FINANCIAL TIMES

شركات أمريكا المالية .. حصة متناقصة للسود في المناصب العليا

شركات أمريكا المالية .. حصة متناقصة للسود في المناصب العليا

يشغل الموظفون السود الآن 18.9% من الوظائف الصغيرة في القطاع المالي.

احتل الموظفون السود حصة أقل من وظائف الخدمات المالية العليا في الولايات المتحدة في 2018 مقارنة بما كانت عليه الحال قبل عقد من الزمن، وفقا لبحث جديد أجرته فاينانشيال تايمز، ما يؤكد أوجه القصور في جهود وول ستريت طويلة الأجل لتحسين التنوع العرقي.
حللت فاينانشيال تايمز أحدث بيانات متوافرة ـ تم إخفاء هوية أصحابها ـ حول التركيبات السكانية لـ3.6 مليون موظف في 13 ألف شركة في مجال الخدمات المالية في الولايات المتحدة من 2007 حتى 2018. طلب من جميع الشركات التي تضم أكثر من 100 موظف تقديم المعلومات المقدمة إلى لجنة فرص التوظيف المتكافئة منذ 2007.
يمثل الموظفون السود 13 في المائة من جميع الموظفين الماليين وهم أكبر أقلية عرقية في القطاع. لكن في الوظائف العليا، وجد البحث أنهم المجموعة السكانية الوحيدة التي استمرت حصتها في الانخفاض منذ 2007 حتى 2018.
يأتي الانخفاض - من 2.87 في المائة إلى 2.62 في المائة - على خلفية مبادرات متعددة من قبل شركات الخدمات المالية لتحسين التنوع العرقي من خلال تحديد وتدريب وتوجيه المواهب من الأقليات العرقية.
قال دي مارشال، الرئيس التنفيذي لـDiverse & Engaged، وهي شركة استشارية في مجال التنوع تركز على الخدمات المالية، "هذا الوضع غير سليم لأنه يفترض صحة ما نحاول إقامة الدليل عليه بشأن كل الجهود وكل الطاقة التي وضعت في هذا: ’ماذا يفعلون ولماذا لا ينجح أي من هذا؟‘".
أضاف "إذا كنت تتساءل عن سبب عدم حدوث تقدم (بالنسبة للموظفين السود)، فانظر إلى التوظيف، انظر إلى الأجر، انظر إلى عملية تقييم الأداء".
بشكل عام أظهرت بيانات لجنة فرص التوظيف المتكافئة أن الموظفين السود لم يشهدوا نموا كبيرا سوى في الأدوار الصغيرة في القطاع المالي، وهم مجموعة تمثل 42 في المائة من إجمالي القوة العاملة في القطاع. يشكل الموظفون السود الآن 18.9 في المائة من تلك الوظائف الصغيرة، مقابل 17.4 في المائة في 2007.
بشكل منفصل، جمعت فاينانشيال تايمز الأرقام من 20 شركة كبيرة للخدمات المالية في الولايات المتحدة، التي تنشر طلبات لجنة فرص العمل المتكافئة الخاصة بها، بما في ذلك سيتي جروب وجيه بي مورجان تشيس وأمريكان إكسبرس. وجد هذا البحث أن عددا من المؤسسات أحرز تقدما أسرع بكثير من الاتجاه العام.
من بين الشركات الـ20 حققت باي بال أعلى نسبة مئوية من العاملين غير البيض في المناصب العليا، 33.7 في المائة. وحقق جولدمان ساكس أعلى نسبة مئوية للعاملين غير البيض في المناصب المتوسطة؛ 44.1 في المائة. نسبة باي بال البالغة 58.8 في المائة من العاملين غير البيض في الأدوار المهنية كانت أيضا أعلى نسبة تمثيل لغير البيض في تلك الفئة.
أحرز بنك بي إن واي ميلون أعلى نسبة مئوية للموظفين السود في المناصب العليا، 11.8 في المائة. وأحرز PNC أعلى نسبة مئوية للموظفين السود في المناصب المتوسطة، 9.5 في المائة. وحققت شركة التأمين MetLife أعلى نسبة مئوية للموظفين السود في الأدوار المهنية.
