FINANCIAL TIMES

كريدي سويس الغارق في الأزمات يصارع للابتعاد من حافة الهاوية

كريدي سويس الغارق في الأزمات يصارع للابتعاد من حافة الهاوية

هل تنجح جهود كريدي سويس في إصلاح ما أفسدته سياسة المخاطر المعتلة؟ تصوير: أرند ويجمان "رويترز"

كريدي سويس الغارق في الأزمات يصارع للابتعاد من حافة الهاوية

في الوقت الذي أنهى فيه المسؤولون التنفيذيون في كريدي سويس عملية جمع أموال طارئة بقيمة 1.9 مليار دولار من المستثمرين الأسبوع قبل الماضي، كانت مجموعة من أغنى الأغنياء بين عملاء البنك من جميع أنحاء أوروبا وآسيا تجري مكالمة منفصلة على تطبيق زووم استضافتها شركة المحاماة بويز شيلر فليكسنر، للتخطيط لرفع دعوى جماعية ضد البنك.
كان كريدي سويس قد أقنع العملاء بالاستثمار في مجموعته من صناديق تمويل سلاسل التوريد، بدعم من صندوق جرينسيل كابيتال المنهار الآن، الذي تم تسويقه على أنه آمن للغاية مع "مخاطر ائتمان محدودة بالنظر إلى وجود طبقات متعددة من الحماية".
المشاركون في المكالمة هم من بين أربعة آلاف مستثمر استثمروا ما مجموعه عشرة مليارات دولار في الصناديق، لكن يبدو أنهم سيخسرون ما يصل إلى ربع حصصهم بعد أن أوقف كريدي سويس الصناديق في آذار (مارس). بعد أسابيع فقط، تعرض البنك لأكبر خسارة ربعية في التداول منذ أكثر من عقد - 4.7 مليار دولار - مرتبطة بانهيار مكتب العائلة، أركيجوس كابيتال.
الضربتان المزدوجتان تضعان كريدي سويس مرة أخرى في دائرة الضوء لكل الأسباب الخاطئة، ما أثار الشكوك حول استمرارية البنك الموجود منذ 165 عاما وما إذا كان سيتم تفكيكه، أو ما إذا كان سينجو في سوق مصرفية أوروبية تتعرض لضغوط من أجل الاندماج.
في هذه العاصفة يأتي أنطالونيو هورتا-أوسوريو، المصرفي البرتغالي الذي تم تعيينه رئيسا لمجلس إدارة كريدي سويس، الجمعة، في واحدة من أهم المراحل في تاريخ البنك الذي يعاني الفضائح.
حصل الرجل البالغ من العمر 57 عاما على خبرته الأولية في سانتاندر، ثم صنع اسمه رئيسا تنفيذيا محاربا أخرج مجموعة لويدز المصرفية من مشكلات الأزمة المالية. سيواجه تحديا كبيرا بالقدر نفسه في محاولة ضمان نجاة ثاني أكبر بنك في سويسرا من كارثته الحالية.
انتقل كريدي سويس من كارثة إلى أخرى في الأعوام الأخيرة. أجبر رئيسه التنفيذي السابق، تيجان ثيام، على الخروج بسبب فضيحة تجسس محرجة. بالكاد بعد عام واحد، أدت مصائب جرينسيل وأركيجوس إلى خسائر بمليارات الدولارات، ومغادرة مزيد من المسؤولين التنفيذيين، وخطر التقاضي، وانخفاض سعر السهم.
ثقافة المديرين ذوي العقلية التجارية التي تتجاهل التحذيرات بشأن التعامل مع العملاء المربحين، على الرغم من كونهم خطرين، كانت لها آثار سلبية. تسببت الفضائح في حالة من القلق بين موظفيه البالغ عددهم 45 ألفا، كثير منهم عانى تخفيض المكافآت، بينما يخشى المديرون فقدان موظفيهم النجوم ذوي الأداء الجيد.
يقول بيل كوين، الرئيس السابق للجنة بازل للرقابة المصرفية "يستخدم المنظمون حكايات تحذيرية مثل كريدي سويس أمثلة على مدى الضرر الذي قد تلحقه ثقافة المخاطر المعتلة. عدم القيام بما يجب فيما يتعلق بإدارة المخاطر الفعالة وإطار امتثال قوي بالقدر نفسه يشبه لعب الروليت الروسية - ستحصل في النهاية على الرصاصة في الحجرة".
