العلماء يحذرون .. صعوبات تعترض العثور على أقراص لعلاج كوفيد
البحث عن حبة دواء للحماية من تأثيرات كوفيد - 19 أمر محير للعلماء، ما يشير إلى أن قرار الحكومة البريطانية بتحديد فصل الخريف هدفا للعثور على دواءين فعالين من الأدوية المضادة للفيروسات سيكون من الصعب تحقيقه.
رحب خبراء في فريق العمل الحكومي الجديد لتسريع البحث، مع الاستثمار، في مجالات الأدوية المهملة لكن الحيوية. غير أن كثيرين منهم غير مقتنعين حتى الآن بإمكانية استخدام الأدوية التي يتم تطويرها لمعالجة المرضى في غضون شهرين.
ستيف بيتس، الرئيس التنفيذي لاتحاد الصناعات البيولوجية، الذي شارك عن كثب في إنشاء فريق عمل اللقاحات، الذي تم على أساسه تصميم الحملة الجديدة للعثور على مضادات الفيروسات، أشار إلى أن المشاريع كانت مختلفة لكنها تحمل بالمثل مستويات عالية من المخاطر.
قال "الأمر يشبه مقارنة الوصول إلى القطب الشمالي بتسلق قمة إفرست". لكنه يضيف أن الهدف الواضح "للحصول على علاجين فعالين على الأقل هذا العام، إما على شكل أقراص وإما كبسولات (...) أمر جيد فعلا لأنه واضح حقا".
أحد الاختلافات بين أعضاء فريقي العمل هو القرار بإجراء منافسة لتعيين رئيس لجهود الأدوية المضادة للفيروسات، براتب يبلغ 63 ألف جنيه سنويا والعمل لمدة لا تقل عن ثلاثة أيام في الأسبوع.
لن تقتصر مهمة الرئيس على تحقيق هدف إنتاج "اثنين من العلاجات الفعالة المضادة للفيروسات التي يمكن نشرها بحلول خريف/شتاء 2021". قال إعلان الوظيفة "سيطلب أيضا من الشخص المعين إنشاء خط إنتاج من الأدوية المضادة للفيروسات الجديدة الواعدة الإضافية لنشرها المحتمل في 2022 وما بعده، ما يضمن وجود تصنيع قوي وسلاسل توريد قوية".
في حين أن تجربة في جامعة أكسفورد عالجت بواسطة ديكساميثازون الأعراض الالتهابية في مرحلة متأخرة من كوفيد - 19، إلا أنها ـ وتجارب أخرى ـ لم تعثر على دواء فعال للغاية لمعالجة الفيروس مباشرة.
الوتيرة البطيئة بشكل محبط تتناقض بشكل صارخ مع التطوير السريع لعدد من اللقاحات الفعالة للغاية.
قال كين-تشو تشانج، الأستاذ في جامعة نوتينجهام، الذي اختبر الأدوية على الحيوانات لاكتشاف مضاد فيروسات لكوفيد - 19، "أعتقد أنه ينبغي أن نحاول تطوير مثل هذا الدواء الذي يمكن أن يفيد البشرية، لكن لا يمكننا المبالغة في تقدير التحديات التي تواجه مثل هذا الطموح".
استخدم الأطباء دواء ريمديسيفير من شركة جيلياد، وهو حقنة مصممة في الأصل لعلاج فيروس إيبولا لكن تمت الموافقة عليها لعلاج كوفيد - 19 في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث تم نشرها وأصبحت شائعة. لكن دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية وجدت أن ريمديسيفير ليس له تأثير كبير في فرص بقاء المريض على قيد الحياة.
فشلت محاولات أخرى، بما في ذلك محاولة للتحقيق في استخدام عقاقير مضادة لنقص المناعة البشرية، ومرشح بيولوجي قررت شركة ميرك الأسبوع أخيرا التخلي عنه، قائلة إن البيانات الإضافية التي طلبتها الجهة المنظمة في الولايات المتحدة تعني أن الأمر سيستغرق وقتا طويلا فوق الحد للوصول إلى السوق.
من الصعب إنشاء مضادات الفيروسات: يجب على العلماء النظر في آليات الفيروس لتحديد كيفية منعه من التكاثر، بدلا من التركيز على السطح، كما فعل صانعو اللقاح مع البروتين الشوكي. يجب أن تكون الأدوية قادرة على مواكبة تطور الفيروس وغالبا ما يتم تناولها معا حتى يجد الفيروس صعوبة في التهرب منها.
توجد بالفعل عقاقير تبشر بالخير في التجارب البشرية، بما في ذلك علاج معاد توجيهه للإنفلونزا وعقاقير جديدة. قال البروفيسور بيتر هوربي، الذي يساعد على قيادة تجربة جامعة أكسفورد، إن فريق العمل الجديد ضروري لأنه سيكون قادرا على الإمساك بمنتجات المرحلة المبكرة وتسريعها.
أضاف: "إنها سوق مليئة بالتحديات، لذا فإن اقتصادات تطوير هذه الأنواع من الأدوية ليست كبيرة، ولهذا السبب تحتاج إلى استثمارات عامة".
يتم اختبار فافيبيرافير Favipiravir في تجربة جلاسجو جيتافيكس Glasgow Getafix ودراسة فلير Flare في جامعة كلية لندن. تمت دراسة العقار الياباني للإنفلونزا، المملوك لشركة فوجي فيلم، في اليابان العام الماضي لكن وزارة الصحة في طوكيو قالت إن بيانات الفعالية غير حاسمة. كما لا يمكن تناوله من قبل النساء الحوامل بسبب خطر حدوث عيوب خلقية. بدأت فوجي فيلم دراسة جديدة الأسبوع الماضي.
قالت الدكتورة جانيت سكوت، المحاضرة السريرية في الأمراض المعدية في جامعة جلاسجو، التي تقود تجربة جيتافيكس، إنها تتطلع حاليا إلى الاستعانة بنحو 300 شخص وتأمل في أن يمنع العلاج حتى كوفيد الطويل.
عندما سئلت عن جدوى هدف نهاية العام، قالت: "حتى لو فشلنا، سنكون قد فشلنا جيدا لأننا دفعنا الأمور إلى الأمام فيما يتعلق بما لا ينجح".
دواء مولنوبيرافير Molnupiravir من ميرك، الذي تم تطويره باستخدام Ridgeback Biotherapeutics، يتجه إلى المرحلة الثالثة من التجربة بعد الحصول على بيانات إيجابية بين مرضى العيادات الخارجية. تم إثبات أن AT-527 من روش، وهو جزء من تعاون مع Atea Pharmaceuticals، آمن سابقا ويظهر نشاطا مضادا للفيروسات في مرضى التهاب الكبد الوبائي "سي". ومن المقرر أيضا أن يدخل المرحلة الثالثة في غضون أسابيع. بدأت شركة فايزر في دراسة المرحلة الأولى في آذار (مارس) لـ PF-07321332، قائلة إن الدراسات المخبرية خلصت إلى أن العقار الذي يؤخذ عن طريق الفم "فعال".
تعتمد السرعة التي يمكن أن تستمر بها هذه التجارب إلى حد كبير على مدى السرعة التي يمكنهم بها الاستعانة بمرضى كوفيد - 19. من الناحية النظرية، يمكن أن تكون أسرع من تجارب اللقاح لأن الباحثين لا ينتظرون لمعرفة من يصاب بالمرض، بل مدى سرعة تعافي المريض.
لكن مع انخفاض معدلات كوفيد - 19 في المملكة المتحدة، قال بيل أندرسون، الرئيس التنفيذي لشركة روش، إن تجربتها يجب أن تتوسع لتشمل الدول التي كان كوفيد - 19 فيها أوسع انتشارا.
قال: "قاموا بعمل ممتاز في طرح لقاحات كوفيد في المملكة المتحدة (...) لذا، ببساطة لا يوجد عدد كاف من المرضى للتسجيل في هذه الدراسة بالسرعة التي كنا نرجوها".
ستيفن جريفين، الذي يقود المجموعة المضادة للفيروسات في كلية الطب في ليدز، قال من "المحبط" أن نرى مدى ضآلة الاستثمار في هذا المجال.
"أعتقد أن الاستثمار في الأبحاث الأساسية والبحوث الانتقالية لتطوير مضادات فيروسات جديدة سيكون شيئا رائعا"، مضيفا أنه يرجو أن يساعد ذلك في هذا الوباء - ويمكن بالتأكيد أن يكون استعدادا جيدا للوباء التالي.