كانت شركة التأمين ترافيلرز الأسوأ بالنسبة لتمثيل غير البيض في جميع الفئات الثلاث، وكانت أرقامها أسوأ بكثير من الصورة عبر صناعة الخدمات المالية.
قالت شركة ترافيلرز إن التنوع والشمول "ضرورة للأعمال. في حين أن بيانات EEO-1 لفرص التوظيف المتكافئة ترسم فقط صورة محدودة، إلا أننا نفهم أننا ومجتمع الأعمال نتحمل مسؤولية تحسين التمثيل".
أظهرت الصورة على مستوى الصناعة أنه في حين أن الموظفين غير البيض زادوا حصتهم في جميع مستويات الأقدمية خلال فترة الـ11 عاما، إلا أن التقدم كان متفاوتا للغاية. يستمر الموظفون البيض في التمتع بنسبة مئوية كبيرة من الوظائف العليا.
في أنحاء القطاع كافة، التقدم في المستويات العليا والمتوسطة والمهنية كان بشكل ساحق لمصلحة العاملين الآسيويين، وهم ثالث أكبر أقلية في القطاع المالي بعد العاملين السود واللاتينيين.
نتيجة لذلك، يوجد الآن مديرون كبار ومسؤولون تنفيذيون آسيويون أكثر من الموظفين السود، على الرغم من أن هناك عاملين سود أكثر من العاملين الآسيويين بنحو 50 في المائة في صناعة الخدمات المالية في الولايات المتحدة بأكملها.
قال مارتن ديفيدسون، أستاذ إدارة الأعمال في كلية داردين لإدارة الأعمال في جامعة فيرجينيا، الذي يقدم المشورة أيضا لشركات وول ستريت بشأن التنوع، "إضفاء الصفة الدولية على آسيا وأمريكا اللاتينية والفرص المالية هناك يولد مسارا أسهل للأمريكيين اللاتينيين والأمريكيين الآسيويين للحصول على مكان في هذه الصناعة".
أضاف: "هذا لا يعني أن الأمور رائعة بالنسبة للعاملين اللاتينيين وللأمريكيين الآسيويين، لأن هناك تحديات كبيرة أمام أولئك الأشخاص أيضا".
وجد التحليل أن الآسيويين هم المجموعة العرقية الوحيدة التي لديها أصغر تمثيل في معظم الفئات المبتدئة. بالنسبة لكل مجموعة عِرقية أخرى، يكون أعلى تمثيل لهم في المستويات المبتدئة في الشركات.
قال عدد من الشركات لفاينانشيال تايمز إنها لم تكشف بيانات لجنة فرص التوظيف المتكافئة الخاصة بها لأن الفئات التي تستخدمها لا تقدم تمثيلا دقيقا للقوى العاملة فيها.
أشار مستثمرون إلى أن البيانات مقياس مهم لأنها توفر وجهة نظر قابلة للمقارنة حول كيفية كان أداء الشركات مقارنة ببعضها بعضا. كانت الشركات تدفع بشكل متزايد إلى نشر تفاصيل التركيبات السكانية للقوى العاملة فيها.
قالت أدريان مونلي، رئيسة إدارة الاستثمار للأمريكتين في شركة فانجارد لإدارة الأصول التي تدير 7.1 تريليون دولار "من دون تلك القابلية للمقارنة، يواجه المستثمرون صعوبة في فهم من هو المتقدم ومن هو المتخلف".
"نعتقد أن مطالبتك بالإبلاغ عن بيانات فرص التوظيف المتكافئة هو طلب منطقي، فهو لا يستلزم قدرا هائلا من الموارد الإضافية ويشكل خطوة أولى كبيرة (...) من المحتمل أن تشعر الشركات التي تحجب هذه المعلومات بضغط أكبر من المستثمرين في العام المقبل".
وفقا لأعضاء في جماعات ضغط، من المستحيل معالجة قضية التمثيل الناقص دون قياس حجم المشكلة بشكل صحيح. قال مارشال، من Diverse & Engaged: "نحن نتحدث عن سبب عدم قيامنا بتحقيق أي تقدم، لكننا لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، لأنه ليس هناك من يتتبع مستوى الأداء".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES