لكل شعب وأمة عادات وتقاليد في أنواع الأكل وطرق تناوله فمنهم من يأكل بيده ومنهم من يفضل الأكل بأدوات الطعام من شوك وملاعق وسكاكين وأعواد.

ونحن في ثقافتنا تعودنا على الأكل باليد إلى أن أصبحت شيئا مستهجنا مع مرور الوقت، حتى ألوان الأطباق المستخدمة ونوعها، هل هو خزف أم زجاج أم كريستال يفرق لدى بعض الناس، فتجد مثلا أشخاصا يستمتعون بشرب الشاي في أكواب زجاجية وبحجم معين ولا يستسيغونه في أكواب بورسلان إنجليزية فاخرة.

وأثبتت الدراسات العلمية صدق شعورهم، في دراسة صدرت عن معهد ستيفنز للتقنية وجدت أن مذاق القهوة يصبح أقوى عندما نحتسيها من فنجان أبيض بدلا من كأس شفاف، وطعم القشدة بنكهة الفراولة يصبح أحلى 10 في المائة عند تقديمها في طبق أبيض بدلا من أسود.

لتأتي الباحثة أدريانا مادزاروف، وهي باحثة تسويقية متخصصة في أحاسيس المستهلكين وأستاذة مساعدة في المعهد نفسه، لتثبت أن لمس الطعام مباشرة باليدين يمنح إحساسا مختلفا فيصبح الطعام أشهى وأطيب وأكثر إشباعا بعد عدة تجارب أجرتها على عدد كبير من الطلبة الجامعيين تقول أدريانا، "تشير نتائج دراساتنا إلى أنه بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتحكمون بانتظام في استهلاكهم للطعام، فإن اللمس المباشر يؤدي إلى استجابة حسية أقوى، ما يجعل الطعام مرغوبا وجذابا أكثر".

فضلا عن الاكتشافات العلمية السابقة التي تثبت أن تناول الطعام باليدين أكثر نظافة وصحة من الأكل بالشوكة والسكين، حيث وجدوا أن النهايات العصبية على أطراف أصابعنا تحفز الهضم. كما أن وجود البكتيريا النافعة على اليدين التي لا تزول بغسلهما تساعد على عملية الهضم وتحارب البكتيريا الضارة، لذا صنفت دراسات علمية حديثة الأكل باليدين ضمن العادات الصحية المفيدة للجسم. ولعل ما أصابنا من أمراض متعلقة بطريقة وكمية ونوع الأكل لبعدنا عن هدي نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الأكل والشرب، فقد وضح لنا أدق التفاصيل في تناول الطعام من غسل اليدين قبل الأكل والتسمية وطريقة الجلوس وكيفية تناول الطعام وكميته وعدم إبقاء طعام في الأطباق إلى الوصول للعق الأصابع للحصول على بركة الطعام، التي قد يكون زوالها سبب ما نعانيه من أمراض في الجهاز الهضمي، كما حذر من عواقب عدم غسل اليدين بعد الطعام، تلك اليدان اللتان تمثلان صورة من صور الإعجاز في الخلق يقول نيوتن، "في غياب أي دليل آخر فإن الإبهام وحده يقنعني بوجود الله" تبارك الله وتنزه في علاه.