أغلق كريدي سويس صناديق جرينسيل في بداية آذار (مارس) بعد انتهاء عقد التأمين الذي يضمن المنتجات. تشير تقديرات المسؤولين التنفيذيين في البنك إلى أن عملاءه قد يخسرون ما يصل إلى ثلاثة مليارات دولار. إصلاح الضرر الذي لحق بتلك العلاقات المهمة للغاية سيستغرق أعواما، خاصة إذا كان حل أي تقاضٍ قد يستغرق أعواما.
بعد أسابيع من ذلك، وحدة الوساطة الرئيسة في نيويورك التابعة لكريدي سويس، التي تقدم خدمات متخصصة لصناديق التحوط، غرقت في أزمة أخرى عندما انهار أحد عملائها، صندوق أركيجوس. كان البنك قد أقرض مليارات الدولارات لمكتب عائلة بيل هوانج، الذي كان فيما مضى أحد رعايا جوليان روبرتسون في صندوق التحوط تايجر مانيجمنت.
هوانج استخدم الأموال - فضلا عن مليارات أخرى اقترضها من بنوك منافسة مثل جولدمان ساكس ومورجان ستانلي ونومورا - للدخول في مراهنات ذات رفع مالي عال على مجموعة من الأسهم التي انخفضت أسعارها.
كريدي سويس شطب بالفعل 4.7 مليار دولار نتيجة انهيار أركيجوس. قال في الأسبوع الماضي إنه يتوقع خسائر أخرى حجمها 650 مليون دولار. انخفاض القيمة وحده قضى على ما يعادل 18 شهرا من الأرباح وضغط على رؤساء الأقسام في البنك لكبح التعرض للمخاطر، وفقا لكبار المسؤولين التنفيذيين. بدأ المنظمون في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسويسرا تحقيقات رسمية في أوجه القصور في إدارة المخاطر في كريدي سويس.
أسئلة تنتظر الإجابة
في الوقت نفسه، أطلق مجلس الإدارة تحقيقات داخلية منفصلة في الحالتين الفاشلتين. التقارير الناتجة ستكون حاسمة بالنسبة لهورتا-أوسوريو عندما يبدأ في محاولة الإجابة عن سلسلة من الأسئلة الأساسية بشأن مستقبل البنك.
على رأس تلك القائمة سيكون ما إذا كان ينبغي لكريدي سويس تقليل اعتماده على البنك الاستثماري المتقلب المدفوع بالمخاطر. لكن عليه أيضا التفكير فيما يجب فعله بشأن أعمال إدارة الأصول وأيضا ما إذا كان بحاجة إلى إعادة النظر في استراتيجيته المتمثلة في الحصول على العملاء أصحاب المشاريع الآسيويين الأغنياء. في النهاية، سيحتاج إلى تقييم مستقبله ككيان مستقل، في الوقت الذي يتطلع فيه المنافسون الأكثر صحة إلى إبرام صفقات في السوق المصرفية الأوروبية المجزأة.
يقول إيون مولاني، المحلل في بيرنبيرج "على الرغم من هذا، إلا أن الرئيس التنفيذي (توماس جوتشتاين) يقول إنه يعتقد بشكل أساسي أن الاستراتيجية الحالية هي الاستراتيجية الصحيحة. يشير هذا إلى أنه قد لا يفضل أي تغييرات كبيرة في الاستراتيجية (لكن) هذا قد يختلف عن وجهة نظر رئيس مجلس الإدارة الجديد".
بعد الإعلان في الصيف الماضي أنه سيغادر مجموعة لويدز، نظر هورتا-أوسوريو في عدة عروض، منها منصب في بنك آخر وواحد مرتبط بشركة أسهم خاصة. لكن عندما اتصل به كريدي سويس في أيلول (سبتمبر)، لتولي منصب رئيس مجلس الإدارة، سرعان ما أصبح المرشح المفضل للوظيفة في مجال مزدحم بالمرشحين بما في ذلك الرئيس التنفيذي السابق لبنك يوني كريديت، جان بيير موستييه، وذلك وفقا لشخصين مشاركين في عملية التوظيف.
في حين أن حالة البنك المحفوفة بالمخاطر ربما أدت إلى عزوف المرشحين الآخرين، إلا أن ما كان أكثر جاذبية بشأن المنصب، وفقا لأشخاص يعرفون هورتا-أوسوريو، هو الطبيعة العملية لمثل هذا الدور في سويسرا. على عكس المملكة المتحدة، فإن منصب رئيس مجلس الإدارة هو دور غير تنفيذي بدوام كامل مسؤول عن الاستراتيجية والتحكم في التعيينات التنفيذية.
يقول شخص عمل من كثب مع هورتا-أوسوريو في مجموعة لويدز "إنه بطبيعته رئيس تنفيذي وليس رئيس مجلس إدارة. بالنظر إلى عمره، ليس من المفاجئ أنه ذهب لمثل هذا الدور النشط".
يبلغ هورتا-أوسوريو من العمر بضعة أسابيع أكبر من جوتشتاين، المخضرم الذي يعمل في كريدي سويس منذ 22 عاما والذي تولى منصب الرئيس التنفيذي في الربيع الماضي. باعتباره أول رئيس تنفيذي سويسري في البنك منذ 18 عاما، تمت ترقية جوتشتاين لتهدئة اضطراب أعقب مغادرة ثيام المثيرة للجدل، التي تسببت في خلاف عام مرير بين مجلس الإدارة وأكبر المساهمين في البنك.
على الرغم من أن جوتشتاين ينظر إليه على أنه مشاركة آمنة، إلا أن الفترة التي قضاها في المنصب كانت مليئة بسلسلة من الهزائم التي وصلت إلى ذروتها مع جرينسيل وأركيجوس. يتكهن مطلعون في كريدي سويس أن وقوع خطأ آخر يمكن أن يكلفه وظيفته.
يضيف زميله السابق في مجموعة لويدز "لو كنت مراهنا، كنت سأقول إن الاحتمال أن (هورتا-أوسوريو) ينتهي به الأمر إلى تولي منصب رئيس تنفيذي مؤقت هو 50-50. لم يتم تعيينه لطرد الرئيس التنفيذي، لكن إذا كان هناك خطأ آخر مكلف، فسيرغب المساهمون في اتخاذ إجراء".
عملية الاختيار التي أدت إلى توظيف هورتا-أوسوريو كانت بقيادة الرئيس المنتهية ولايته، أورس روهنر، الذي شهدت فترته التي استمرت عقدا، انخفاض سعر السهم أكثر من 80 في المائة. خلال ذلك جمع روهنر أجورا بلغت 46 مليون دولار. تم إلقاء اللوم على هذا المحامي، الذي مثل سويسرا في سباق الحواجز في بطولة أوروبا لألعاب القوى في 1982، في التسبب في محنة كريدي سويس من قبل أقلية صاخبة من المساهمين.
يقول ديفيد هيرو، نائب الرئيس في شركة هاريس أسويشييتس، التي تملك 10.25 في المائة من أسهم كريدي سويس وقادت العام الماضي حملة لإقالته "أورس روهنر كان أكثر من مجرد شخص مهمل. لحسن الحظ، هذا الكلام الفارغ والإشراف الضعيف هو على وشك الانتهاء عندما يبدأ أنطونيو".
أوضح هورتا-أوسوريو، المدعوم من عدة مستثمرين مهمين كجزء من عملية الاختيار، أنه يدعم قيادة البنك الحالية ولديه فكرة واضحة عما يجب القيام به لتوجيه البنك للخروج من متاعبه، لكنه رفض التوسع في الحديث عن أولوياته الاستراتيجية. مع ذلك، أخبر المقربين أن تجديد مجلس إدارة كريدي سويس هو أمر كان يجب أن يتم منذ فترة طويلة.
قال لـ «فاينانشيال تايمز»، الأسبوع الماضي، مشيرا إلى قوة البنك في آسيا وإدارة الثروات "لديهم امتياز رائع، على عكس ما حدث مع مجموعة لويدز قبل عشرة أعوام (...) واتجاه كلي رائع. هذا مختلف تماما عن كون مجموعة لويدز كانت على وشك الموت قبل أزمة منطقة اليورو".
مخاطر مفرطة
إحدى مهام هورتا-أوسوريو الأكثر إلحاحا ستكون إجراء إصلاح شامل لثقافة إدارة المخاطر في البنك. يتحدث عدد من التنفيذيين الحاليين والسابقين عن أجواء داخل البنك حيث كان كبار التنفيذيين وموظفي المبيعات يعارضون بشكل روتيني مديري المخاطر عند إثارة المخاوف بشأن التعامل مع بعض العملاء المربحين.
كان قد تم الحصول على كثير من هؤلاء الأقطاب أصحاب المليارات من قسم البنك في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، الذي كان يدار لعدة أعوام باعتباره إقطاعية خاصة بقيادة هيلمان سيتوهانج. تعرض سيتوهانج لانتقادات بسبب رعايته المستمرة لليكس جرينسيل، مؤسس شركة التمويل المنهارة، كشريك، على الرغم من المخاوف الداخلية. يريد المساهمون أيضا معرفة سبب تجاهل التحذيرات خلال سلسلة الحوادث المدمرة. يقول فنسنت كوفمان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة إيثوس، التي تقدم المشورة لـ 200 صندوق تقاعد سويسري تملك مجتمعة ما يصل إلى 5 في المائة من أسهم كريدي سويس "من المهم جدا أن يراجع الرئيس القادم كل هذه الإخفاقات في إدارة المخاطر على الفور".
أوصى عدد من المستثمرين بالفعل بالتصويت ضد إعادة انتخاب أندرياس جوتشلينج، عضو مجلس الإدارة الذي يقود لجنة المخاطر في البنك منذ 2018. وفي نيسان (أبريل) فرض مجلس الإدارة الخروج على لارا وورنر، كبيرة الإداريين للمخاطر والامتثال، التي تمت ترقيتها الصيف الماضي فقط، وحفنة من مديري المخاطر من المستوى المتوسط.
يقول أندرو كومبس، المحلل في سيتي جروب "يتساءل المستثمرون عما إذا كانوا يسعون لتحقيق الإيرادات على حساب إدارة المخاطر. يبدو أن أركيجوس وجرينسيل هما بالفعل قضايا شاذة، لكن الصعوبة التي يواجهها كريدي سويس هي توقيت وقوعهما خلال فترة قريبة للغاية من بعضهما بعضا".
معضلة المصرفية الاستثمارية
قال المحللون الكثير عن افتقار هورتا-أوسوريو للخبرة في إدارة بنك استثماري عالمي. فقد سبق وترأس أعمال القروض الفردية المحلية في مجموعة لويدز وبنك آبي ناشونال وسانتاندر في البرتغال والبرازيل. سيحتاج الآن إلى تطوير استراتيجية للبنك الاستثماري التابع لكريدي سويس، الذي كان جوهرة التاج للبنك فيما مضى لكنه تضاءل تدريجيا في ظل الرؤساء التنفيذيين المتعاقبين.
في الأسبوع الماضي أعلن القسم، وهو رائد عالمي في اكتتاب شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة - التي تجمع المال من خلال الإدراج في الأسواق العامة، ثم البحث عن شركة للاستحواذ عليها - عن أقوى نتائجه الربعية منذ أكثر من عقد، حيث بلغت الإيرادات 3.9 مليار دولار، أعلى 80 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي. لكن بالنسبة لبعض المستثمرين في كريدي سويس، أصبح القسم متقلبا فوق الحد، حيث صدرت منه في الآونة الأخيرة كثير من عمليات شطب القيمة المكلفة.
أيضا أثيرت الشكوك حول مستقبل وحدة الوساطة الرئيسة فيه، التي كانت مركز انهيار أركيجوس. قال جوتشتاين الأسبوع الماضي إن القسم سيخفض الإقراض بمقدار الثلث هذا العام. وتم طرد اثنين من رؤساء قسم الأعمال الرئيسة في أعقاب خسائر أركيجوس، بعد سلسلة من المغادرات الأخرى من فريق الأسواق.
قدمت وحدة الوساطة الرئيسة للبنوك حماية مفيدة ضد انخفاض الإيرادات من تداول الأسهم النقدية في الأعوام الأخيرة، ومع ذلك كريدي سويس لاعب ثانوي في ذلك القطاع ويخشى الموظفون في الوحدة من إمكانية تقليصها أو إغلاقها تماما.
يقول عميل صندوق تحوط في البنك "تلقينا مكالمة من أحد السماسرة الرئيسين أخيرا. قالوا ’من فضلك لا تتعامل معنا في الوقت الحالي لأننا لا نعرف أين ستكون أعمال الوساطة الرئيسة في غضون بضعة أشهر‘".
سيكون على هورتا-أوسوريو أيضا أن يقرر ما يجب فعله بالنسبة لقسم إدارة الأصول الذي يبلغ حجمه 500 مليار دولار، المعروف باسم CSAM، الذي حتى الآونة الأخيرة كان ضِمن أعمال إدارة الثروات. أصر جوتشتاين، الأسبوع الماضي، على أنه لا توجد خطط لبيع قسم إدارة الأصول، لكن هذا لم يفعل شيئا يذكر لإخماد شائعات عن احتمال إبرام صفقة إما لتصفية القسم وإما إنشاء مشروع مشترك مع صندوق تحوط آخر.
تصاعدت التكهنات في آذار (مارس) عندما استعاد جوتشتاين أولريش كورنر من المنافس الشرس، يو بي إس، لتولي مسؤولية قسم إدارة الأصول بعد تهميش الرئيس السابق، إريك فارفيل، نتيجة لتداعيات صندوق جرينسيل.
حين كان كورنر لا يزال موجودا في يو بي إس، اقترح في 2019 دمج أعماله في إدارة الأصول مع شركة DWS الاستثمارية المملوكة إلى دويتشه بانك، لكن الصفقة فشلت. تبحث DWS عن صفقة كبيرة لتشكيل قوة أوروبية قوية للتنافس ضد أموندي الفرنسية، التي تمتلك أكثر من ثلاثة أضعاف أصول CSAM الخاضعة للإدارة البالغة 1.7 تريليون يورو.
على الرغم من نفي جوتشتاين وجود أي خطط للتخلص من قسم إدارة الأصول، إلا أنه استطرد قائلا "لا توجد أبقار مقدسة" عندما يتعلق الأمر بأقسام البنك الرئيسة، مضيفا "لن أقول إن هناك حاجة الآن، لأن لدينا حادثتين مخيبتين للآمال للغاية، للتخلص من الاستراتيجية بأكملها. لكن علينا أن نمارس دائما النقد الذاتي بشأن استراتيجيات المجموعة. لدينا رئيس جديد لمجلس الإدارة وسنجلس معا ونجري تلك المناقشات".
جزء من هذه المحادثات سيدور حول آفاق عمليات الاندماج والاستحواذ. في العام الماضي، تفوق أكسل ويبر، رئيس يو بي إس، على منافسه الكبير. ولأن سعر سهم كريدي سويس أدنى حتى مما كان عليه قبل الآن، قد يكون هدفا أكثر جاذبية وبسعر معقول، إذا كان من الممكن حل مشكلات مكافحة الاحتكار. ما يضيف إلى التكهنات حول العلاقة بين البنكين السويسريين العملاقين هو العلاقة الوثيقة بين هورتا-أوسوريو ورالف هامرز، الرئيس التنفيذي الجديد لبنك يو بي إس الذي انضم إليه قادما من ING العام الماضي. كان الاثنان يتبادلان الأفكار بانتظام حول جهودهما لرقمنة لويدز وING. مع ذلك هناك شعور بالارتياح والتفاؤل داخل البنك بشأن وصول هورتا-أوسوريو والأمل في أن يكون هو العامل المحفز لإخراج بنك كريدي سويس من حالته المتعثرة.
عندما أصبح الرئيس التنفيذي لبنك آبي ناشونال في 2006، وضع اختبارا لرئيس الموارد البشرية في البنك البريطاني: أن يحصل له على عضوية في نادي كوينز للتنس الحصري في كنسينجتون. على الرغم من قائمة الانتظار للنادي تمتد عشرة أعوام، فإن مالكي آبي ناشونال استخدموا نفوذهم سرا وكان هورتا-أوسوريو، وهو متعصب للتنس، عضوا في الوقت الذي انتقل فيه إلى لندن بعد أسبوع من ذلك.
كرر الحيلة نفسها عندما طلب منه كريدي سويس أن يتولى الرئاسة في أواخر العام الماضي. عندما ينتقل إلى زيوريخ، سيجد حزمة ترحيب في نادي جراسهوبر Grasshopper في انتظاره. هذا مؤشر صغير على المدى الذي ذهب إليه البنك السويسري لاستمالة أحد أشهر مديري الأزمات في أوروبا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES