاما، في البحث عن تحد أكبر بعد بضعة أعوام. وجده في مجال الرعاية الصحية التي لطالما كانت واحدة من أصعب الصناعات التي يواجهها أصحاب المشاريع في مجال التكنولوجيا.
بدأت شركة ألان، الشركة الناشئة القائمة في باريس التي يرأسها صامويليان - ويرف الآن، بتقديم التأمين الصحي من خلال أصحاب العمل لكن لديها طموحات أوسع لتصبح مكانا شاملا للصحة والعافية. يوفر تطبيقها الفائق خدمات تراوح من الرعاية الوقائية إلى الدردشة الحية مع الأطباء، وتبادل نصائح الأبوة والأمومة مع الأعضاء الآخرين.
يقول صامويليان - ويرف، "نعتقد أن بإمكان التكنولوجيا تبسيط وإزالة الاحتكاك وزيادة الإنصاف بمرور الوقت". يبلغ عدد أعضاء الشركة الموجودة منذ خمسة أعوام الآن نحو 155 ألف عضو في 9.400 شركة، ما يؤدي إلى زيادة الإيرادات إلى معدل تشغيل سنوي يزيد على 100 مليون يورو.
لكن إضافة إلى بناء التكنولوجيا التي تدعم منتجاتها، كان صامويليان - ويرف وشريكه المؤسس شارل جورينتان -وهو عالم بيانات سابق في "تويتر" و"فيسبوك"- متمهلين بالقدر نفسه في طريقة صياغة مبادئ التنظيم والتشغيل في شركة ألان. صامويليان - ويرف هو أيضا واحد من اثنين من المستشارين لمبادرة Scale Up Europe التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تركز على تحسين تنوع المواهب التكنولوجية ومستقبل العمل.
يقول جان هامر شريك في Index Ventures، إحدى الشركات الأوائل التي استثمرت في شركة ألان، "من اليوم الأول، كان هناك كثير من الخبرة والنضج والتفكير العميق. لم يبنيا شركة ألان يوما بعد يوم فحسب ... بل استثمرا أيضا في كيفية بناء أنفسهما".
بدلا من وضع القواعد أثناء تقدمهما واندفاعهما لتحدي الجاذبية، كما يوحي مبدأ هوفمان عما تفعله عادة الشركات الناشئة في سيليكون فالي، قام صامويليان - ويرف بصياغة كتيب لمبادئ القيادة في الشركة الذي يسعى لتحديد ثقافة شركة ألان.
الكتيب المكون من 75 صفحة -المكتوب في تطبيق تدوين الملاحظات Notion حيث يمكن أن يتطور باستمرار-، المستوحى من تقنيات الإدارة في شركات مثل نتفليكس وسترايب وأمازون، يتم توزيعه على كل مبتدئ جديد في شركة ألان كجزء من عملية إعداده للعمل.
مبادئه الخمسة للقيادة تتضمن مواضيع رئيسة في سيليكون فالي مثل وضع الأعضاء أولا والطموح الذي لا يعرف الخوف، لكن يتضمن أيضا بعض المفاهيم غير العادية مثل الملكية الموزعة والشفافية المتطرفة.
القواعد مثل التوثيق الشامل لكل قرار وتشجيع الاتصال غير المتزامن تراها مجموعة متنامية في صناعة التكنولوجيا كطريقة لإدارة مكان العمل ما بعد الوباء، حيث كثير من فرق العمل موزعة ولن يكون هناك سوى أقلية من الموظفين في المكتب معا في أي وقت واحد.
هناك نصيحة واحدة بشأن التعامل مع مشكلة - أو أفعى مميتة -مقتبسة من جيم باركسديل، الرئيس التنفيذي السابق لشركة المتصفح الرائدة Netscape: "لا تشكل فريقا، لا تعقد اجتماعا معا ... فقط اقتل الأفعى". ثم يضيف: "جميع الفرص تبدأ وهي تشبه الأفاعي".
تم تقريبا حظر الاجتماعات في شركة ألان، بسبب عدم الكفاءة والافتقار إلى الشفافية. بدلا من ذلك، يتم حث العاملين في شركة ألان على كتابة كل شيء باستخدام أدوات مثل تطبيق Notion وتطبيق الرسائل سلاك وأداة إدارة الرموز GitHub.
ويتضمن هذا أيضا قاعدة بيانات مركزية لأجور وخيارات الأسهم لكل موظف، يمكن الوصول إليها من قبل الجميع. يقول صامويليان - ويرف، مشيرا إلى مؤسسي شركة إنتل باعتبارهم مصدر الإلهام لهذه السياسة، "في شركتي الأولى، لم نكن نتحلى بالشفافية الفائقة ولم أشعر بالراحة على المستوى الشخصي".
"عند إنشاء شركة ألان، أردنا أن نكون مسؤولين عن كل قرار نتخذه في الشركة، وشعرنا أن الراتب والأسهم ينبغي أن يكونا جزءا من ذلك ... إذا لم أكن مرتاحا بشرح قرار بشأن الأجر، فهذا لأنه غير عادل، وإن لم يكن عادلا، فلا ينبغي أن أقوم بذلك".
تم اختبار هذه المبادئ قبل عام عندما اتصل رئيس قسم التمويل والشركات والامتثال التنظيمي آنذاك في شركة ألان بصامويليان - ويرف ليقول إنه كان يشعر بالإرهاق، واقترح تعيين شخص جديد في منصب كبير الإداريين الماليين. يتذكر صامويليان - ويرف، "عرف أنه كان يحاول القيام بعدة مهام في وقت واحد، وهو أمر مرتبط أيضا بمبدئنا للتركيز على مشكلة كبيرة واحدة في كل مرة".
لم يكن التوقيت مثاليا لإجراء تغيير في فريق القيادة العليا. كانت الموجة الأولى من فيروس كورونا تتصاعد، لذلك كانت الشركة تحاول إضافة ميزات جديدة ذات صلة إلى تطبيقها، وكانت زوجة شريك صامويليان - ويرف قد أنجبت للتو طفلهما الأول.
بفضل القواعد التي وضعتها شركة ألان بالأصل، يقول صامويليان - ويرف إن إدارة المغادرة من المكتب كانت مباشرة تماما. تم نقل تحديثات التطبيق بما في ذلك التحقق من أعراض كوفيد والدردشة عبر الفيديو خلال أقل من أسبوع. "الملكية الموزعة تعني أنك تثق بالفريق لاتخاذ القرارات الصحيحة عندما يكون لديه السياق الصحيح ... لقد مكنت الفريق من اتخاذ القرارات بسرعة كبيرة".
بعد ذلك كان صامويليان - ويرف وفريقه قادرين على الجلوس معا ومعرفة من يريدون أن يتولى منصب كبير الإداريين الماليين التالي. قام بالتحقق من أرشيفات أداة GitHub الخاصة بالشركة، حيث نظر عبر تسعة آلاف قرار، للحصول على توجيه. التقى صامويليان - ويرف بكبار الإداريين الماليين الحاليين والسابقين في سبوتيفاي ونتفليكس وأيدين وجوجل للحصول على المشورة. يقول "استخدمنا الكلام العادي لتحديد نوع الشخص الذي أردناه في بضع جمل: شخص يتمتع ببصيرة ورؤية لمساعدة مؤشرات الأداء الرئيسة المالية لتصبح أكثر فائدة لبقية المنظمة ... أردنا أن يتمتع الشخص بمهارات تحليلية عميقة وأن يكون متفائلا".
بعد بحث واسع عن مرشحين والتوصيات من كبار الإداريين الماليين الآخرين في مجال التكنولوجيا، تم إرسال قائمة من الأسئلة إلى المرشح الرئيس لمعرفة طريقة استجابته باستخدام الكلمات المكتوبة، ثم تمت دعوته ليوم عمل واحد مع الفريق عبر مكالمة فيديو جماعية على مشروع محاكاة.
يقول صامويليان - ويرف: "هذا يسمح لنا برؤيتهم وهم يعملون على الهواء مباشرة ويسمح لهم باكتشاف ثقافتنا من الداخل. إنها خطوة كبيرة حقا عندما تنضم إلى شركة جديدة، ولا سيما الشركة التي لديها رأي محدد مثلنا في الثقافة." ينجح نحو 60 في المائة فقط من المرشحين في اجتياز يوم الاختبار.
في فبراير، عينت "آلان" في منصب المدير المالي سيرجي جالبيرين الذي أمضى 15 عاما في جيه بي مورجان تشيس، وقاد أخيرا فريق التكنولوجيا المالية الأوروبي. كانت مهمته الأولى هي جمع أكبر جولة تمويل للشركة حتى الآن.
يقول صامويليان - ويرف: "عندما يكون لدينا أعضاء جدد في فرقنا، فإنهم يفاجأون بمستوى الثقة والقوة التي نمنحها لهم منذ اليوم الأول. تنظيم جمع المال يجبرك على التعمق في العمل".
غاص جالبيرين في أرشيفات "آلان" الواسعة. إدماج الموظفين في الشركة يسعى إلى تقليل الحمل الزائد المحتمل للمعلومات، من خلال توفير إرشادات حول مكان البحث عن تفاصيل معينة، وكيفية إدارة الإشعارات وإنشاء قائمة مهام. يحافظ صامويليان - ويرف نفسه على جهاز آيفون الخاص به في وضع التدرج الرمادي الذي يعمل على تقليل الإلهاء لنصف الوقت تقريبا، ويقوم بإيقاف تشغيل الإشعارات المستمرة التي يشعر كثير من الرؤساء التنفيذيين أنهم بحاجة إليها، حتى يستجيبوا لموظفيهم.
ويشرح قائلا: "إذا احتاج الناس مني لاتخاذ قرار خلال دقيقة، فإن شركتي سيئة التنظيم".
في أبريل، أنهت شركة آلان جولة جديدة من التمويل بقيمة 185 مليون يورو، مقدرة الشركة بـ 1.4 مليار يورو، ومكملا الرحلة التي بدأت قبل عام. حتى الآن لم يلتق صامويليان - ويرف شخصيا مع جالبيرين يلتقيان شخصيا. يقول: "شعرت بأن الأمر طبيعي لأنه يتماشى إلى حد كبير مع من نحن؟ وكيف نعمل؟".
رغم كل الاعتبار الذي دخل في الطريقة التي تدار بها "آلان"، يعترف صامويليان - ويرف بأنه لم ينجح تماما في تجنب الفوضى المعروفة لشركة ناشئة: "كشركة سريعة النمو، فهي ليست هادئة أبدا".

ثلاثة أسئلة إلى جان شارل صامويليان - ويرف

- من بطل قيادتك؟
أعتقد أنه مزيج من هوس الأعضاء على المدى الطويل لجيف بيزوس مؤسس "أمازون" مع نهج المساواة والشفافية لروبرت نويس.

إذا لم تكن رئيسا تنفيذيا / قائدا، فماذا ستكون؟
أرغب في أن أكون مصورا فوتوغرافيا، لأنه يمزج بين إبداء الرأي حول العالم والإبداع وإتقان الجانب الفني لإطلاق العنان للإبداع.

ما أول درس في القيادة تعلمته؟
كل شخص لديه وجهة نظر مختلفة عن الموقف نفسه. يجب أن تدرك ما حدود واقعك، وما واقع الآخرين، إذا كنت تريد إيجاد حلول.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES