Author

السياحة الفضائية على الأبواب

|
منذ أعوام ليست بعيدة كان السفر بالطائرة شيئا غريبا ومثيرا لدى الكثيرين. والآن بدأت وسائل الإعلام تتحدث عن سياحة الفضاء، وبعض الناس يتقبلون فكرة سياحة الفضاء. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن الكثيرين لا يزالون ينظرون إلى الوصول إلى الفضاء والكواكب والنجوم، بأنه حلم بعيد المنال. لكن أحد رجال الأعمال الأثرياء حقق هدفه في 2001 من خلال الوصول إلى محطة الفضاء الدولية؛ كأول سائح مقابل نحو 20 مليون دولار، وسار على خطاه نفر قليل من الأثرياء، وسيشهد المستقبل إقبالا أكبر وتدفقا أكثر نحو سياحة الفضاء.
وكانت "ناسا" في البداية مترددة في فتح باب سياحة الفضاء، لكن روسيا التي تفتقر إلى المال، بادرت بفتح الباب، وستتبعها شركات الفضاء الخاصة في تنظيم رحلات سياحية وفضائية لعامة الناس من الأثرياء الذين يبحثون عن الشهرة والمغامرة. ومع تنظيم البنية التحتية من أنظمة التأمين وإجراءات السلامة والصحة وتوافر جهات الاعتماد والتصديق على الإجراءات، إضافة إلى تطور التقنيات وانخفاض أسعارها نتيجة التطور التقني السريع في مجال الاتصالات والذكاء الاصطناعي، علاوة على المنافسة بين الشركات الخاصة، فمن المتوقع أن يتمكن كثير من الناس من غير الأثرياء من تجربة رحلات الفضاء في المستقبل.
وللدلالة على الجدية والإقبال على سياحة الفضاء، فقد أُسست شركات عديدة في هذا المجال الحيوي، ومنها Virgin Galactic التي أسسها رجل أعمال بريطاني، و SpaceX التابعة لشركة السيارات الكهربائية "تسلا"، و Blue Origin شركة خاصة تابعة لبيزوس الرئيس التنفيذي لـ "أمازون"، وSpace Perspective شركة خاصة أخرى جديدة. وستقوم شركة Axiom Space ذات الصلة بوكالة الفضاء الأمريكية بمهام تدريب رواد الفضاء للرحلات السياحية الخاصة، ومن المتوقع إطلاق مركبة خاصة بوساطة شركة SpaceX كأول رحلة سياحية فضائية خلال هذا العام. وعلاوة على ذلك، تخطط شركات أخرى لإنشاء محطة فضائية خاصة تستقبل الرحلات السياحية، يواكب ذلك إعلان إحدى الشركات خطتها لإنشاء فندق في الفضاء يستوعب مئات المسافرين.
ولا شك أن السياحة الفضائية ستصبح واقعا خلال الشهور المقبلة، إذ يبدو أن SpaceX تخطط لرحلتين، إحداهما خلال الربع الأخير من هذا العام والأخرى خلال 2022. وبدأت شركة Blue Origin المزايدة على تذاكر السفر على متن صاروخ نيوشيبرد NewShepard، التي أعلنت أنها ستتبرع بالأموال التي ستجمعها لدعم مبادرات تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وعلى الرغم من هذه الاستعدادات وابتهاج المغامرين، فإن التكاليف لا تزال مرتفعة جدا، لأن الصاروخ الذي يحمل المركبة يتطلب أن يحرق كثيرا من الوقود للانطلاق بسرعة مناسبة للدخول إلى مدار الأرض، ولكن سيكتفى في البداية بالوصول إلى حافة الفضاء مراعاة للسلامة والتكلفة في آن واحد، لتراوح التذكرة ما بين 200 و 250 ألف دولار. ولا أعتقد أن طموح الإنسان سيقف عند هذا الحد؛ بل سيمتد إلى رحلات سياحية إلى القمر والمريخ وغيرهما، خاصة مع انخفاض التكاليف لتكون في متناول كثير من الناس، فليس هناك حدود للتطور التقني وكذا طموحات الإنسان!
إنشرها