ثقافة وفنون

«ممنوع التجول» .. حلقات باردة وعتاب جماهيري

«ممنوع التجول» .. حلقات باردة وعتاب جماهيري

تكرار أسماء وتشابه أدوار.

«ممنوع التجول» .. حلقات باردة وعتاب جماهيري

احتكر القصبي الحالة الكوميدية فيما تقلص دور الآخرين.

«ممنوع التجول» .. حلقات باردة وعتاب جماهيري

كان واضحاً على بعض الحلقات الزج بجائحة كورونا في تفاصيل الحلقة.

يرتبط شهر رمضان المبارك بعادات رمضانية سنوية، فمثلما اعتاد الجمهور على أن يشاهد على الشاشة النجم ناصر القصبي ورفاقه في حلقات كوميدية، اعتاد أيضا على النقد اللاذع الذي يصاحب أعماله، وبات ذلك عادة رمضانية، يردها البعض إلى المقولة الشائعة "العتاب على قدر المحبة".
فمحبة أبو راكان - القصبي - أسست لغيرة في قلوب المشاهدين على أعماله، يطمحون إلى تجديد وتطوير في أداء الممثلين والأفكار المقدمة وحبكتها، بل يعمد الجمهور إلى اصطياد هفوات وأخطاء التصوير والإخراج، وإن بدت قليلة في عددها، لكن كبيرة في مفهوم المشاهد المتسمر أمام الشاشة في وقت الذروة.
انتزاع الضحكة
في عمل كوميدي جديد يتمحور حول الحياة الاجتماعية بعد تداعيات جائحة كورونا التي أجبرت العالم على الانغلاق، اختار الفنان ناصر القصبي مسلسله "ممنوع التجول"، وفي حلقات متصلة منفصلة، يجسد الممثلون مواقف طريفة، ترتفع أسهمها لدى الجمهور، وتنخفض حينا، وفق قوة حبكة الحلقة وقدرتها على انتزاع الضحكة من محيا المشاهد بعد وجبة الإفطار.
يضم "ممنوع التجول" كوكبة من النجوم السعوديين والخليجيين، وأهم وأبرز الوجوه الفنية السعودية من الجيل الثاني، حيث يضم إلى جانب ناصر القصبي النجوم: حبيب الحبيب، راشد الشمراني، إلهام علي، عبدالمجيد الرهيدي، أسيل عمران، ماجد مطرب، خالد الفراج، علي الحميدي، هبة الحسين، وزيد السويداء، إضافة إلى مجموعة كبيرة من ضيوف الشرف، ونذكر منهم: فايز المالكي، عبدالإله السناني، شيماء سبت، خالد صقر، ريماس منصور، فاطمة الحوسني، سناء بكر يونس، فيصل الدوخي، عبدالعزيز السكيرين، عبدالله المزيني، بشير غنيم، عبدالعزيز المبدل، ريم العلي، رنا الشافعي، والإعلامية تغريد الهويش.
ويعمل على إخراج المسلسل نخبة من المخرجين، هم أوس الشرقي، هناء العمير، موسى الثنيان، عبدالعزيز الشلاحي، وإشراف خلف الحربي، وكتابة مجموعة من المؤلفين.
وجود هذا الكم من النجوم جعل المسؤولية على فريق العمل أكبر للخروج بالكوميديا التي ترضي المشاهدين، لكن العمل على العكس، كان ضعيفا بشهادة نقاد ومشاهدين، وألقوا باللائمة على نصه ومعالجته الدرامية، وضعف الحس الكوميدي، فخرج بالطريقة التي لا تليق بتاريخ القصبي ومسيرته الفنية العريقة.
تحديات الجائحة
المخرج العراقي أوس الشرقي تحدث في فيديو نشرته قناة MBC عن كواليس العمل وصعوباته، وقال: "إنهم واجهوا تحديات للحفاظ على صحة وسلامة الممثلين وطاقم العمل، والوقت المستغرق للتجهيز والانتقال من بيت إلى آخر، ومن موقع إلى آخر وبشكل يومي"، مبينا أن الحلقة الواحدة بمنزلة فيلم سينمائي منفصل، لأن كل حلقة تناقش قضية أو ثيمة معينة، بممثلين مختلفين وشخصيات جديدة.
وأكد الشرقي، الذي صاحب القصبي في عدد من المسلسلات، أنهم سعوا إلى "استقطاب الطاقات الشبابية ليخوضوا هذه التجربة المختلفة، وهي فرصة ثمينة لهم بالعمل مع نجوم كبار مثل الفنان ناصر القصبي، وفرصة لنا لاكتشاف هذه الطاقات والإمكانات، ومتحمس لهذه التجربة جدا".
فيما تحدث القصبي في بيان لمجموعة "إم بي سي"، قال فيه: "الجو الذي فرضه فيروس كورونا في كواليس العمل والتصوير لا يشبه أي نوع من أنواع العراقيل التي واجهناها خلال الأعمال السابقة على امتداد مشوارنا الفني"، مشيرا إلى أن المشاهدين سيلمسون بأنفسهم تلك الحالة الدرامية التي تعبر عنهم وتعكس ظروف حياتهم ومعاناتهم اليومية، ما يمنح عملنا مزيدا من المصداقية".
وحول آلية المزج بين هذه الحالة من المعاناة اليومية التراجيدية من جانب وبين الطابع الكوميدي للمسلسل من جانب آخر، يوضح القصبي "الكوميديا هي الإطار العام للعمل، فالناس اكتفت من حالة الكورونا والغم الذي أصاب حياتهم بسبب الفيروس، لذا يقدم ممنوع التجول طرحا اجتماعيا للحالة ضمن طابع كوميدي، وآمل أن نكون موفقين فيما قدمناه".
وفي إطار الحديث عن كواليس العمل، حقق تتر المسلسل انتشارا كبيرا، في مقدمة غنائية من غناء السندباد راشد الماجد، التي تتماشى في موسيقاها وكلماتها مع الواقع الذي فرضته جائحة كورونا، وهي من كلمات أحمد علوي وألحان أحمد الهرمي.
الجيش الأبيض
تصدرت حلقة "بلسم" الترند على منصات التواصل الاجتماعي، إذ تروي الحلقة التي بثت قبل أيام من المسلسل معاناة العاملين في المجال الصحي، ولا سيما المرأة السعودية ونظرة المجتمع إلى عملها في هذا المجال، وهي حلقة للكاتبة الجوهرة الحمد، تحدثت عنها الفنانة إلهام علي، وقالت: "أثناء تصوير حلقة بلسم، "كنت أتعب من صعوبة التنفس واللبس غير الأجواء.. كنت أسأل نفسي ساعات عمل وبينتهي، وحسيت بكمية تعب غير عادية، كيف من هذا شغله ويشوف الموت بعيونه، حلقة اليوم من أقرب الحلقات إلى قلبي".
قد تكون هذه الحلقة أهم حلقات المسلسل، الذي تعرض لسيل من الانتقادات، منها ما كتبه الشاعر فهد المساعد حول حلقات المسلسل الأولى: "نعطيهم فرصة للحلقة الثالثة بكرة، وأرجو ما تكون الثالثة ثابتة.. مع ثقتنا بنجمنا القصبي ومحبتنا له"، لكن ظنه خاب، ومثله كتب آخرون من منطلق محبتهم للقصبي، التي جاءت في ثوب عتاب المحبين.
وعلى هذا المنوال، كانت ردة الفعل حول العمل عنيفة، وصفها مغردون بـ"السقطة" في تاريخ نجم المسلسل، فكان سهلا على المشاهد أن يتنبأ بنهاية الحلقة قبل أن يصل إلى منتصفها، التي لا تقدم جديدا يذكر، أو ضحكا متواصلا كما هو متوقع، كما أن تكرار الأسماء وتشابه الأدوار والنصوص، أوصل حالة من الملل إلى نفوس المشاهدين.
فيما كان واضحا على بعض الحلقات الزج بجائحة كورونا في تفاصيل الحلقة، حيث يمكن أن تقدم الحلقة دون ارتباطها بحظر التجول، ثيمة العمل الرئيسة، مثل حلقة يتزوج فيها القصبي سرا على زوجته.
ولا يمكن التأكيد إذا ما كان سبب ضعف المسلسل وبرودة حلقاته يعود إلى النص وحده، أم غياب الحبكة، أم تقديمه التوعية من كورونا في خطاب تقليدي، وافتقاده عنصر التشويق والمفاجأة والوتيرة المتسارعة، أو إلى احتكار القصبي الحالة الكوميدية وتقليص دور الآخرين، الذي بدا كنسخة رديئة من المسلسل الشهير "طاش ما طاش"، لكن بلا "لزمات" (إفيهات أو جمل كوميدية ذات تأثير قوي عالق في الذاكرة) تتكرر على ألسنة المشاهدين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون