الطاقة- النفط

المضاربات تبقي أسعار «برنت» دون 70 دولارا للبرميل

المضاربات تبقي أسعار «برنت» دون 70 دولارا للبرميل

المضاربات تبقي أسعار «برنت» دون 70 دولارا للبرميل

ارتفعت أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، لكنها سجلت أول خسارة أسبوعية في ثلاثة أسابيع بنحو 3 في المائة بتأثير من الإصابات المرتفعة بوباء كورونا في الهند، إضافة إلى استئناف عمل خط الأنابيب الأمريكي "كولونيال" بعد توقف قصير تسبب في إشعال الأسعار نتيجة المخاوف من عدم استقرار الإمدادات.
ولا تزال آفاق الطلب على الخام إيجابية بالنسبة إلى النصف الثاني من العام، رغم الضغوط التي تواجه الطلب العالمي المتعافي في الولايات المتحدة بسبب الأزمة في الهند وهي ثالث أكبر اقتصاد مستهلك للطاقة في العالم، إضافة إلى المخاوف من احتمال انتشار السلالة الهندية من الوباء في دول العالم الأخرى.
ويواصل منتجو "أوبك+" ضخ الزيادات التدريجية في الإمدادات التي بدأت منذ مطلع الشهر الجاري ويستعدون لاجتماع شهري جديد مطلع الشهر المقبل لتقييم وضع الطلب ومدى ملاءمة الإمدادات النفطية الحالية لاحتياجات السوق، بينما تحدث زيادات من الدول المعفاة، إضافة إلى تقارير دولية رصدت بعض الزيادات في الإنتاج الروسي من النفط الخام في نيسان (أبريل) الماضي.
وفي هذا الإطار، نقلت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية عن تحليلات صادرة عن "كومرتس بنك" تؤكد أن بقاء خام برنت دون مستوى 70 دولارا للبرميل يعود إلى نشاط المضاربة وعمليات البيع الواسعة في السوق خاصة أن تشغيل خط الأنابيب الأمريكي يعيد تكثيف ضخ إمداداته مرة أخرى في الولايات المتحدة، وأن تأثير الهجوم الأخير على أسعار النفط الخام يتجه بالفعل إلى التضاؤل.
وأشار تقرير حديث للوكالة إلى تأثير أزمة وباء كورونا المتفاقمة في الهند في استهلاك الطاقة في البلاد، حيث لا تزال تضيف حالة من عدم اليقين إلى مسار تعافي الطلب العالمي، منوها بقيام شركة "باهارات بتروليوم" الهندية وهي ثاني أكبر شركة تديرها الدولة بتخفيض عمليات التشغيل المجمعة في مصفاتيها في كوتشي ومومباي إلى نحو 80 في المائة، -90 في المائة، لمواجهة انخفاض طلب التجزئة على المنتجات النفطية في جنوب الهند بسبب استمرار انتشار جائحة كورونا.
وأوضح أن أزمة الهند لم تحل دون ارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام بنسبة 2.5 في المائة، لتعويض كثير من خسائر الجلسة السابقة وسط ضعف الدولار الأمريكي وتوقعات الطلب المتفائلة في الولايات المتحدة وأوروبا، مشيرا إلى أن ضعف الدولار يجيء بعدما أظهرت بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي الصادرة الجمعة أن مبيعات التجزئة الأمريكية كانت ثابتة بشكل غير متوقع في نيسان (أبريل) الماضي وهي أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 0.8 في المائة، وانخفاضا حادا من ارتفاع بنسبة 10.7 في المائة، في مارس الماضي.
وأضاف التقرير أنه مع ذلك قد تكون بيانات المبيعات الباهتة قد خففت مخاوف السوق بشأن التضخم في الولايات المتحدة، الذي أظهرت بيانات وزارة العمل ارتفاعا غير متوقع فيه في أبريل الماضي، مشيرا إلى أن ارتفاع التضخم قد يؤدي إلى إجبار مجلس الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة، وهي خطوة من شأنها أن تضيق سيولة السوق ومن المرجح أن تضيف رياحا معاكسة للطلب.
ولفت إلى أن التوقعات الصعودية الجديدة للطلب القوي على الطاقة في الصيف تضيف بالفعل مزيدا من الدعم لصعود أسعار النفط الخام وكل موارد الطاقة الأخرى، مشيرا إلى أن إعادة فتح التجارة في الولايات الممتدة سيجعل موسم الصيف عاديا في أكبر اقتصاد في العالم خاصة بعدما ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل لا يحتاجون إلى ارتداء أقنعة الوجه في الداخل أو في الهواء الطلق في معظم الأماكن.
وأشار التقرير إلى قيام إدارة معلومات الطاقة الأمريكية برفع توقعاتها للطلب على البنزين في الولايات المتحدة بمقدار مائة ألف برميل يوميا إلى 8.7 مليون برميل يوميا لعام 2021 مستشهدة بالارتفاع الأخير في نشاط القيادة وتحسن التوقعات الاقتصادية، لافتا إلى أن ارتفاع أسعار النفط يواجه بالفعل ضغوطا عكسية من تخفيف قيود العرض على الساحل الشرقي للولايات المتحدة والمخاوف بشأن تعافي الطلب العالمي على النفط، مشيرا إلى أن شركة "كولونيال بايبلاين" استأنفت تسليم النفط الخام بعد الهجوم الإلكتروني في 7 مايو الجاري.
وأكد قرب عودة الإمدادات إلى طبيعتها مع إعادة تشغيل نظام خطوط الأنابيب بالكامل وتسليم المنتجات في جميع الأسواق بالشكل الطبيعي المعتاد، ولا سيما أن خط الأنابيب الأمريكي هو الشريان الرئيس للبنزين والمنتجات المكررة حيث يوفر 2.5 مليون برميل يوميا أو 45 في المائة من إمدادات الولايات المتحدة الأمريكية من الديزل والبنزين ووقود الطائرات.
من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أن انتعاش أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي جاء بفعل تلاشي مخاوف التضخم واستنزاف وفرة العرض العالمي بشكل بطيء، وذلك على الرغم من أن وكالة الطاقة الدولية قامت بتعديل توقعاتها للطلب بالخفض.
وأشار التقرير إلى أن إعادة تشغيل خط الأنابيب الأمريكي "كولونيال" أعادت تدفقات المنتجات من الأربعاء الماضي وذلك على الرغم من أن النقص المحلي سيستغرق وقتا للتخفيف من تداعياته، ناقلا عن محللين دوليين تأكيدهم أن النفط ينجذب إلى سيناريو الخوف من التضخم حيث يميل التضخم إلى رفع أسعار النفط الخام، لكن المخاوف بشأن ضعف النمو يمكن أن تدفع أسعار السلع إلى الأسفل، وبالمثل فإن توقعات زيادة أسعار الفائدة يمكن أن تقوض ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن النفط بشكل عام يستعيد قوته.
ولفت إلى تأكيد وكالة الطاقة الدولية أنه جار تقليص التخمة في المعروض، وتم تعديل الطلب قليلا إلى الأسفل، مشيرة إلى أن تخمة المعروض النفطي العالمي التي نتجت عن الوباء اختفت بسبب الانخفاض الحاد في المعروض بمساعدة تخفيضات إنتاج "أوبك+" التي نجحت في استنزاف فائض المخزونات، مضيفا أن "الوكالة خفضت توقعاتها للطلب على النفط لعام 2021 بمقدار 270 ألف برميل يوميا بسبب انخفاض مستويات الاستهلاك في أوروبا وأمريكا في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والهند".
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تقدمت أسعار النفط الجمعة ماحية بعض الخسائر الحادة التي تكبدتها في الجلسة السابقة، إذ ارتفعت أسواق الأسهم، لكن المكاسب حد منها وضع فيروس كورونا في الهند المستهلك الكبير للخام واستئناف عمل خط أنابيب في الولايات المتحدة.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتا بما يعادل 1 في المائة، إلى 67.71 دولار للبرميل وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63 سنتا أو 1 في المائة، إلى 64.45 دولار للبرميل، ونزلت أسعار كلا الخامين 3 في المائة الخميس وسجلت أسعار النفط الخام أول خسارة أسبوعية في ثلاثة أسابيع.
وتتعرض أسعار النفط لضغوط هذا الأسبوع بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند، فضلا عن المخاوف من أن السلالة شديدة العدوى التي اكتشفت لأول مرة هناك تنتشر في دول أخرى.
من جانب آخر، ذكرت شركة بيكر هيوز البارحة الأولى، أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار خمس منصات هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 453 بينما في الأسبوع السابق زاد عدد منصات النفط والغاز الأمريكية بمقدار ثماني منصات.
وأوضح تقرير الشركة الأسبوعي أن العدد الإجمالي لمنصات حفر النفط والغاز النشطة في الولايات المتحدة يبلغ الآن 114 أكثر من هذا الوقت من العام الماضي. وأشار إلى ارتفاع عدد منصات الحفر بمقدار ثماني منصات هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 352 هذا الأسبوع، بينما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار ثلاث إلى مائة، وبقي عدد الحفارات المتنوعة كما هو.
وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 7 مايو - آخر بيانات متاحة - إلى زيادة هذا الأسبوع بمتوسط 11 مليون برميل يوميا.
وتقدر إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط سيصل إلى 11.04 مليون برميل يوميا هذا العام بعد انخفاضه من ذروة الإنتاج البالغة 13.1 مليون برميل يوميا في فبراير 2020 قبل أن يسحق الوباء الطلب على النفط.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط