Author

أهمية العمل التطوعي

|
لا شك أن التطوع يلعب دورا كبيرا في حياة الأمم والشعوب، وأنه مظهر من مظاهر التكافل الاجتماعي، حيث يلاحظ أن المتطوع يسخر نفسه وجهده طواعية دون إكراه لمساعدة الآخرين ومد يد العون لهم. وقد حث الدين الحنيف على ذلك، يقول الحق سبحانه، "فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا..." الآية. وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال، "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا..." الحديث. إن التطوع ينقل الإنسان من مرحلة الذات إلى مرحلة المجتمع، من خلال التطوع يزداد التكاتف بين أفراد المجتمع ويعزز التنافس المحمود بين الناس على اختلاف أعمارهم أو طبقاتهم. وأيا كان التطوع المبذول أي سواء أكان بدنيا أم ماليا أم فكريا فمحصلته واحدة، وكذلك إن كان من خلال جهد فردي أو من خلال مؤسسة أو جمعية، فهو ركيزة من ركائز تماسك المجتمعات ورفاهيتها. مجالات العمل التطوعي أكثر من أن تحصى، ويفضل أن يقوم الإنسان بالتطوع في المجال الذي يتقنه أكثر من غيره، فالطبيب مثلا يمكنه التطوع من خلال معالجة المرضى المعوزين مجانا، والأمر نفسه ينسحب على كثير من أصحاب الاختصاص. ويلاحظ أخيرا انتشار ظاهرة حسنة يمكن أن نسميها بالتطوع الإلكتروني، حيث يقوم من يملك القدرة بالتطوع من خلال تقديم خدمات حاسوبية مثل تسجيل المصحف والكتب إلكترونيا للمكفوفين ونحو ذلك. ومما يلفت النظر أن للتطوع آثارا إيجابية واضحة في المتطوع نفسه من أهمها زيادة ثقة المتطوع بنفسه، وأنه أسهم في القضاء على أي فراغ في حياته مع ما ينتج عنه من اكتساب مهارات جديدة وتحسن واضح في المزاج والحالة الصحية عموما. وصدق الشاعر حين قال:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
ولذا نجد أن خبراء الصحة النفسية والتنمية البشرية ينصحون بالتطوع لما له من تأثير مباشر في الحد من الأمراض العصرية كالاكتئاب والشعور بالوحدة. ولأنه يضفي المتعة على الحياة بأسلوب لا يدركه إلا المتطوعون، شريطة أن يكون التطوع خالصا لله بعيدا عن المباهاة والمفاخرة.
إنشرها