الطاقة- النفط

أسعار النفط تمحو خسائرها الحادة .. آفاق إيجابية للطلب العالمي في النصف الثاني

أسعار النفط تمحو خسائرها الحادة .. آفاق إيجابية للطلب العالمي في النصف الثاني

تأخر برنت المتكرر في تجاوز 70 دولارا أثار عمليات بيع من جانب المشاركين في سوق المضاربة.

تقدمت أسعار النفط أمس، ماحية بعض الخسائر الحادة التي تكبدتها في الجلسة السابقة، إذ ارتفعت أسواق الأسهم، لكن المكاسب حد منها وضع فيروس كورونا في الهند، المستهلك الكبير للخام، واستئناف عمل خط أنابيب في الولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 0957 بتوقيت جرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتا بما يعادل 1 في المائة إلى 67.71 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 63 سنتا أو 1 في المائة إلى 64.45 دولار للبرميل. ووفقا لـ"رويترز"، نزلت أسعار كلا الخامين 3 في المائة، أمس الأول، وتتجه إلى تسجيل أول خسارة أسبوعية في ثلاثة أسابيع.
وارتفعت الأسهم العالمية وانخفض الدولار أمس بعد أن قال مسؤولون في مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي "إنه لن يكون هناك تحرك وشيك نحو تشديد السياسة النقدية في أكبر اقتصاد في العالم".
وتتعرض أسعار النفط لضغوط هذا الأسبوع بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في الهند، فضلا عن المخاوف من أن السلالة شديدة العدوى التي اكتشفت لأول مرة هناك تنتشر إلى دول أخرى.
وسجلت الهند أمس 343 ألفا و144 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في آخر 24 ساعة، ما يرفع إجمالي عدد الإصابات لديها إلى تجاوز عتبة 24 مليونا، في حين ارتفع عدد الوفيات بكوفيد - 19 إلى أربعة آلاف.
وقال "كومرتس بنك"، "من المرجح أن يكون إخفاق "برنت" المتكرر في تجاوز 70 دولارا قد أثار عمليات بيع من جانب المشاركين في سوق المضاربة، خاصة أن عمل خط أنابيب كولونيال يتسارع مرة أخرى في الولايات المتحدة".
وفي الولايات المتحدة، طمأن الرئيس جو بايدن سائقي السيارات بأن إمدادات الوقود ستبدأ في العودة إلى طبيعتها بنهاية هذا الأسبوع، حتى مع نفاد البنزين من مزيد من محطات الوقود في جنوب شرق البلاد بعد أسبوع تقريبا من هجوم إلكتروني على خط أنابيب الوقود الرئيس في البلاد. وقالت "كولونيال بايبلاين" في وقت لاحق من الخميس "إنها استأنفت عمل منظومتها لخطوط الأنابيب بالكامل، وإنها بدأت عمليات التسليم في جميع أسواقها".
وأوضحت المجموعة أن استئناف العمليات بدأ، لكن عودة الشبكة إلى وضعها الطبيعي ستستغرق عدة أيام. وتنقل شبكة أنابيب النفط 45 في المائة من البنزين والديزل والكيروسين الأمريكي من مصافي خليج المكسيك إلى الساحل الشرقي الأمريكي.
وبينما أعلنت ولايات عدة تمتد من فلوريدا إلى فيرجينيا، حالة طوارئ، ما زاد من حالة الذعر بين سائقي السيارات ومن مخاطر حدوث نقص، أعلن مجلس النواب الأمريكي، الأربعاء، أنه رفع القيود التي فرضها قانون يسمى قانون جونز لتسوية الصعوبات الحالية.
وكانت "كولونيال كابيتال" ضحية لاختراق إلكتروني، الأسبوع الماضي، أجبرها على إغلاق نظامها، وقالت الشرطة الفيدرالية الأمريكية "إن هذا الهجوم الإلكتروني، الذي استخدم برنامج فدية "رانسوموير"، نفذته مجموعة "داركسايد" الإجرامية".
ووقع الرئيس جو بايدن، أمرا تنفيذيا لتحسين أمن الإنترنت في الولايات المتحدة، الأربعاء، بعد هجومين إلكترونيين كبيرين آخرين، هز أحدهما الحكومة الأمريكية وأمن الشركات الكبرى بعدما ضرب برنامج شركة "سولارويندز" المتمركزة في تكساس في كانون الأول (ديسمبر)، بينما حمل البيت الأبيض روسيا مسؤولية الهجمات.
بدوره، قال إدوارد مويا كبير محللي الأسواق لدى "أواندا"، "دورة الصعود الهائلة لهذه السلعة الأساسية وصلت إلى نقطة توقف قوية، وسوق الطاقة لا تعرف ما الذي يجب فعله في ظل ثبات "وول ستريت" على خلفية التضخم والتسطح البطيء للمنحنى في الهند، التي تعد ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم".
وأضاف "آفاق الطلب على الخام لا تزال إيجابية بالنسبة إلى النصف الثاني من العام، وسيحول ذلك دون حدوث أي هبوط كبير لأسعار النفط".
ويبدو مسار أسعار الخام صعوديا، لكن إلى حين تحسن الوضع في الهند، ربما يعاني غرب تكساس الوسيط لاجتياز مرتفعات أوائل آذار (مارس).
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري، الأربعاء "إن الطلب على النفط يتجاوز المعروض بالفعل، وإنها تتوقع أن تزداد الفجوة بشكل أكبر حتى إذا رفعت إيران الصادرات".
وفي اليوم السابق، تمسكت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بتوقعاتها لعودة قوية للطلب العالمي على النفط في 2021، مع طغيان أثر النمو في الصين والولايات المتحدة على تأثير أزمة فيروس كورونا في الهند. لكن القلق العالمي يتزايد بشأن الوضع في الهند، ثاني أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، حيث تجتاح سلالة من فيروس كورونا المناطق الريفية في أقسى 24 ساعة منذ بدء الجائحة.
وكانت قد توقعت بيانات أمريكية انخفاض مخزونات البنزين في الشمال الشرقي إلى أدنى مستوياتها في خمسة أعوام في الأسبوع الجاري، بينما من المتوقع أن ترتفع مخزونات البنزين في شمال شرق الولايات المتحدة، حيث بدأت المنتجات شق طريقها عبر خط الأنابيب مرة أخرى - بحسب تقييمات وكالة "بلاتس".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط